بائعات الخضروات الجاهزة.. باب فرج للمرأة الموظفة، والكسولة ايضا!

بائعات الخضروات الجاهزة.. باب فرج للمرأة الموظفة، والكسولة ايضا!
الرابط المختصر

تواظب أم أحـمـد منذ سنوات على افتراش ارصفة الحي التجاري في الزرقاء عارضة على بسطتها اكياس الملوخية واوراق الدوالي والبقدونس المفروم وغيرها من اصناف الخضروات الجاهزة للطبخ، والتي تعتاش من بيعها هي وعائلتها.

 

وبرغم انه لا يكاد يخلو مول تجاري من امثال ما تعرضه أم أحـمـد، الا ان لبضاعتها ميزة تعيها زبوناتها، واغلبهن موظفات.

 

والميزة هي انها طازجة وندية على الدوام، بخلاف ما هو موجود في المولات، والذي عادة ما يكون مبردا او مجمدا.

 

وتمثل أم أحـمـد نموذجا لعدد كبير من النسوة اللواتي يمتهن بيع الخضروات الجاهزة على ارصفة المدينة.

 

وبفخر تقول المرأة التي كانت تجلس على ادراج نفق في المدينة "هذا عمل شريف يغنيني عن سؤال الناس واتشرف به، وهو خير لي من ان امد يدي حتى ولو لاخي".

 

وحسبما تخبرنا، فهي تعمل في هذه المهنة منذ عشر سنوات، واكثر ما تبيعه الملوخية والسبانخ المقطعة والفاصولياء المنقبة، وكذلك النعنع والبقدونس المفروم.

 

اما زبائنها، فاغلبهم من الموظفات اللواتي يقبلن على بضاعتها لانها "اريح الهن، واوفر وانظف" على حد تعبيرها.

 

صحيح ان منتجات أم أحـمـد تريح الموظفات وتحل معضلة الوقت الذي لا يتوفر لهن من اجل اعداد الخضروات للطبخ، ولكنه ابدا ليس كذلك بالنسبة لها، حيث انه يتطلب منها وقتا وجهدا لا يستهان بهما.

 

فهو يبدأ من شراء الخضروات من الحسبة، ثم غسلها وتجهيزها تنقيبا وتقطيعا وفرما، وصولا الى تعبئتها وتكييسها لتصبح معدة لرحلة عرضه على الارصفة، والتي قد تطول او تقصر حسب حركة السوق.

 

وفضلا عن البيع المباشر، تتلقى أم أحـمـد طلبات لاعداد اصناف من الخضروات للطبخ، وقد يتضمن هذا حفر الكوسا او الباذنجان او تقشير البصل والثوم وسواهما.

 

الصيدلانية ام كرم، والتي كانت اوصت ام احمد بتجهيز كمية من السبانخ للطبخ وجاءت تسأل عنها، اشادت بعمل هذه المراة واتقانها له.

 

وقالت "إنتاجها نظيف، وانا اشتري منها السبانخ والدوالي والملوخية، وهي توفر علينا الوقت والجهد".

 

وعلى رصيف غير بعيد في الحي التجاري، جلست نسوة متجاورات وراء كراتين صغيرة رتبن فوقها اكياس المفتول والشطة والسمن والجبن البلدي وغيرها، وذلك جنبا الى جنب مع الخضروات الجاهزة.

 

المتخصصة بينهن بصنع المفتول تكنى ايضا أم أحـمـد، وكما تخبرنا، فهي في هذا العمل منذ 15 عاما، ولها زبائن محددون.

 

وعن دافعها الى هذا العمل، رددت المراة عبارة أم أحـمـد التي قابلناها اولا، وفي ما يشبه توارد الخواطر، وقالت "اعمل وأبيع خير لي من ان امد يدي لأحد".

 

نسرين ابو محفوظ، وهي موظفة، تقول انها كثيرا ما تلجأ الى هؤلاء البائعات من اجل مساعدتها في لف الدوالي والكبة وتجهيز الخضروات للتفريز، وغير ذلك مما يتطلب اعداده وقتا لا يتوفر لها بحكم ساعات دوامها الطويلة في الوظيفة.

 

وتضيف في اشارة الى الموظفات امثالها "نحن لا نملك الوقت، فأنا أداوم بحدود تسع ساعات بالإضافة الى متابعتي دراسة أبنائي، وهؤلاء النسوة يساهمن بشكل كبير في حل مشاكلنا خاصة في الوجبات التي تحتاج وقتا طويلا وجهدا وعناء".

 

وترى نسرين ان هناك مصلحة مشتركة بين الزبونات والبائعات، وتقول "البائعة تستفيد بأن تعمل شيئا مفيدا ويدر عليها دخلا...وأنا أستفيد عبر اختصار الوقت والجهد، وبما يتيح لي التفرغ للواجبات الاخرى في البيت".

 

وطبعا ليست كل الزبونات موظفات، حيث ان هناك ربات بيوت يقبلن على شراء الخضروات الجاهزة من هؤلاء البائعات سواء بدافع الكسل او الرغبة في الحصول على منتج متقن يضمن لهن طبخة شهية.

أضف تعليقك