حوارية في الزرقاء تبرز دور المثقف في التطوير والاصلاح

حوارية في الزرقاء تبرز دور المثقف في التطوير والاصلاح
الرابط المختصر

 

شددت ندوة حوارية نظمها مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي في الزرقاء يوم الاربعاء 18 اذار، على اهمية دور المثقف في التطوير والاصلاح، وصولا الى تحقيق التطور والنهضة الحقيقية للمجتمعات.

 

وابرز رئيس نادي الرصيفة الثقافي الدكتور محمود الزهيري في كلمته في الندوة، دور المثقفين في قيادة الحياة العامة وتوجيهها، من حيث انهم يتعاملون مع القضايا بتريث ومن خلال العقل والمنطق، مشيرا الى ان القران الكريم اعلا الدور التنويري للعلماء والمثقفين.

 

وقال ان "صاحب العلم والثقافة له منهج اساسي في الحياة.. ودور تنويري يحاول ان يثقف الناس ويوضح لهم ويعرفهم بابعاد المشكلة" ويبين لهم ضرورة التاني والتروي في اتخاذ المواقف ازاء الاحداث والقضايا.

 

وفي المقابل، رأى الزهيري ان المثقف في ظل الانفتاح التكنولوجي بات "يجد نفسه محرجا من الخوض في الكثير من الامور، وذلك ان اغلب الناس من الدهماء قد تصدروا مواقع في الثقافة فأفسدوا على الناس كثيرا من حياتهم".

 

وبدوره، وصف رئيس منتدى الازرق الثقافي شكيب الشومري المثقف بانه "الشخص الذي تكون لديه معرفة تراكمية ومدركا للواقع بموضوعية عالية ولديه القدرة الفائقة لمعرفة حركة المجتمع وكيفية التأثير والتأثر بها، والقادر على تكوين الرأي العام للوصول الى التغيير نحو الافضل".

 

وقسم الشومري المثقفين الى اصناف "مثقف ايجابي.. يضطلع بوضع رؤى وحلول للمشكلات التي تواجه الوطن، وهناك المثقف المسيس او المبرمج، والمثقف المتردد او المتأرجح، والمثقف السلبي الذي لا يوظف قدراته في خدمة عملية الاصلاح والتغيير وينأى بنفسه بعيدا".

 

واكد ان "المثقف هو المعني بالدرجة الاولى بوضع الاسس وقيادة الاجيال الى ما فيه من مصلحة الأمم"، مشددا على ضرورة "ردم الفجوة بين المثقف والسلطة"، وداعيا الاخيرة الى "الا تنظر.. للمثقف الايجابي على أنه عدو لها، بل ان تعمل على احتواء افكاره الايجابية حتى ينعكس ذلك على المجتمع ايجابيا".

 

وكان المحامي عماد أبو سلمى الذي أدار الحوارية قد استهلها بدعوة الحضور الى الوقوف دقيقة صمت حدادا على الشاعر والاديب الاردني عبدالله رضوان الذي غيبه الموت يوم 13 اذار الجاري.

 

وقال أبو سلمى وهو رئيس سابق لنادي اسرة القلم في الزرقاءن خلال تقديمه للحوارية ان سلاح الثقافة هو الأقوى لتحقيق التطور والنهضة الحقيقية للمجتمعات، مؤكدا انه "لا تنتصر اية امة الا اذا انتصرت لنفسها، وأول الاسلحة هو سلاح المثقفين".

 

وخلال لقاءات لـ"هنا الزرقاء" مع عدد من المثقفين على هامش الحوارية، قال الشاعر حسن منصور ان "الثقافة لا يمكن ان تؤخذ بشكل مجرد، وانما تؤخذ من واقع الحياة من حولنا"، مضيفا ان "المثقفين يقدمون طروحات راقية مواكبة لمعطيات الحياة والاصل ان يؤخذ بها".

 

ولكن منصور رأى ان "الانجاز المبدع قد يختلط مع الانجاز الاقل ابداعا والسطحي من قبل الواغلين (المتطفلين) على الادب، مما يجعل من الصعب ان يكون للإبداع الثقافي دور في الاصلاح".

 

واكد ان "مسؤولية الكاتب في الاصلاح ان يكون نظيفا في طرحه وكلمته، والكلمة امانة، وعليه ان يحمل شرف هذه الامانة وان يستطيع تأديتها ونقلها لمن يجب ان تصل اليه". مبينا ان "الكاتب اولا واخير هو واحد من الناس ولا يجب ان يعتبر نفسه من كوكب اخر يحيط نفسه بالغموض".

 

ومن جهته، عرض المخرج المسرحي خالد مسلماني الى دور المسرح في "رفع سوية عقلية المستمع والمشاهد.. وتغذية عقله بمزيد من المعرفة"، موضحا انه "يناقش قضايا اجتماعية، سياسية واقتصادية، ويوجد لها حلا من خلال الدراما المنسوجة التي تسهم الى حد كبير في تطوير الثقافة مستقبلا".

 

واوضح مسلماني ان المسرح يلعب دورا كبيرا من الناحية السياسية لجهة "نقد السياسات والتشجيع والتحريض على صناعة تشريعات وقوانين جديدة تتلاءم مع العصر بهدف تحسن ظروف معيشية".

 

واعتبر الاعلامي والكاتب عمر ضمرة انه "يقع على عاتق المثقفين دور كبير في تحقيق نهضة المجتمعات، وتكريس دورهم في دفع عجلة التنمية الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في المؤسسات الرسمية في كل دولة".

 

ولفت ضمرة الى "تراجع دور الاديب في الاسهام في تطوير المجتمعات واحداث النقلة الحضارية المطلوبة"، مرجعا ذلك الى اسباب "منها ضيق هامش الحريات في كافة المجالات الحياتية".

 

وقال انه "حتى يستطيع الاديب ان يتبوأ موقعه الريادي المطلوب لا بد من احداث تنمية حقيقية في التعليم أولا ومن ثم زيادة الاهتمام بالثقافة والفكر من اجل رفع الوعي المجتمعي بالتركيز على دور القراءة".

 

واستحضر ضمرة في هذا السياق دراسة اظهرت ان متوسط معدل قراءة العربي لا يزيد عن 18 دقيقة في السنة، وهو الامر الذي رآه سببا "في غياب الثقافة عن الحياة وغياب دورها عن الاصلاح في المجتمعات العربية".

 

الشاعر جميل ابو صبيح رئيس فرع رابطة الكتاب الاردنيين في الزرقاء، قال "ان المثقف هو حصن الأمة وبما لديه من أفكار يستطيع ان يدافع عن أمته، وهو الخندق المتقدم لها".

 

واضاف "ان المثقف يفرض ثقافته عن طريق الحوار والاختلاف لا الخلاف بين المتحاورين حتى نصل الى الراي الصحيح، ونحن نتبنى الرأي القائل: رأيك خطأ يحتمل الصواب، ورأيي صواب يحتمل الخطأ"، معتبرا ان "طريقة الحوار هذه هي الاساس في تكوين الفكر العام الذي تسير عليه الامة".