"جنون" اسعار الفواكه يُغيّبها عن بيوت الزرقاويين
ادى الارتفاع "الجنوني" الذي تشهده اسعار الفواكه الموسمية في اسواق الزرقاء الى تغييبها عن كثير من بيوت الاهالي، وبالتالي كساد كميات كبيرة منها لدى التجار.
ويعزو مختصون ارتفاع الاسعار الى ضعف الموسم الزراعي لهذا العام، حيث ضرب الصقيع المزروعات وأضر بها ما أدى إلى قلة الكميات المنتجة وارتفاع أسعار المعروض، فيما يشير البعض الى ان عمليات التصدير الى الخارج لعبت دورا ايضا.
واكد علاء الدوايمة، وهو صاحب محل في الحسبة الواقعة في الوسط التجاري في المدينة، ان ثمن الفاكهة المرتفع جعل الاهالي يحجمون عن الشراء، وفي افضل الاحوال فانهم يبتاعون كميات قليلة، وبحسب ما تتيحه احوالهم المالية.
وقال "اقبال الناس على شراء الفواكه الموسمية ضعيف جدا بسبب غلاء سعرها"، موضحا ان "الزرقاء منطقة شعبية وليس في مقدور الجميع شراءها، والسكان ينقسمون بين كونهم اما موظفين او متقاعدين، وبالتالي دخلهم محدود، وعلى قدهم".
وارجع الدوايمة ارتفاع الاسعار الى عدم كفاية انتاج المزارعين، مشيرا الى ان كميات الفواكه في السوق ربما كانت ستكفي في السابق حين كان عدد سكان الاردن ستة ملايين، اما وقد قفز العدد حاليا الى اكثر من عشرة ملايين جراء الهجرات القسرية، فان الكميات لم تعد تكفي.
ويعرض هذا البائع في محله كميات صغيرة من المشمش والفراولة والموز والبرتقال، ولا يقل سعر اي منها عن دينار ويصل في بعض الاصناف الى ديناين للكيلوغرم كما هي الحال مع الاسكدنيا وانواع من التوت.
وعن تاثير ارتفاع الاسعار على الباعة انفسهم، قال الدوايمة "كله خسارة، لا احد يربح، انظروا، هذه اقدم سوق خضار في الاردن وليس في الزرقاء وحدها، لا يوجد متسوقون، وان وجدوا فهم يكتفون بشراء السلع الاساسية: بندورة ، بطاطا، خيار، وحتى البندورة وصل سعرها اليوم الى 75 قرشا للكيلوغرام وهي ليست بالجودة المطلوبة. البندورة التي تعتبر غذاء لكل الناس".
البائع عمران عادل، اشار الى انه كان يجري سابقا تعويض نقص كميات الفواكه في السوق من خلال الاستيراد، لكن الاوضاع في المنطقة جعلت هذا البديل متعذرا، الامر الذي نجم عنه شح المعروض وارتفاع الاسعار.
وقال عمران "سوريا ولبنان وتركيا ومصر واليمن كانت بوابات استيراد مهمة، ولكن مع الحرب (في سوريا واليمن) توقف الاستيراد وانعكس ذلك على الفواكه وصارت غالية جدا".
ووصف الاقبال على الشراء في ظل الاسعار الحالية بانه "ضعيف جدا"، موضحا ان "الاهالي الذين يتراوح دخل معظمهم بين 350 و500 دينار شهريا يجعلون اولويتهم في الانفاق على الاساسيات، ويعتبرون الفواكه كماليات يمكن الاستغناء عنها".
ولفت عمران الى ان "هناك مواطنين يصدمون من السعر وبنسحبون لمجرد معرفته، وهناك من يكتفي بشراء كمية قليلة من صنف معين يرغبه".
وشكا جمال العقرباوي الذي كان يتسوق في الحسبة، من ارتفاع اسعار الفواكه وعدم قدرة كثير من الاهالي على شرائها.
وقال "امام الالتزامات الكثيرة التي تواجه المواطن في الزرقاء مثل اسعار الكهرباء والمياه وايجارات البيوت ومحدودية الدخل، فقد اصبح غير قادر على شراء الفواكه".
واضاف "اولادي يطلبون اصناف الفواكه التي تنزل الى السوق ولكنني لا استطيع شراءها لهم، وكبديل عن ذلك فهم يلجأون لشراء الشراب البودرة بنكهة عصائر الفاكهة ويقومون بحله في الماء ويتناولونه".
وبتذمر، قال محمد المومني "الاسعار غالية نار، الفواكه بليرة ونص وبليرة واربعين قرش"، مبينا انه اكتفى بشراء بضعة قرون من الموز، ومع ذلك فوجئ بان ثمنها بلغ دينارين.
واضاف "عندما يزورني ضيوف في البيت فأنا مضطر لشراء الفواكه لاكرامهم على الرغم من سعرها المرتفع جدا...وفي الاعوام السابقة كنت اشتري بالجملة وبكميات كبيرة، ولكن في هذا العام لا اكاد استطيع شراء شئ".
اما عصام عبدالرحيم، فقد اعتبر ان سبب ارتفاع الاسعار "الفاحش" هو عمليات التصدير، معتبرا ان "الاولى بالفواكه ان يتم بيعها للمواطن بسعر مناسب بدلا من تصديرها باقل الاسعار وبيع الصنف الثاني والثالث منها بأغلى الاسعار للمواطن، او ان يتم الاستيراد بمواصفات اقل من مواصفات المادة التي تم تصديرها".
وقال باستياء "اليس هذا ظلما للمواطن، السنا أولى بما يتم تصديره؟".
وبين عصام انه لم يشتر خلال هذا الموسم الا المشمش بعد ان انخفض سعره قليلا ليصبح دينارا ونصف الدينار للكيلوغرام، وانه تجنب البطيخ بعد الشائعات التي رددت انه "محقون بالهرمونات" فضلا عن ارتفاع اسعاره.
منى فياض وهي سورية الجنسية، اوضحت انها لم تشتر اي نوع من الفواكه هذا الموسم بسبب ارتفاع الاسعار وقلة الدخل، مشيرة خصوصا الى الكرز الاخضر الذي يرغبه افراد اسرتها، والذي قالت ان موسم شارف على الانتهاء ودون ان ينزل سعر الكيلوغرام منه عن ثلاثة دنانير.
من جانبها، اكدت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك ان هناك ارتفاعا غير مبرر لاسعار بعض اصناف الفواكه في السوق، داعية المواطنين الى تقنين الكميات التي يشترونها، وفي حال تطلب الامر، مقاطعة التجار الذين يبالغون في الاسعار.
وقالت الجمعية في رد مكتوب وصل "هنا الزرقاء" عبر الايميل "من خلال الرصد اليومي للاسعار ولكافة السلع الاساسية نلاحظ ان هناك مبالغة في بعض الاسعار ..اذ ان الفواكه الصيفية مرتفعة الاسعار في بداية موسمها ولا يستطيع المواطن ذو الدخل المحدود ان يشتري هذه الاصناف".
ودعت "المواطنين الى شراء كميات قليلة وبحسب احتياجاتهم في حال كانت الاسعار نوعا ما مقبولة اما في حالة ارتفاعها بشكل جنوني فاننا ننصح بالابتعاد عن شرائها حتى تبقى عند اصحاب المحلات وبالتالي سيضطرون لتخفيض اسعارها".
إستمع الآن