برلمان الطفولة في الزرقاء.. "الديمقراطية في الصغر كالنقش في الحجر"
شهدت الزرقاء مؤخرا انتخابات برلمانية تطابقت في مجرياتها الى حد بعيد مع تلك التي عاشتها المملكة مطلع العام، اللهم سوى من فرق جوهري واحد، وهو ان الناخبين والمتنافسين كانوا جميعهم اطفالا.
ففي صبيحة الثاني من تشرين الثاني، تقاطر نحو 3870 طفلا اعمارهم بين 8 و13 عاما، الى صناديق الاقتراع في مركز الاميرة سلمى التابع لوزارة الثقافة من اجل الادلاء باصواتهم واختيار ممثليهم في "برلمان الطفولة" المولف من ثلاثين مقعدا.
وقد توج هذا اليوم جهودا بذلها 53 مرشحا في مثل اعمارهم عبر حملات انتخابية رفعوا فيها شعارات تتعهد بالعمل لتحسين البيئة المدرسية، وتوفير أماكن ترفيهية ومكتبات ومكافحة العنف ضد الأطفال، وانشاء صندوق مدرسي لدعم الاسر المحتاجة.
وجرى اعتماد قانون انتخابات مجلس النواب الاردني اساسا للعملية الانتخابية التي افرزت برلمان الطفولة، بما يتضمنه ذلك من مراحل ومهل للترشح والحملات والطعون، ودوائر ومقاعد مخصصة للمسيحيين والشيشان.
وتكفلت ادارة وكادر مركز الاميرة سلمى بتدريب الاطفال على خوض هذه المراحل، كما اخضعتهم لاختبارات تهدف الى مساعدتهم في تعزيز القدرة على الاتصال والحوار والعمل بروح الفريق وحل المشكلات بطريقة إبداعية.
وهذه هي الدورة الثانية للبرلمان الذي تمتد ولايته لسنة واحدة، وتنظم انتخاباته بدعم من المجلس العربي للطفولة والتنمية.
واوضح مشرف مركز الاميره سلمى للطفولة منصور الزيود ان الهدف من فكرة البرلمان هو منح الاطفال فرصة للمشاركة في المجتمع وترسيخ قيم الديمقراطية في سلوكهم وحياتهم وتعريفهم بحقوقهم والدفاع وتعميق انتمائهم للوطن و تعزيز حرية التعبير.
ورغم ان الاطفال كانوا في هذه الانتخابات يقلدون الكبار من باب ان "الديمقراطية في الصغر كالنقش في الحجر"، الا ان متابعا لسير عملية الاقتراع فضل عدم نشر اسمه، قال انه لم يستطع الا ان يتمنى لو ان ان الكبار هم من يقلدونهم.
وهو بذلك يشير الى السلاسة والشفافية التي سادت عملية الاقتراع فضلا عن الاقبال الكبير من الناخبين، والذي اضطر لجان الفرز للعمل حتى وقت قريب من منتصف الليل.
وقد تقدمت النائب رغد سليمان العيسى على كافة المرشحين الفائزين بحصولها على 241صوتا.
وتقول زميلتها النائب فرح الخطيب (12 عاما) والتي حازت على 198 صوتا، انها كانت لديها فرصة للحصول على عدد اصوات اكبر لولا ان مديرة مدرستها منعت زميلاتها من الحضور الى صناديق الاقتراع.
وشكلت المدارس الى جانب قاعات مركز الاميرة سلمى مسرحا لحملات المرشحين.
وقالت الخطيب التي بدت عاتبة على مديرتها انها علمت بامر البرلمان من احدى معلماتها، فقررت خوض غمار الترشح، وتبنت خلال حملتها شعار "يدا بيد معا لمستقبل مشرق".
واوضحت انها اختارت هذا الشعار لقناعتها بان "الاطفال اذا ما وضعوا ايديهم بايدي بعض فستتحقق الكثير من احلامهم، خاصة وان امامهم مستقبل كبير".
وتصف والدتها الدكتورة فخرية المنسي فكرة برلمان الطفولة بانها "تنمي لدى الجيل الجديد الروح القيادية الى جانب انها تصقل شخصية الطفل وتهيؤه للاعتماد على نفسه وتحمل المسؤولية".
النائب جبريل سامي (9 سنوات) عبر عن فرحته بالفوز في الانتخابات التي قرر الترشح اليها بعدما قرأ عنها في احد الاعلانات.
وقال جبريل الذي حصل على 136 صوتا معظمها من زملائه في المدرسة، انه رفع خلال حملته الانتخابية شعار "كل الاطفال بدنا نفرح ونمرح ونتعلم".
اما النائب آية شعبان (9 سنوات) والتي حصلت على 205 اصوات، فقد تركز موضوع دعايتها الانتخابية على الدعوة الى تنمية روح الفن وثقافته لدى الاطفال.
وقالت آية، وهي عضو في مركز الاميرة سلمى، انها استلهمت هذا الموضوع من مشاركتها في دورة للرسم نظمها المركز.
وتؤكد والدتها ان فوزها اعطاها حافزا للعمل بجهد اكبر من اجل تحقيق احلامها وطموحاتها.
ومن المقرر ان تفتتح اعمال البرلمان الجديد تحت رعاية وزير الثقافة في اليوم الاول من العام 2014.
وتقول فاطمة ذنيبات منسقة الدورات في مركز الاميرة سلمى ان برلمان الطفولة الثاني ينتظره برنامج حافل بالانشطة سيستمر حتى انتهاء فترته التي تمتد عاما.
وتهدف هذه الانشطة الى تنمية مهارات اعضاء البرلمان وستتضمن زيارات ستشمل مجلس النواب ومحافظات وبلديات في المملكة.
إستمع الآن