الوحدة المتنقلة تواصل تقديم الفحص المجاني لسرطان الثدي بهاشمية الزرقاء
تواصل وحدة "الماموجرام" المتنقلة، التي حطت رحالها في مركز صحي لواء الهاشمية في محافظة الزرقاء قبل نحو شهرين، تقديم خدمة الفحص المجاني للكشف المبكر عن السرطان لسيدات المحافظة، وخصوصا المقيمات في المناطق الاقل حظا.
وكانت الوحدة التابعة لمؤسسة ومركز الحسين للسرطان، والعاملة في اطار البرنامج الأردني لسرطان الثدي، قد وصلت الى الهاشمية في 26 تموز الماضي، وذلك في اطار مشروع يستمر سنة كاملة، وينفذ بالتعاون مع وزارة الصحة.
وجرى اختيار اللواء لاحتضان الوحدة نظرا لسهولة الوصول اليه من قبل السيدات في مناطق المحافظة النائية والاقل حظا.
وياتي مشروع توفير وحدة الماموجرام انسجاما مع فلسفة البرنامج الوطني لسرطان الثدي، والتي تؤمن بأن لكل سيدة في الاردن الحق في الحصول على خدمة هذا الفحص بصرف النظر عن مكان سكنها، لما لذلك من مساس بحياتها.
ومعروف احصائيا ان الكشف عن سرطان الثدي في المراحل المبكرة يساعد في انقاذ الحياة بنسبة تصل الى 90 بالمئة، فضلا عن انه ليست له اية اثار جانبية على المرأة التي تخضع له.
وتقوم الية عمل المشروع على تنفيذ الزيارات المنزلية عبر الاتصال الشخصي بين منسقات مختصات وبين السيدات وأفراد عائلاتهن، من اجل حثهن على الخضوع لفحص الماموجرام، وتدريبهن على اجراء الفحص الذاتي بشكل دوري ومستمر.
وعادة ما تجري خلال تلك الزيارات مناقشة المخاوف التي تحد من حماس السيدات وقدرتهن على الوصول الى خدمات الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ومن ثم تسجيل بيانات الراغبات في الفحص لتحديد مواعيد لهن في الوحدة المتنقلة.
وتتعاون منسقات المشروع في مهمتهن مع سيدات من المجتمع المحلي، واللواتي يتطوعن للمشاركة في الحملات التي ينفذها مركز الحسين للسرطان عبر نشر الوعي بين جاراتهن او زميلاتهن، وكذلك ترتيب مواعيد للقاءات تجمع بينهن والمنسقات.
ومن هؤلاء منى حمدان، التي قالت انها قررت التطوع لهذه الغاية بعدما زارتها احدى المنسقات وابلغتها بان هناك حملة جديدة للتشجيع على الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وهي تشير بذلك الى الحملة التي اطلقها مركز الحسين للسرطان مطلع الشهر الحالي تحت شعار "خليكي بحياتي.. افحصي".
وقالت حمدان التي تواجدت مع بعض النسوة في مركز صحي الهاشمية "جاءتني المنسقة وابلغتني ان هناك حملة لعمل اشعة ماموحرام، فاحببت ان اشارك، ورتبت لقاء لها في بيتي مع جاراتي وصديقاتي، حيث سجلت معلوماتهن، واليوم حضرنا جميعنا لاجراء الفحص".
وتستقبل وحدة الماموجرام السيدات لاجراء الفحص على مدى اربعة ايام في الاسبوع تمتد من الاحد وحتى الاربعاء.
واشارت حمدان الى ان هناك جهلا في اوساط كثير من نساء المنطقة حول سرطان الثدي وضرورة الفحص المبكر للكشف عنه، مبينة ان نسبة كبيرة منهن يبدين استجابة وتشجعا للفحص بعد توعيتهن حول المرض.
وتظهر نتيجة الفحص عادة بعد ثلاثة أسابيع، بحسب ما توضح حمدان، والتي بينت انه في حال كانت النتيجة ايجابية عند احداهن، فانه "يتم الإتصال معها من اجل متابعة حالتها واجراء مزيد من الفحوص والتحاليل في مركز الحسين للسرطان".
ومن جانبها، اكدت أمينة أحمد (41 عاما)، ان وجود الوحدة المتنقلة في الهاشمية وتقديمها خدمة الفحص مجانا، ساهما في تشجيعها على اجراء الفحص.
وقالت "حضور الوحدة الينا وفر علينا الوقت وتعب المشوار، اضافة الى الكلفة المادية، حيث انه ليس في مقدور النساء هنا تامين تكلفة الفحص عند الجهات الخاصة، ولو لم احصل عليه هنا بالمجان، فانني لم اكن لاجريه على الارجح".
ذات الامر اكدت عليه نعيمة مصطفى (53 عاما)، والتي قالت انها لم تقم باجراء الفحص قبل هذه المرة بسبب جهلها باهميته، مشيرة الى ان ما حفزها عليه هو حقيقة كونها امراة لم يسبق لها الانجاب، وتزيد احتمالات الاصابة لديها عما هو موجود عند الامهات المرضعات.
وتشير دراسات الى ان الارضاع يحمي الأم من سرطان الثدي عبر تعديل إفراز الهرمونات الأنثوية في الجسم، مما يقلل من خطر الإصابة، كما انه يساعد في إفراز مركبات خاصة تحمي خلايا الثدي من هذا المرض.
اما حفيظة ذيب (47 عاما) والتي قالت انها تجري الفحص للمرة الاولى وجاءت مع احدى صديقاتها لهذه الغاية.
واسدت حفيظة النصح لبقية السيدات بان يقمن باجراء هذا الفحص، والا يهملن انفسهن.
والى جانب الوحدات المتنقلة، تقوم وزارة الصحة بتوفير 30 جهاز ماموجرام في المستشفيات والمراكز الصحية الرئيسية في كافة انحاء المملكة، وذلك بالتعاون مع مركز الحسين والبرنامج الاردني لسرطان الثدي.
إستمع الآن