تربويون: برنامج التدريب والتعليمات الجديدة للوزارة ترتقي بمستوى التعليم
اكد تربويون ان برنامج التدريب الوطني وتعليمات الوزارة بخصوص الالتزام بالزي واوقات الدوام وتفعيل نظام الصف المناوب في المدارس، سيكون من شأنها الارتقاء بمستوى الطلبة وبناء شخصياتهم وترسيخ قيم الانتماء في نفوسهم.
وكانت الوزارة وقعت مع القوات المسلحة الاردنية- الجيش العربي اتفاقية للتعاون في تنفيذ مشروع برنامج التدريب الوطني لطلبة الصف التاسع في المدارس، والذي انطلقت دورته الاولى في 26 تموز وتنتهي في 26 آب.
كما اصدرت الوزارة تعليمات مشددة للمديريات بشأن التزام الطلبة بالزي الموحد، واغلاق باب المدرسة في الساعة الثامنة والربع صباحا اي مع بدء الطابور الصباحي، وتفعيل نظام الصف المناوب الذي يتولى مسؤولية ترتيب وتنظيف المدرسة بعد الانتهاء من اليوم الدراسي بإشراف احد المعلمين.
وقال مدير تربية الرصيفة سعيد الرقب ان برنامج التدريب الوطني "يركز على ترسيخ القيم التي تعكس فلسفة التربية والتعليم في المملكة الاردنية الهاشمية، ونص عليها قانون التربية، من خلال بناء شخصية الطالب وتنمية روح العمل الجماعي لديه، وترسيخ وتعميق المواطنة وتعزيز قيم الولاء والانتماء للقائد والوطن".
واوضح الرقب ان نحو تسعين طالبا من مدارس الرصيفة التحقوا بالدورة الاولى للبرنامج، والتي انعقدت في معسكر تدريب الوسط التابع للقوات المسلحة بمنطقة "شويعر" في الزرقاء.
واكد انه لمس اقبالا من الطلبة وبتشجيع من ذويهم على الالتحاق ببرنامج التدريب، مشيرا الى ان "توجيهات الوزير تشدد على ايلاء هذا البرنامج العناية والاهتمام من اجل انجاحه وحتى يعمم في السنوات القادمة ليشمل جميع طلبة الصف التاسع".
ويهدف البرنامج بحسب ما كان اعلنه الوزير محمد الذنيبات، إلى "توعية الطلبة بقضايا الغلو والتطرف والتركيز على أدب الحوار واحترام الرأي الآخر وروح المشاركة والإيثار، وتمكينهم من القدرة على التحمل والصبر، وتوعيتهم في المجالات الوطنية، الدينية، الثقافية والأمنية، إضافة إلى تأهيلهم بدنياً وعقلياَ، بالإضافة إلى بناء معاني المواطنة الصالحة لديهم".
وبين الذنيبات ان البرنامج يشتمل "في مجاله العملي على اللياقة البدنية، حركة المشاة، الإسعافات الأولية، السلامة المرورية، تدريبات التحمل والمسير الطويل، العمل التطوعي والتعريف بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية".
واضاف انه يتضمن "محاضرات وطنية حول نشأة وتطور المملكة الأردنية الهاشمية، ودور القوات المسلحة – الجيش العربي في فلسطين والمعارك التي خاضها"، الى جانب محاضرات حول العقيدة الإسلامية وآثارها في السلوك، وما تشتمل عليه من قيم الوسطية والاعتدال والتسامح وحب الوطن.
تعليمات مشددة
وفي ما يتعلق بتعليمات الزي المدرسي، فقد اوضح مدير تربية الرصيفة ان التشديد عليها جاء بعدما لمست الوزارة في الفترات السابقة تراخيا من قبل بعض مدراء المدارس في الزام الطلبة بارتدائه، وبالتقيد بشكله ولونه المقرر بحسب التعليمات.
وقال الرقب ان الحكمة من الزي هي ان "يميز الطالب عن غيره وينشر ثقافة المساواه بين الطلبة، خاصة وان هناك فئات متفاوتة (اقتصاديا) في المجتمع، ومن شأن (تباين الازياء) ان يولد نوعا من الفروق الفردية".
اما بالنسبة للطالبات، فقد بين انه جرى الزام من يرتدين الزي الشرعي بالوان محددة (كحلي او سكني) حتى لا يكون هناك خلط بين الطالبة والمعلمة، حيث ان هناك معلمات يرتدين الجلابيب، على ان يكون لون غطاء الرأس ابيض.
وعلى صعيد تعليمات وقت الدوام، فقد اكد الرقب انها "لم تات من عبث"، مع اشارته الى انه "ستكون هناك مرونة في تطبيقها وخصوصا مع الصفوف الثلاثة الاولى الاساسية، من حيث تسجيل اسم الطالب والاتصال مع ولي امره وابلاغه بتاخير ابنه"، مضيفا ان الطالب الذي لا يحضر الطابور الصباحي سيسجل له غياب، وبعد عشر غيابات يتم فصله ويعتبر راسبا.
وبخصوص نظام الصف المناوب، فقد بين انه "كان مطبقا سابقا ونحن على مقاعد الدراسة، ومن شأنه تعزيز الاهتمام بالبيئة في نفوس الطلبة"، لافتا في السياق الى ان مديرية تربية الرصيفة بصدد اطلاق مبادرة تحت شعار "مدرستي ببتي يجب ان نحافظ عليها" والتي تهدف الى ترسيخ ونشر مفهوم الحفاظ على البيئة المدرسية.
وناشد الرقب اولياء الامور التعاون مع وزارة التربية في توجهها لتطبيق هذه التعليمات، والتي تاتي في اطار خطة اصلاح التعليم والارتقاء بمستوى اداء الطلبة.
ترحيب وتحفظ
من جهته، اعتبر المعلم وسام بشابشة ان برنامج التدريب الوطني والتعليمات الجديدة "سيكون لها اثر ايجابي من حيث تعزيز الانضباط والمسؤولية في اوساط الطلبة والحد من التسرب في المدارس".
وقال بشابشة ان البرنامج سيسهم في تهذيب الطلبة وتنمية حسهم الانضباطي، وهو الامر الذي كانت خدمة العلم تتولاه حتى تجميدها قبل سنوات، مضيفا ان قرار اغلاق باب المدرسة عند بدء الطابور " صائب ولا غبار عليه" من حيث انه سيحد من حالة الاستهتار بالمدرسة لدى بعض الطلبة.
كما اثنى على التشديد في ما يتعلق بالزي المدرسي، معتبرا ان الالتزام به يخلق مساواة بين الطلبة.
حنان الزبن، رئيسة مجلس التطوير التربوي لمدارس جبل الامير فيصل ومخيم حطين والمشيرفة التابعة للواء الرصيفة، اشادت بدورها بتعليمات الزي، وان كانت تحفظت على قراري تفعيل الصف المناوب واغلاق باب المدرسة مع بدء الدوام.
وقالت الزبن ان هناك نسبة فقر كبيرة في اوساط الطلبة، وبحيث ان "الطالب الفقير بات يعاني من تعليقات وانتقادات بعض زملائه في الصف بسبب ملابسه المتواضعة، ما يؤدي الى نفوره من المدرسة ومن بقية الزملاء، وربما ايضا رسوبه وتركه للدراسة، وبالزي الموحد تنتهي هذه الظاهره ولا يكون هناك تمييز بين الفقير والغني".
وبالنسبة لتعليمات الصف المناوب، رأت ان "سلبياتها اكثر من ايجابياتها خاصة في مناطق لواء الرصيفة لان تاخر الطالب عن البيت يجعله عرضة للايذاء" وهو يسير وحده في الطريق.
وابدت الزبن تفضيلها ان تكون المناوبة للصف الواحد وضمن الدوام وان يتولاها اربعة او خمسة طلاب باشراف مربي الصف، مؤكدة جهة اخرى ان منع الدخول بعد بدء الدوام ينطوي على مخاطر، حيث ان الطالب المتاخر "سيبقى امام المدرسة، ويمكن لاي احد ان يتلقفه ويقوده الى الانحراف". واعتبرت ان الافضل هو "تشديد عقوبة تاخر الطالب".
من ناحيتها، رأت الطالبة عبير علام ان القرار المتعلق بالزي "عادل ويساوي بين جميع فئات الطلبة"، منتقدة ما يجري حاليا من مبالغة بعض الطلاب والطالبات في الملابس والوانها وتصاميمها.
وفيما اشادت بالقرار المتعلق بوقت الدوام، وخصوصا للطلبة الذكور، الا انها اعتبرت موضوع الصف المناوب في غير محله حيث ان نظافة المدرسة يجب ان توكل الى موظفين تعينهم الحكومة وليس الى الطلبة على حد قولها.
اما الطالب احمد فهد، فقد عبر عن خشيته من ان يتسبب قرار الدوام باشكاليات للمعلمين من قبل الطلبة المحرومين من دخول المدرسة وكذلك من ذويهم، مذكرا ببعض حوادث الاعتداءات على معلمين ومدارس في اللواء.
وفي المقابل، اعتبر فهد برنامج التدريب تطورا "رائعا، لما يشتمل عليه من تعويد الطالب على الانضباط وتحمل المسؤولية".
إستمع الآن