حشرات وروائح السيل تقض مضاجع اهل الزرقاء- صوت

حشرات وروائح السيل تقض مضاجع اهل الزرقاء- صوت
الرابط المختصر

يتقلص سيل الزرقاء صيفا الى خيط اسود رفيع تحيطه برك آسنة ترتع فيها الحشرات التي تحملها الريح مع الروائح المنتنة الى الاحياء المجاورة لتقض مضاجع ساكنيها وتهدد حياتهم بشتى الامراض.

وعاما بعد اخر تزداد حدة التلوث في السيل الذي يمتد نحو 73 كيلومترا من منبعه في راس العين في عمان حتى سد الملك طلال، وذلك رغم الوعود والمشاريع التي تعلن عنها الحكومة بهدف اعادة تاهيله، ولا يرى منها احد شيئا على ارض الواقع.

وبعد ان دمر التلوث الناجم عن المصانع ومياه الصرف الصحي النظام البيئي المشاطئ للسيل الذي جفت ينابيعه منذ سنوات، فقد بات الان يتهدد وبشكل جدي حياة المواطنين الذين يقيمون في الاحياء المطلة على مجراه.

ويتبدى التهديد في اوضح صوره في مناطق وادي الحجر واحياء النزهة والزواهرة وبلدة السخنة، والتي يصلها السيل بعد ان يكون قد تشبع بمياه الصرف ومخلفات المصانع والمعامل المقامة على جوانبه، وخصوصا في منطقة الرصيفة.

ويشكو الاهالي في هذه المناطق من غارات الحشرات والقوارض، ومن الروائح الكريهة التي تجبرهم على اغلاق نوافذهم معظم الوقت، فيما يتحدثون عن تعرضهم الى حالات مرضية، ويعبرون عن اعتقادهم ان سببها حشرات السيل.

وفي اوقات الصيف التي يشتد فيها الحر، تبلغ الروائح المنتنة حدودا تتسبب للبعض بحالات اغماء كما يؤكد الدكتور احمد الشوابكة عميد كلية المجتمع الاسلامي التي لا يبعد سورها سوى امتار عن مجرى السيل.

وقال الشوابكة انه "تم نقل بعض الطالبات الى المستشفى بعد اصابتهن بحالات اغماء بسبب الروائح المنبعثة من السيل".

وتقول فرح، وهي طالبة في الكلية، ان روائح وحشرات السيل تتسبب في اعتلال صحتها باستمرار وخصوصا في فصل الصيف، كما انها تفقدها تركيزها خلال المحاضرات.

ودعت زميلة لها هي هبة حميد الى ضرورة ان يتحرك المسؤولون لانهاء مشكلة السيل الذي يشكل منظرا غير حضاري بالاضافة الى كونه مصدرا للروائح الكريهة وبؤرة لتكاثر الحشرات والقوارض.

وكما يؤكد عيسى العمري وهو طبيب عام، فان "اغلب السكان الذين يقيمون بالقرب من سيل الزرقاء يتعرضون لامراض للربو والحساسية نتيجة الروائح الكريهة".

ومن جانبها، تصف مساعدة عميد كلية المجتمع الاسلامي والنائب السابقة الدكتورة حياة المسيمي، سيل الزرقاء بانه اهم بؤرة للتلوث في المحافظة.

وتقول ان "هناك نقلة كبيرة ما بين سيل الزرقاء السابق وسيل الزرقاء الحالي. الان سيل الزرقاء مصدر لمياه المجاري المتدفقة بطريقة مستمرة في داخله، ومصدر للبعوض".

وتضيف كذلك ان "الكثير من المزروعات على جانبه متهمة بأنها تسقي بمياه ملوثة".

وتتابع المسيمي قائلة ان "اهل الزرقاء افتقدوا السيل المعروف بأشجاره ومياهه، والذي تحول الان الى مستنقع جاف في أغلب الاحيان، وفي حالة وجود مياه فهي مياه مجاري اسنة تعرض الناس الى الكثير من ملوثات البيئة".

ويحمل المجاورون للسيل البلديات مسؤولية عدم تنظيم حملات رش للقضاء على الحشرات والقوارض خلال فصل الصيف، لكن مدير وحدة التنمية المحلية في بلدية الزرقاء محمد الزواهرة يؤكد ان المسؤولية لا تقع فقط على كاهل البلديات.

ويقول الزواهرة ان هناك مسؤولية ايضا على جهات اخرى من بينها وزارات الزراعة والبيئة والصحة وسلطة المياه.

ويضيف ان حل مشكلة التلوث في السيل واعادة تاهيله بطريقة صحيحة تتطلب مبالغ كبيرة لا تتوفر لدى البلديات المعروفة بقلة مواردها وزوحها تحت الديون، مشيرا الى ان اعادة تأهيل كل كيلومتر تكلف ما لا يقل عن ثلاثة ملايين دينار تقريبا.

وكانت وزارة البيئة اعلنت انها قامت بالتعاون مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة بتطوير استراتيجية طويلة الامد لإعادة تأهيل النظام البيئي في حوض نهر الزرقاء في الفترة 2007-2020 وبموازنة تقدر بحوالي 10 ملايين دولار.

لكن اهالي الزرقاء لم يلمسوا اي تغير على وضع السيل منذ الاعلان عن هذه الاستراتيحية، لا بل ان الوضع يزداد سوءا.