حلقة نقاشية تستعرض واقع تجربة المراة في المجالس البلدية بمحافظة الزرقاء

حلقة نقاشية تستعرض واقع تجربة المراة في المجالس البلدية بمحافظة الزرقاء

استعرضت عضوات في مجالس بلدية بمحافظة الزرقاء تجاربهن في مضمار العمل البلدي، خلال حلقة نقاشية نظمها "مشروع تمكين نساء الزرقاء عبر الاعلام" يوم الاربعاء 23 كانون الاول، في مقر لجنة التنمية المجتمعية.

وشاركت في الحلقة التي عقدت تحت عنوان "واقع أداء وتجربة النساء في المجالس البلدية في محافظة الزرقاء"، عضوات مجلس بلدي: الزرقاء حياة الزواهرة، والرصيفة عزيزة الدعجة ونجاح طشطوش، والظليل ليلى شريف، والحلابات نوال ابو مبارك ونجاح النمروطي.

واستهلت حياة الزواهرة التي تشغل للمرة الثانية عضو مجلس بلدي، بالتاكيد على ان تقدم المراة لخوض غمار العمل ضمن المجالس لم يات عبثا او من باب ملء وقت الفراغ، بل من منطلق الادراك والايمان بان وجودها فيها "شئ ملح ومهم جدا".

واعتبرت ان وجود نساء في المجالس البلدية اسهم في التجسير بين مؤسسة البلدية وقطاع المراة في المجتمع، موضحة ان المراة كانت تستصعب عرض مطالبها سواء الخدماتية او غيرها على المجلس البلدي عندما كان جميع اعضائه من الذكور، وذلك بحكم التركيبة المحافظة للمجتمع، ولكن وجود احدى بنات جلدتها في المجلس سهل عليها هذا الامر.

وشددت في المقابل على اهمية ان تكون مشاركة المراة عضو المجلس البلدي فاعلة وليس صورية تقتصر على توقيع قرارات المجلس لمجرد اتمام نصاب التواقيع اللازمة لتمرير تلك القرارات.

وبدا لافتا في حديث الزواهرة انتقادها ما اعتبرته تراجعا لدور المرأة في مجالس البلديات بسبب افتقار نسبة كبيرة من عضوات المجالس الى الخبرة، واللواتي اكدت انهن "لايعرفن غير التوقيع على القرار فقط".

ورأت الزواهرة ان عدم اثبات المراة نفسها في العمل البلدي الى جانب التركيبة الذكورية للمجتمع، ادت الى ان فوز اكثر عضوات المجالس البلدية في الزرقاء عن طريق الكوتا او بالتزكية، مقرة بانه لولا الكوتا لما تمكنت معظم العضوات الحاليات من الوصول الى مواقعهن.

وقاالت "نعم الكوتا اوصلتنا، ونحن بحاجتها في الوقت الحالي، وهذه حقيقة لايمكن انكارها".

من جانبها، تحدثت نجاح طشطوش عن تحديات واجهتها خلال خوضها تجربة الترشح لانتخابات عضوية مجلس بلدي الرصيفة، والتي فازت فيها بالمرتبة الاولى على منافساتها في اللواء، بينما حلت ثانيا على مستوى المملكة من حيث عدد الاصوات التي تحصل عليها امرأة، وبواقع 476 صوتا.

وقالت ان اهم تحد تمثل في كونها تترشح للمرة الاولى، وجاءت بعده معضلة اقناع الاهل بهذه الخطوة، حيث كان هناك عدم تقبل للامر لدى بعضهم، ولكن مع اصرارها وتشجيع زوجها تمكنت من تذليل هذه العقبة.

وعبرت طشطوش، وهي ام لسبعة اولاد، عن ثقتها بالحصول على عدد اكبر من الاصوات في الانتخابات المقبلة، داعية النساء الى عدم التردد في خوض غمار العمل العام، والى دعم بنات جلدتهن للوصول الى المواقع القيادية.

على صعيدها، اكدت عزيزة الدعجة التي فازت بعضوية مجلس بلدي الرصيفة لدورتين متتاليتين، ان المراة استطاعت ان تثبت وجودها وتترك بصمة في كافة الادوار التي لعبتها في المجتمع سواء ربة منزل او معلمة او طبيبة او قاضية.

ووصفت الكوتا بانها نظام ايجابي عمل على تمكين المراة من الوصول الى المجالس البلدية واثبات قدرتها على العمل بكفاءة الى جانب الرجل، مبينة ان تجربتها في المجلس السابق رفدتها بالخبرة التي اسهمت في قيامها بدورها بفاعلية اكثر خلال المجلس الحالي.

واعتبرت الدعجة قوة الشخصية والمصداقية والكفاءة السلاح الاهم في يد النساء في مواجهة التحديات التي تعترضها، مشددة على ضرورة ان تؤازر المرأة المرأة لا ان تقف ضدها خلال سعيها للتقدم في مجال العمل العام.

واكدت ليلى شريف انها لم تواجه ضغوطا او معيقات اجتماعية من اي نوع لدى خوضها غمار انتخابات مجلس بلدي الظليل، بالرغم من ان المنطقة التي تعيش فيها هي ذات طابع عشائري بامتياز، بل على العكس، حظيت بتشجيع ومؤازرة خصوصا من الاهل والاقرباء.

وقالت شريف انها اخذت على عاتقها منذ اليوم الاول لشغلها عضوية المجلس اثبات وجودها مع زميلاتها، مؤكدة انهن لقين تقديرا واحتراما من زملائهن الرجال، والذين دانت لهم بالفضل في وصول النساء الى هذه المواقع القيادية.

ورات ان على المراة التي تقرر ممارسة العمل العام ان تكون متفرغة له وتتمتع بالكفاءة وقوة الشخصية، اما التي ليست لديها هذه الصفات، فقد نصحتها شريف "بعدم النزول الى الانتخابات وترك المجال لغيرها".

وقالت نوال ابو مبارك انها اتخذت قرار دخول مجال العمل العام جاء انطلاقا من قناعتها بضرورة ان يكون للمرأة دور فعال في مجتمعها، واصفة تجربتها الحالية ضمن مجلس بلدي الحلابات بانها كانت ايجابية وبناءة، ونالت تشجيعا ودعما من الرجال والنساء على السواء في منطقتها.

واشارت ابو مبارك الى ان ما ساعدها اكثر على اداء دورها بفاعلية ضمن المجلس البلدي كان خبرتها السابقة التي اكتسبتها من خلال عملها التطوعي لثلاث سنوات متواصلة في مجلس الخدمات المشتركة لمنطقتي الظليل والحلابات.

بدورها، نوهت نجاح النمروطي التي فازت بعضوية مجلس بلدي الحلابات ثلاث مرات، اثنتان منها بالتنافس، الى ان واقع منطقتها التي وصفتها بانها مهمشة ومحرومة من الخدمات، كان دافعها للترشح للمجلس البلدي.

واكدت النمروطي ان "وجود المراة في المجلس البلدي مهم جدا لانها قادرة على العطاء اكثر من الرجال"، مضيفة ان النساء يتمتعن بميزة الصبر والمثابرة، واذا فعلن شيئا فانه يكون بتفان واخلاص.

وقالت انها لاحظت بحكم خبرتها واطلاعها ان النساء اثبتن قدرتهن على الحوار والنقاش البناء خلال مداولات القرارات في اجتماعات المجالس البلدية، كما انهن لا يترددن في رفض ما لا يرينه في الصالح العام.

ويذكر ان الحلقة النقاشية التي حضرتها ممثلات عن هيئات مجتمع مدني وجمع من المهتمين، هي الثالثة ضمن سلسلة حلقات ينظمها "مشروع تمكين نساء الزرقاء عبر الاعلام" كل عام بهدف التعرف على اتجاهات الرأي العام حول مختلف القضايا.

وتنفذ المشروع شبكة الاعلام المجتمعي بالتعاون مع لجنة التنمية المجتمعية في مخيم الزرقاء، وهو يهدف الى اعطاء النساء في المحافظة فرصة التعبير والمشاركة في صنع القرار سواء في العائلة او المجتمع من خلال الاعلام الذي هو أسرع وسيلة لتحقيق هذه الغاية.

وتتبع مشروع تمكين نساء الزرقاء الذي انطلق قبل ثلاث سنوات عدة بوابات اعلامية يجري فيها نشر نتاج المشاركات، ومن بينها جريدة “هنا الزرقاء”، وبرنامج اذاعي اسبوعي بنفس الاسم يبث على اثير “راديو البلد”، وكذلك الموقع الالكترونيhonazarqa.com ، واضافة الى مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر .

أضف تعليقك