اطلقت "جمعية البيئة الاردنية" بالتعاون مع منظمة "تراش اوت" العالمية، مشروعا يتيح للمواطنين تصوير وتحديد مواقع النفايات العشوائية على خريطة تفاعلية على الانترنت عبر تطبيق مجاني للهواتف الذكية، وذلك لغاية ازالتها وتدويرها.

وتعد الجمعية اول هيئة على المستوى العربي تنضم الى "تراش اوت" التي تتخذ مقرها في سلوفاكيا، وتوفر لشركائها المتطلبات والتطبيقات الموصولة بالانترنت، لتمكينهم من تنفيذ حملات فعالة في مجال التخلص من النفايات العشوائية.

واوضح مدير الجمعية احمد الكوفحي ان الانضمام الى هذه المنظمة جاء بعدما اصبح الاردن مسجلا فيها رسميا، مبينا ان المملكة كانت الاسبق عربيا في المشاركة فيها، وتبعتها السعودية بعد ذلك.

وقال الكوفحي ان فكرة المشروع الذي يحمل عنوان "صورها لندورها" تقوم على اتاحة المجال امام المواطنين لالتقاط صور النفايات الملقاة في غير اماكنها الصحيحة، عبر برنامج يمكن تحميله مجاناً لاجهزة الايفون والاندرويد والويندوز.

واضاف ان المواطن يقوم بعد التقاط صور النفايات بوصف كميتها ونوعها وتحديد اماكنها، ثم تحميل كل ذلك على خارطة تتضمن العالم والاردن، وذلك باستخدام تقنية تحديد المواقع (GPS).

وبين ان مواقع النفايات ستظهر بلون احمر على الخريطة التي سيجري ربطها مع امانة عمان والبلديات، وفي حال ازالتها، يعود المواطن لتصوير الموقع مرة اخرى، ليظهر بعدها باللون الاخضر.

وقال الكوفحي ان صور ومواقع النفايات ستصبح بفضل هذا التطبيق معروضة امام ناظري كافة مسؤولي البلديات ومحط متابعة من قبل االصحافة، وهو ما سيمثل نوعا من الضغط على هؤلاء المسؤولين من اجل العمل على ازالتها.

ونوه الى أن لديهم في الجميعة ايضا كوادر تعمل ضمن المشروع وتقوم بإزالة النفايات وتجميعها من أجل الاستفادة منها وتدويرها.

واشار الى أن المشروع لا يتعدى عمره بضعة أسابيع، وانهم في الجمعية بصدد تطويره ونشره على أوسع نطاق في اوساط المجتمع المحلي والطلبة سواء في المراحل الاساسية او العليا او طلبة الجامعات.

وقال ان باكورة أنشطتهم ستكون في العقبة، وستتضمن تدريب طلبة المدارس على تحميل واستخدام التطبيق.

ولفت الكوفحي الى ان الاردن جرى تسجيله كأنشط دولة ضمن مشروع رصد النفايات العشوائية، حيث حصل مواطن من العقبة هو راكان الجوت على جائزة من منظمة "تراش اوت" بفضل نشاطه المميز في هذا المجال.

واكد ان المشروع يعتمد الممارسة العملية بدلا من التوقف عند مجرد التوعية او الاحتجاجات، حيث انه ليس مطلوبا من المواطن البحث عن النفايات في أماكن بعيدة، بل يمكنه تصويرها في محيط سكنه او عمله، والهدف النهائي هو إزالتها وتدويرها.

ودعا الكوفحي اهالي الزرقاء، التي وصفها بانها تعاني من بصورة كبيرة من مشكلة النفايات العشوائية، الى تحميل التطبيق على هواتفهم الذكية من اجل الاستفادة القصوى من هذا المشروع في تنظيف محافظتهم.

ومن جانبه، عبر راكان الجفوت عن سعادته بالفوز بجائزة "تراش اوت"، مبينا انه كان قد حمل التطبيق على هاتفه منذ ثلاثة اشهر، وارسل خلال هذه الفترة ثلاثين صورة لنفايات عشوائية مطروحة ضمن منطقته في أماكن غير مناسبة.

وأكد أن ما قام به كان نابعا من ايمانه بالعمل التطوعي وأهميته في الحفاظ على البيئة، داعيا المواطنين الى استخدام هذا التطبيق وتحميله على هواتفهم الذكية من اجل الحد من ظاهرة القاء وتجمع النفايات في غير مواقعها الصحيحة.

اما لؤلؤ ايمن بنات وهي طالبة في الصف الاول الثانوي، فقالت انها انضمت الى مشروع "صورها لندورها" وقامت بتحميل التطبيق على هاتفها بعدما وجدت فيه فرصة لتنظيف البيئة بصورة فعالة وان كانت غير مباشرة.

وتوقعت لؤلؤ ان يلاقي المشروع نجاحا كبيرا لانه جاء في الوقت المناسب على حد وصفها، حيث يشكو الجميع من زيادة حجم النفايات في بيئة المدن، هذا الى جانب ان معظم من سوف يستخدمون التطبيق هم من العنصر الشاب.

ولفتت أنها من جهتها تعمل جاهدة على نشر استخدام هذا التطبيق من خلال الإذاعة المدرسية والحديث الى زميلاتها ومعارفها واقربائها.