الوادي: جامعة الزرقاء تواجه ندرة التخصصات بالابتعاث الخارجي
اكد رئيس جامعة الزرقاء الاستاذ الدكتور محمود الوادي، ان الجامعة تعمل على سد نقص المدرسين في التخصصات النادرة عن طريق ايفاد طلبتها المتفوقين الى جامعات مرموقة لدراسة الدكتوراة، واصفا عام 2014 بانه كان "عام الابتعاث الكبير" في الجامعة.
وقال الوادي ان الجامعة، وانطلاقا من اهتمامها بمدرسيها وطلبتها لانهم هم أساس العملية التعليمية، تقوم بتخصيص ما نسبته 5 بالمئة من اجمالي موازنتها لغايات البحث العلمي والايفاد، وبما معدله 3 بالمئة للبحث العلمي، و2 بالمئة للايفاد.
واضاف ان جامعة الزرقاء تقوم بإيفاد الطلبة المتميزين والمتفوقين الى جامعات مرموقة معترف بها عالميا لدراسة الدكتوراة في تخصصات الصيدلة والتمريض وادارة الاعمال واللغة الانجليزية، ومختلف التخصصات التي اصلا هي نادرة في الاردن، وذلك في اطار اتفاقيات بعضها مع جامعات اميركية وبريطانية والمانية.
واوضح الوادي ان عدد المبتعثين في جامعة الزرقاء منذ عام 2002، بلغ 69 طالبا وطالبة، وبمعدل عشرين مبتعثا كل عام، منهم من تخرج ومن لا يزال على مقاعد الدراسة، مؤكدا ان الجامعة تطمح الى تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال الخريجين المبتعثين.
ووصف رئيس الجامعة العام 2014 بانه كان عام الابتعاث الكبير في الجامعة، حيث بلغ عدد المبتعثين 34 طالبا وطالبة ممن تم ايفادهم الى مختلف الجامعات لدراسة الدكتوراة في مختلف البرامج، ملمحا الى ان نصيب الاسد من تلك المنح كان لصالح طالبات.
وبين ان المنح في عام 2014 ذهب معظمها لتخصصي الصيدلة والتمريض، واللذين تميل اليهما الاناث اكثر من الذكور.
وقال الوادي ان استئثار طالبات باغلبية المنح لم يات من منطلق التحيز، بل لان اكثر المتقدمين للحصول عليها كانوا من الطالبات، اضافة الى ان انطباق شروط المنحة عليهن ساهم في ذلك.
ولفت الى ان المبتعثين غالبا يكونون ذوي وضع اقتصادي ضعيف، ولهذا عملت جامعة الزرقاء على تخفيض قيمة الرهن العقاري للطالب المبتعث من 150 الف دينار الى 50 الف دينار فقط.
واشار الوادي الى انه لدى عودة المبتعث بعد التخرج وحصوله على الشهادة، فانه يلتزم بالعمل لدى الجامعة ثلاثة اضعاف مدة الدراسة ، وبحيث ان الذي يدرس مبتعثا ثلاث سنوات يكون عليه ان يلتزم بالعمل لدى الجامعة 9 سنوات مقابل ذلك، علما أن راتب المبتعث عند التعيين والعمل في جامعة الزرقاء يماثل رواتب زملائه الذين يحملون درجته نفسها.
وحول مواكبة سياسة الابتعاث في الجامعة لمتطلبات وحاجات التنمية، وخصوصا في قطاعي الصحة والتعليم، فقد بين ان وزارة التعليم العالي لها دور في توجيه الجامعات الى التخصصات التي يحتاجها المجتمع وتعد ندرة، وكذلك الى تلك المطلوبة لسوق العمل .
الى ذلك، فقد اوضح الوادي ان وظائف اي جامعة هي التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع، مشددا على ان التدريس لا مفر منه وهو واجب أساسي لعضو هيئة التدريس.
واكد ان البحث العلمي يعد وسيلة هامة لتنمية المجتمعات، حيث ان البحوث الجامعية تقوم بخدمة المجتمع المحلي، وتساعد في تنميته.
ولفت في هذا السياق الى ان الباحث العلمي في جامعة الزرقاء يعمل ايضا في المصانع كيميائيا وطبيبا وهندسيا، وتمنحه الجامعة تفرغا لمدة يومين في الاسبوع ليقوم بعمله المجتمعي في المصنع او في المؤسسة حتى يتم تنميتها وتطويرها.
ورأى الوادي ان نسبة الانفاق على البحث العلمي ضئيلة في جميع الدول العربية اذا ما قورنت بأية دولة من الدول المتقدمة، وذلك لاسباب الفقر والبطالة والتضخم الاقتصادي، لكنه قال ان هناك توجها لدى وزارة التعليم العالي في الاردن الى اجبار الجامعات والشركات على تخصيص نسبة معينة من مدخولاتها لغاية البحث العلمي.
واضاف ان هناك بعض الجامعات مثل جامعة الزرقاء ومؤتة والجامعة الاردنية حصلت على دعم للبحث العلمي من خلال مشروع "تمبوس" الذي يتبناه الاتحاد الأوروبي وبرنامج "إيراسموس-بلس"، مبينا ان جامعة الزرقاء حصلت على دعم "سخي" للبحث العلمي في كلية الهندسة وكلية التمريض.
من جانبها، تحدثت الدكتورة مرام السفاريني مدير مركز تكنولوجيا المعلومات وقسم التعليم الاكتروني في جامعة الزرقاء عن تجربتها مع الابتعاث، خصوصا وانها كانت من اوائل الطلبة المبتعثين في الجامعة.
وقالت الدكتورة السفاريني انها تخرجت من جامعة الزرقاء عام 1999 ضمن الفوج الثاني في تخصص علم الحاسوب، وحصلت على المركز الاول على الدفعة، حيث تم تعيينها حينها مشرف مختبر حاسوب، قبل ان تصبح اول طالبة يجري ابتعاثها داخليا لدراسة الماجستير في الجامعة الاردنية.
واضافت انها حازت على درجة الماجستير بتقدير جيد جدا في علم الحاسوب عام 2003، الامر الذي حصلت معه على ترقية من جامعة الزرقاء الى رتبة عضو هيئة تدريس.
وتابعت الدكتورة السفاريني انه تم ترشيحها في عام 2005 مرة اخرى عن طريق الجامعة لمتابعة تحصيلها في جامعة ويلز البريطانية، والتي حصلت منها على درجة الدكتوراة في علم الحاسوب عام 2009، وتمت ترقيتها اثرها الى استاذ مساعد .
ولفتت الى ان جامعة الزرقاء كانت دائمة التواصل معها ومع المبتعثين الاخرين، وتؤمن لهم رسوم الدراسة ونفقات المعيشة.
واكدت الدكتورة السفاريني ان تجربة الدراسة والابتعاث في الخارج علمتها الاستقلالية، ومن خلالها ايضا تعرفت على ثقافة عوالم اخرى، ونمت لديها حس الالتزام واحترام الوقت والجدية ومتابعة التطورات، وكذلك اعلت قيمة الانجاز في نفسها.
وقالت انها تحرص حاليا على ان تكون نموذجا لطلبتها وتنقل اليهم كل ما تعلمته واختبرته من انماط السلوك الايجابية التي تؤكد انها ترغب في رؤيتها ايضا في سلوكهم.
واذا وصفت الدكتورة السفاريني جامعة الزرقاء بانها من اكثر الجامعات التي تضخ علماء واساتذة، فقد عبرت عن املها في ان تقتدي الجامعات الاردنية الاخرى بمسيرتها وتحذو حذوها في موضوع ابتعاث الطلبة ومتابعتهم اثناء ذلك وتأمين احتياجاتهم وحل ما قد يواجهونه من مشكلات.
وجامعة الزرقاء التي انشئت عام 1994، هي الجامعة الخاصة الاولى في المحافظة ولا تزال، وتبلغ طاقتها الاستيعابية 10 الاف طالب وطالبة، ولكن عدد الطلبة المسجلين حاليا هو 8 الاف.
وكانت الجامعة بدأت بسبع كليات، لكنها الان تضم 14 كلية و43 قسما اكاديميا و7 برامج ماجستير، وجميع برامجها معتمدة اعتمادا عاما واعتمادا خاصا من وزارة التعليم العالي ومن هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي.
إستمع الآن