تهافت على "المهني" بالزرقاء بعدما اصبح الطريق الاسهل للجامعة

تهافت على "المهني" بالزرقاء بعدما اصبح الطريق الاسهل للجامعة
الرابط المختصر

 

اضطرت المدرسة  الصناعية الوحيدة في الزرقاء هذا العام الى قبول ضعف العدد الذي تستطيع استيعابه، في ظل استمرار تهافت الطلبة على فروع التعليم المهني التي يرى معظمهم فيها الطريق الاسهل للحصول على مقعد جامعي.

 

وتشير تقديرات رسمية الى ان نحو 70 بالمئة من طلبة الفروع المهنية انما كان دافعهم الاول لاختيارها هو الشهادة الجامعية، وليس ممارسة حرفة او مهنة.

 

ويتيح هذا الفرع للطلبة الالتحاق بالجامعة من خلال دراسة مادتين اضافيتين في مجال التخصص، وتحديدا الهندسة التي يتنافس عليها طلبة الفرعين الصناعي والعلمي على قدم المساواة.

 

ويتحتم على الطلبة عند انهاء الصف العاشر اختيار احد فروع الثانوية الذي سيتابعون دراستهم فيه، سواء  الاكاديمية (العلمي والادبي والادارة المعلوماتية والصحي والشرعي) او المهنية (الصناعي والاقتصاد المنزلي والزراعي والفندقي).

 

ويتحدد الفرع الذي سينتقل اليه الطالب وفقا لمعدله الدراسي في صفوف الثامن والتاسع والعاشر.

 

وبينما كان التعليم الاكاديمي يعد حكرا على اصحاب المعدلات الاعلى، ويشكل خيارهم الاول على مدى عقود من تاريخ التعليم في الاردن، الا ان تحولا لافتا بدأ يطرأ في السنوات الاخيرة باتجاه المهني، حتى من قبل الطلبة المتفوقين.

 

ورأى مدير تربية الزرقاء الاولى هايل الطرمان ان هناك فهما خاطئا لدى الطلبة وذويهم، يتمثل في اعتقادهم ان التوجه نحو الفرع المهني يحسن فرصهم في الحصول على مقعد جامعي.

 

وقال الطرمان "هذا مغاير للحقيقة، والسبب ان التعليم المهني يتطلب ان يدرس الطالب مواد علمية من اجل الحصول على مقعد جامعي، وهي الفيزياء العلمي والرياضيات العلمي والانجليزي العلمي، اضافة الى مواد الفرع الصناعي".

 

واعتبر ان الطالب في هذه الحالة يكون اضاف على نفسه عبئا، في حين ان الامر لا ينطبق على طالب الصناعي الذي لا يسعى الى مقعد جامعي.

 

"سوف يندمون"

واكد الطرمان ان طالب العلمي يستطيع دراسة اي تخصص جامعي يريده، بخلاف طالب الصناعي الذي تنحصر خياراته في الهندسة، وسيجد نفسه في مازق ان لم يتم قبوله في هذه التخصص.

 

وبين انه "برغم الجهود التي تبذل من اجل ايصال هذا المفهوم الى الناس الا انهم يظلون مصرين على موقفهم"، وحذر في هذا الصدد قائلا "سوف يندم هؤلاء الطلبة وذووهم بسبب هذا الخيار".

 

واوضح الطرمان ان "البعض استفاد من الارشاد الذي قدم له واتخذ قراره الاخير على نحو مناسب، فيما بقي البعض الاخر مصرا على التحويل الى الفرع المهني، ونحن لم نقف في وجهه واستطاع التحويل".

 

واضاف "هذه السنة وصل العدد في الفرع الصناعي الى ضعف العدد الذي تتمكن مشاغلنا من استيعابه ثم توقفنا عن القبول".

 

ولفت الطرمان الى ان مديريته اضطرت لقبول الاعداد الاضافية لانها ملزمة "بتنفيذ القرار الذي يسمح للطالب ان يتحول الى المسار المهني اذا كان معدله عاليا، والطالب الذي يكون معدله 90% لن نقف ضد رغبته في التحويل لهذا المسار".

 

من جانبها، بينت روضة الرمحي من قسم الارشاد في مديرية تربية الزرقاء الاولى ان هناك 158 مدرسة تابعة للمديرية  منها 103 للاناث و55  للذكور.

وقالت ان المدارس التي يتشعب اليها الطلبة بعد العاشر يبلغ عددها 36 مدرسة، منها ثماني مدارس  مهنية منها 4مدارس مخصصة للذكور و4 أخرى للاناث .

بينما يتراوح عدد الطلبة الذين يحولون اليها سنويا بين تسعة الى احد عشر الفا.

 

واضافت ان قسم الارشاد يتعاون مع قسم التوجيه المهني من اجل شرح كافة الامور المتعلقة باختيار الفروع المناسبة للطلبة، من حيث المواد التي تدرس فيها والتخصص الذي يمكنهم دراسته في الجامعة بناء على الفرع الذي اختاروه.

 

واشارت الرمحي الى ان بعض ذوي الطلبة يجبرون ابناءهم على اختيار فروع بعينها، كنوع من التعويض والسعي الى تحقيق ما لم يستطيعوه من خلال الابناء، وهو ما اعتبرت ان له اثارا سلبية ويشكل ضغوطا لا مبرر لها على الطالب.

 

واكدت في المقابل ان بعض الاهالي يفرضون على الابناء بصورة خاطئة فرعا معينا لجهلهم بالمستجدات حوله، داعية هؤلاء الى متابعة المعلومات الجديدة حول الفروع حتى لا يكون الحكم عند الاختيار هو المعدل فقط.

 

عائلة جامعية

ختام الرواشدة والدة طالب وطالبة درسا في الفرع الصناعي الذي اوصلهما الى الجامعة، كما انها هي ايضا طالبة جامعية، وكانت حصلت على المقعد من خلال نفس الفرع.

 

وقالت الرواشدة، وهي موظفة حكومية، ان ابنها كان يرغب في دراسة الهندسة، فاقنعته بالالتحاق بالصناعي بدل العلمي الذي توقعت الا يتمكن من تحقيق المعدل المناسب من خلاله، وبالفعل حصل على 95 في الصناعي وهو الان يدرس الهندسة في الجامعة.

 

واضافت ان ابنتها كذلك درست في الفرع الصناعي ونجحت بمعدل جيد ودخلت الجامعة حيث تدرس التربية الخاصة.

 

واكثر من ذلك، فان ختام نفسها اصبحت تزامل ابنتها في ذات التخصص بعدما حصلت بدورها على معدل يؤهلها لذلك من خلال الفرع الصناعي.

 

وتوضح هذه المراة انها كانت قررت استئناف دراستها التي انقطعت عنها مدة عشرين عاما بسبب زواجها المبكر، واختارت لذلك الفرع الصناعي الذي فتح الطريق امامها الى الجامعة.

 

وفي حين تشكل الرغبة في الحصول على مقعد جامعي دافعا للكثير من الطلبة واوليائهم، الا ان هناك اسبابا اخرى ربما تقف وراء هذا الخيار، كما هي الحال مع عبدالمحسن الدعجة الذي الحق بناته في مدرسة مهنية لمجرد انها الاقرب الى البيت.

 

وقال الدعجة انه يقيم في منطقة وادي العش التابعة للواء الرصيفة، وان افتقار المنطقة لمدارس ثانوية جعله يسجل بناته في المدرسة المهنية الثانوية الشاملة للبنات الاقرب نسبيا، مع انه يضطر الى ايصالهن واعادتهن منها بسيارته معظم الاحيان.

 

وعلى النقيض، قالت منى الخاروف ان ابنتها كانت ترغب في دراسة الادارة المعلوماتية، لكنها رفضت الحاقها فيه بسبب بعد المدرسة المهنية التي يتوفر فيها هذا الفرع عن منطقتهم، والزمتها بدلا من ذلك بدراسة الفرع العلمي في مدرسة قريبة.

 

واوضحت الخاروف ان المدرسة المهنية تقع في منطقة المشيرفة في الرصيفة، بينما بيتهم في حي الجندي، وكان من شأن التحاق ابنتها بتلك المدرسة ان يرتب اعباء مالية منها اجرة المواصلات.

 

لكنها اقرت بان ذلك لم يكن السبب الرئيسي، بل رغبتها هي في ان تدرس ابنتها الفرع العلمي، معتبرة ان الاهل عندما يختارون الفرع الذي يرونه الانسب للطالب، فان ذلك يصب في مصلحته في النهاية.

 

 

 

أضف تعليقك