جمعيات تهدر كرامة الفقراء بتصويرهم يتلقون المساعدات

جمعيات تهدر كرامة الفقراء بتصويرهم يتلقون المساعدات
الرابط المختصر

تتبارى جمعيات خيرية في الزرقاء في التقاط ونشر صور الفقراء اثناء تلقيهم مساعداتها، الامر الذي يرى فيه كثير من هؤلاء "هدرا" لكراماتهم، ولكنهم يحجمون عن مجرد الاعتراض عليه تحت وطأة الحاجة.

 

ولا تقتصر الظاهرة على التصوير الفوتوغرافي، بل تتعداه الى التلفزيوني ايضا، والذي باتت بعض الجمعيات تحرص على ان يواكب حملاتها التي تطلقها تحت شعار "فعل الخير".

 

ويعتبر توزيع المساعدات وطرود الخير خاصة في الشهر الفضيل نوعا من الصدقات التي تعكس صورة من صور التكافل الاجتماعي في المجتمع كما يقول محمد بني طه من مكتب افتاء محافظة الزرقاء.

 

واستدرك بني طه ان "الذي يعكر صفو ما نراه هو بعض المضايقات والأذى الذي يلحق بمن يأخذون (الصدقة) من ناحية تصويرهم والتشهير بهم".

 

واكد ان الاصل في الصدقة هو الإسرار، وان الله سبحانه وتعالى قد حث على ذلك بقوله: الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (262) قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم (263) يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين (264).  صدق الله العظيم

 

واعتبر بني طه ان "هذه الآيات تؤدبنا نحن معشر المسلمين أهل الصدقة، أهل البر، أن لا نؤذي من نتصدق عليهم فإذا اردنا الأجر يجب ان يكون المقصود وجه الله عز وجل".

 

وفيما ينتقد البعض التصوير لانطوائه على "رياء" وتشهير بالفقراء، الا ان اخرين لا يجدون غضاضة فيه، ويعدونه ضروريا لجهة ضمان الشفافية وتوثيق انشطة الجمعيات، الى جانب حث المحسنين على التبرع لاعمال الخير.

 

ام احمد، سيدة اعتادت طرق ابواب الجمعيات الخيرية طلبا للمساعدة، وهي تؤكد معارضتها للتصوير، وتكشف عن ان بعض الجمعيات كانت تفاجئها بالتقاط الصور لها وهي تحصل على المساعدة، ومن دون اذنها على ما يبدو.

 

واتهمت ام احمد تلك الجمعيات بانها لا تعمل لوجه الله كما تدعي، بل همها هو تلميع نفسها باساليب "الكذب والدجل".

 

ولكنها اشارت في المقابل الى ان هناك جمعيات تساعد المحتاجين بصمت ودون تصوير، وهي التي وصفتها بانها تعمل "لوجه الله" فعلا.

 

وشكت أم أحـمـد وهي سيدة في الستين من عمرها، قائلة "حتى لقمة الاكل بتنا مضطرين لالتقاط صورة قبل الحصول عليها من الجمعيات"، واضافت بمرارة "لعن الله الحاجة التي تلجئ الانسان الى ان يمد يده للاخرين".

 

ورأت أم طفل يتيم رفضت ذكر اسمها، ان نشر الصور في وسائل الاعلام ومواقع الانترنت، يتسبب باحراح للفقراء والمحتاجين امثالها، وقالت "والله صعبة، وغير هيك بتسمع حكي من الناس".

 

ومن جهتها، اوضحت ام عبدالله انها لا تمانع في تصويرها اثناء مراجعتها الجمعيات للحصول على المساعدة، وتساءلت "ليش الواحد يستحي؟"

 

وايضا اعتبرت ريما وهي امراة في عقدها الثالث، ان الفقر ليس مخحلا، وبالتالي فهي تقول ان تصويرها وهي تتلقى المساعدة "شئ عادي وروتيني" وتؤكد انها تتقبله "برحابة صدر".

 

وتنظر أم هبة الى المسالة من زاوية مختلفة، حيث تقول ان نشر الصور يشجع الميسورين على التبرع لفعل الخير.

 

ورغم تاكيدها انها لا تمانع في تصويرها، لكنها تدعو الى ان يراعى في التصوير عدم ظهور وجوه الاشخاص.

 

ومن جهتها، توضح سهام العمري، وهي رئيسة جمعية خيرية في الزرقاء ان التصوير يعد ضروريا لغايات التوثيق، وايضا لان بعض المتبرعين يشترطون تصوير من يحصلون على مساعداتهم.

 

وقالت "نحن نصور من أجل التوثيق الذي يعتبر حماية لنا، وهناك متبرعون يطلبون التصوير ليوثقوا هم ايضا، حيث انهم انفسهم ربما تكون عندهم أمانة من أشخاص آخرين ويريدون توثيق ما احضروه لنا، حماية لهم وحماية لنا".

 

ولكنها اكدت تحفظها على تصوير النساء خصوصا، وقالت "أنا ضد تصوير وجه المراة، ونحن نصور مجموعة كاملة وهي تستلم دون ان نظهر الوجوه".

 

أضف تعليقك