الهاتف النقال في المدرسة.. بين الضرورة واساءة الاستخدام

الهاتف النقال في المدرسة.. بين الضرورة واساءة الاستخدام
الرابط المختصر

ينظر الكثير من الطلبة الى الهاتف النقال بوصفه ضرورة لابقاء التواصل مع الاهل في حال حصول اي طارئ خلال تنقلهم بين البيت والمدرسة، لكن ذلك يصطدم مع حظره في بعض المدارس التي ترى فيه مصدرا للتشويش والممارسات المنحرفة.

ولا يوجد نص في قوانين وانظمة وزارة التربية والتعليم يمنع الطلبة من اصطحاب الهواتف النقالة معهم الى المدرسة، على ان تعليمات الانضباط الطلابي تمنع استخدامها "في الحصة الصفية او النشاطات المبرمجة".

وتختص هذه التعليمات بالطلبة من "الصف السابع فما فوق"، في حين لا تشير الى من هم في الصفوف الادنى، وتترك الامر الى ادارات المدارس لاتخاذ القرارات والاجراءات التي تراها مناسبة في هذا الصدد.

وتقول "داليا" وهي طالبة في المرحلة الثانوية انها تحضر الهاتف النقال معها الى المدرسة في بعض الاحيان، لكنها تؤكد انها تطفئه اثناء الدوام.

وتبرر داليا ذلك بانها تضطر في بعض الايام الى التوجه مباشرة بعد الدوام الى مركز تقوية تدرس فيه ويقع بعيدا عن البيت،  ويغدو الهاتف النقال خلال ذلك امرا مهما في حال حصل امر طارئ معها وايضا من اجل ان يطمئن اهلها عليها.

ويؤكد احمد عطا الحاج رئيس قسم الارشاد التربوي في مديرية تربية الزرقاء الاولى ان المديرية تراعي حاجة الطالب الى الهاتف النقال خاصة عندما تكون مدرسته بعيدة عن البيت، وتنظر الى المسالة من ناحية انسانية.

لكنه شدد على ضرورة ان يكون الهاتف في وضعية الصامت خلال سير الحصة الدراسية.

وقال الحاج ان "المشكلة تكمن في قضية حمل الهاتف النقال لغايات غير تربوية داخل المدرسة والازعاجات من خلال رن الهاتف اثناء الحصة".

واضاف انه يجري على الدوام تذكير الطلبة بتعليمات الانضباط المدرسي التي تحكم استخدامات الهاتف النقال والتي وصفها بانها "شديدة اذا تم تطبيقها وقد تصل بالطالب الى اخراجه من التعليم نهائيا اذا خالفها".

واوضح ان التعليمات "تطبق على طلبة الصف السابع وما فوق اما دون السابع فنحن نتكفل بهم من الالف الى الياء، اي نتدخل ارشاديا وبالبرامج الوقائية والعلاجية للطلبة".

وتتمثل اشد العقوبات التي تفرضها تعليمات الانضباط المدرسي في تلك التي تترتب عن المخالفة الموصوفة بـ"ادخال او ترويج او توجيه الطلبه التعامل مع المطبوعات او الصور او البرامج المخلة بالحياء العام بصورها ومصادرها المختلفة".

وفي بعض الاحيان تكتشف هذه المخالفة بعد عملية تفتيش يقوم بها معلمون لمحتويات الهواتف النقالة التي يعثرون عليها بحوزة الطلبة، وهو الاجراء الذي يشكو طلبة من انه ينتهك الخصوصيات.

وكما يؤكد الحاج، فانه "لا يوجد ما ينص على هذا التفتيش..ونحن نحترم خصوصية الطالب عادة ً, ولكن الى اي مدى نحترم الخصوصية، فهذا يعتمد على الكيفية التي اريد ان اتعامل بها كمعلم مع الطالب وتبعا للموقف".

وكانت هناك في السابق مطالبات بان يصار الى تخصيص خزانات توضع فيها هواتف الطلبة لدى وصولهم الى المدرسة وتعطى اليهم عند المغادرة، وذلك منعا لاي تجاوزات او تشويش قد يحصل داخل المدارس بسببها.

لكن الحاج يرى ان هذه الالية جرت مناقشتها سابقا مع المرشدين التربويين وعلى مستوى المسؤولين في الوزارة، وتبين ان لها محاذير عدة تحول دون تطبيقها.

ومن جانبه، يؤيد علي القرالة المساعد الاداري في مدرسة الزرقاء الثانويه الشامله للبنين وجود هاتف نقال مع الطالب ولكن ضمن ضوابط واضحة تكفل عدم تاثيره سلبا على سير العملية التربوية في المدرسة.

وقال ان الهاتف النقال يوفر حلا لمشكلة صعوبة التواصل بين الطالب والاهل ولكن على الطالب ان يعي الاستخدام الايجابي لهذا الجهاز داخل المدرسة وخارجها.

واشار الى سلوكيات سلبية باستخدام الهاتف النقال مثل ان "يقوم الطلاب او الطالبات بالتقاط صور للمعلم او المعلمة ونشرها على وسائل الاتصال المختلفة، وقد تكون المعلمة مرتدية النقاب ولكن داخل الغرف الصفية للطالبات ترفعه عن وجهها.. وهذا يسيء لها".

ودعا  القرالة الى وضع ضوابط محددة وواضحة لاستخدام الطلبة لهذه الهواتف وعقوبات صارمة بحق من يسيء استخدامها منهم وبما يضر بالاخرين.

اما سالم علي الغريب معلم الرياضيات في مدرسة المهلب بن ابي صفرة فيؤكد ان مدرسته تتشدد في منع الهواتف النقالة، وتعمد الى تفتيش محتوياتها لدى العثور عليها بحوزة الطلاب.

ويقول "عندما نجد هاتفا مع اي طالب نتقوم بتفتيشه، واذا اكتشف وجود اي شيء مخل بالادب نقوم بالاتصال باهل الطالب واذا لم نجد شيئا نحذر الطالب" من احضاره معه مجددا الى المدرسة.

واعتبر الغريب ان الهاتف ليس ضروريا مع الطالب، واذا ما حصل معه طارئ فان ادارة المدرسة تتكفل بتأمين الاتصال له مع ذويه.

وقالت رانيا هلسة سكرتيرة مدرسة محمد الخامس ان بعض اهالي طلبة المدارس الاساسية يعطون هواتف نقالة لابنائهم حتى يطمنوا عليهم، لكنها ترى ان على هؤلاء تسليم هواتفهم الى ادارة المدرسة لدى وصولهم على ان ياخذوها حين يغادرون.

واضافت انه في حال كانت هناك حاجة طارئة "نتصل بأهله من الهواتف الخاصة بالمعلمات ولا يوجد مشكلة".

أضف تعليقك