انجاب الذكور لا يزال هاجس الاسرة في الزرقاء

انجاب الذكور لا يزال هاجس الاسرة في الزرقاء
الرابط المختصر

لا يزال هاجس انجاب الابناء الذكور يؤرق الاسر في الزرقاء، والتي يتبنى كثير منها نظرة تقليدية تعتبر الانثى "عبئا"، والذكر عزوة وحاملا لاسم العائلة وسندا للابوين في كبرهما.

 

وتقول ام بيسان وهي ام لثلاث بنات كبراهن في التاسعة "بناتي كويسات وأمورات وفي صحة جيدة، ولكني أفضل أن يكون عندي ولد ذكر".

 

ولا تنكر هذه المراة ان رغبتها في الحصول على ابن ذكر نجمت عن تعرضها لضغوط من قبل المجتمع، حيث انها لا تكاد تقابل احدا ويعلم انها ام لبنات فقط، حتى يدعو لها بان "يعوض الله عليها بالذكر"، وكأنما هي لم تنجب اصلا.

 

لا بل ان هذه الضغوط انتقلت بصورة او باخرى الى بناتها انفسهن، حيث باتت كبراهن وهي "بيسان" تطالب بأخ حتى تضمن خالا لبناتها مستقبلا.

 

 

اما ابو بيسان، فهو لا يبالي إذا ما كان ابناؤه ذكورا ام اناثا، ويعتبر البنات نعمة على حد وصفه.

 

وبرغم رغبتها الشديدة في انجاب طفل ذكر الا ان ام بيسان تؤكد انها ان انعم الله عليها بولد فستمنحه واخواته فرصا متكافئة في التعليم وكافة مناحي الحياة.

 

*12 بنتا ولم يأت الولد!

ام رامز، وهو اسم مستعار، رزقت بابن ذكر و ثلاث بنات، ولكن ذلك لم يمنعها من ان تغدق في الدلال على بناتها ودون تفرقة بينهن وبين اخيهن، لا بل وان تمنح كبراهن صلاحيات كاملة وكلمة مسموعة عند البقية.

 

وعن الضغوط الاجتماعية التي تواجه الاسرة عندما لا يكون لديها ابناء ذكور، فان ام رامز تؤكد ان قوة شخصيتها طالما منعت الاخرين من التدخل في شؤون اسرتها الصغيرة.

 

واشارت الى تجربة مريرة لجارة لها انجبت اثنتي عشر بنتا في انتظار المولود الذكر الذي لم يأت بعد، ودون ان تراعي هذه الجارة وضعها الصحي او المادي او الاجتماعي.

 

وقالت ام رامز في استياء "يعني شو ولد ولا بنت؟ شو بده يعمل لأهله مهو الولد زي البنت".

 

ومن جهتها، تبدو ام ابراهيم، وهي ام لولد وثلاث بنات، اكثر صراحة ومباشرة في حديثها وتؤكد ان "المولود الذكر مهم لكل اسرة ومن عاداتنا ان يكون عندنا ولد"، وتضيف "الولد سند لأبيه وأخواته".

 

واشارت الى ان الجميع من حولها يشجعونها على تكرار تجربة الانجاب لعل الله يمن عليها بالمزيد من الذكور، مبينة انه "لم يعلق احد من اسرتي او اسرة زوجي على انجابي ثلاث بنات لانه سبقهم مولود ذكر".

 

ومع اقرارها بان "المجتمع يميز دائما لصالح الولد"، الا ان ام ابراهيم تشدد على ضرورة تقديم رعاية متكافئة للذكر والانثى "وكذلك الرضى بقضاء الله ان لم يكن عندنا ولد".

 

*لا فرق 

وفي ازاء النظرة التفضيلية للابن الذكر لدى بعض الاسر، الا ان هناك اسرا لا ترى فرقا بينه والانثى، وتقدم الرعاية لكليهما على قدم المساواة.

 

اسرة علي عليان منصور (ابو انس) تمثل نموذجا على هذه الصعيد، حيث يقول "لدي ثلاث بنات وولد وهم بصحة جيدة وسالمون من الاعاقات والحمد لله"، مضيفا "لا افرق بين ولد وبنت فالرعاية من حق جميع الابناء والشاطر يأخذ فرصته الكافية ويستحق المتابعة".

 

وتقول زوجته فائدة زهدي (ام انس)

التي تعمل في احدى المدارس، تقول انها تنظم وقتها جيدا بين العمل والعناية بالبيت ورعاية موهبة بناتها الثلاث اللواتي تصفهن بانهن "موهوبات".خاصة مريانا التي نبلغ من العمر عشر سنوات وقدحصدت اربع جوائز في الرسم  آخرها الجائزة التقديرية  في جمعية يوم القدس.

 

 

وتضيف "برغم الظروف الصعبة  استطعنا ان نؤمن التدريب المناسب لكل واحدة حسب اهتمامها" مبينة ان حنين عضو في نادي عمان للرياضة ومايا تكتب قصص وتتعلم الموسيقى

 

اما انس ابنها فهو حاليا في الصف العاشر، ولديه اهتمامات بالكمبيوتر والرياضة كما تقول.

 

*"البنت بحاجة اكثر للدعم"

سدينا عمر الشيشاني طفلة تبلغ من العمر احد عشر عاما، وبفضل رعاية والديها لموهبتها الادبية، باتت تقدم الان برامج في محطة اذاعية محلية وكتبت ما يزيد على ثلاثين قصة وفازت بعدة جوائز ادبية احداها على مستوى العالم العربي.

 

وسدينا وحيدة لثلاث اخوة ذكور، وهي تقيم مع اسرتها في منطقة السخنة غربي الزرقاء.

 

يقول والدها "بعد ان طرقنا ابوابا كثيرة لرعاية موهبة سدينا، وكثيرا منها كان مغلقا وجدنا مركز الاميرة سلمى للطفولة وبالرغم من بعده الجغرافي عن السخنة الا اننا تعاونا انا ووالدتها لايصالها دائما الى هناك".

 

ويضيف "لا اتحمل ان يهضم حق البنات في الحياة، وأنا شخصيا ميال لدعم البنت أكثر من الولد لان الولد امامه فرص كثيرة ومتعددة والبنت تبقى فرصتها اقل ان لم تجد دعما مباشرا من اسرتها".

 

وتؤكد ميمونة الشيشاني والدة سدينا انها ووالدها يشعران بالفخر عندما يصحبانها لإلقاء القصص في المدارس او تقديم البرامج الاذاعية، ودعت الاباء الى ان يحمدوا الله على هبة الابناء سواء الذكور والاناث.

 

اما سدينا فقالت ان الاسرة لها دور كبير في مساندة الابناء الموهوبين، مضيفة ان "لكل انسان موهبة ويجب ان تنمى فالله لم يخلق الانسان عبثا".