المومني يقر بمسؤولية البلدية في حرائق نفايات المحطة التحويلية

المومني يقر بمسؤولية البلدية في حرائق نفايات المحطة التحويلية
الرابط المختصر

اقر رئيس بلدية الزرقاء عماد المومني بمسؤولية البلدية في عمليات حرق النفايات داخل وعلى امتداد الطريق المؤدية الى المحطة التحويلية، والتي تتسبب الادخنة الناجمة عنها في معاناة لعشرات الالاف من سكان منطقة جبل طارق.

وقال المومني لـ"هنا الزرقاء" انه "كانت هناك بعض الاخطاء الادارية في المحطة وقامت البلدية بحلها"، مضيفا ان المشكلة لا تعدو كونها ناتجة عن "تصرفات 10 سائقين او 15 سائقا".

ولم يحدد رئيس البلدية ما اذا كانت هناك اجراءات قانونية تم اتخاذها سواء بحق هؤلاء السائقين، او المسؤولين عن الاخطاء الادارية التي اشار اليها.

وايضا لم يكشف عما اذا كان السائقون المعنيون يتبعون جميعهم الى بلديته، معطيا اشارة ملتبسة في هذا السياق بقوله ان "المحطة تخدم مدينة الزرقاء وتمت اضافة الرصيفة ومخيم حطين للاستفادة من هذه المحطة التحويلية وليس فقط الزرقاء".

وكانت بلديتا الزرقاء والرصيفة وقعتا اتفاقية تتيح للاخيرة استخدام المحطة التحويلية في الزرقاء بعد اغلاق المحطة التابعة لبلدية الرصيفة واحالة ملفها الى الادعاء العام على خلفية شبهة فساد.

واكد المومني ان "البلدية قامت بالاجراءات المناسبة لحل المشكلة، والتي كانت لفترة من الوقت فقط، ولم يعد يتم احراق النفايات".

وأحجم رئيس البلدية كذلك عن كشف طبيعة الاجراءات المتخذة، مكتفيا بالقول ان التعامل مع المشكلة "تم بالتعاون مع محافظ الزرقاء رائد العدوان".

واتهم اشخاصا لم يحددهم بتوظيف مشكلة حرق النفايات لغايات ومصالح لها علاقة بالانتخابات، قائلا ان الذين "يثيرون هذه القضية لهم اجندات انتخابية ويريدون الاستفادة من هذا الموضوع".

وجاءت تصريحات المومني بعد ايام من مؤتمر صحفي دعت اليه جمعية جبل طارق الخيرية، وعرض وجهاء المنطقة خلاله معاناة الاهالي جراء الادخنة المنبعثة من عمليات حرق النفايات في المحطة وعلى الطريق المؤدية اليها.

وعقد اللقاء في ديوان رئيس الجمعية عامر الوظائفي، وحضره ايضا رئيسها الفخري النائب السابق منصور سيف الدين مراد، وعضو مجلس البلدية نايف الدعجة.

وخلال متابعتها لهذه القضية، استمعت "هنا الزرقاء" لشكاوى الاهالي الذين اكدوا انهم خاطبوا مرارا الجهات المعنية، ومنها البلدية ومديرية البيئة والمحافظة، ودون ان يجدوا من يضع حدا لمعاناتهم.

وقال محمد صالح ان حرق النفايات في المحطة متواصل منذ نحو ستة اشهر، وان اكثر من نصف مليون مواطن يتاثرون بالادخنة الناجمة عن ذلك.

وهو لا يشير بهذا الرقم الى اهالي منطقة جبل طارق فقط، بل والى سكان مناطق عدة اخرى منها وادي الحجر وجناعة ومدينة الشرق، والذين اكد ان الرياح تحمل الادخنة اليهم، وخصوصا في ساعات الفجر التي تبدأ معها عملية حرق النفايات.

واضاف صالح ان الاهالي تواصلوا عدة مرات مع محافظة الزرقاء، وكذلك مع البلدية، والتي كانت ترد دائما بنفي حصول اي عمليات حرق للنفايات في المحطة التحويلية.

واكد انه قام بتصوير عمليات الحرق التي تجري خلافا للقانون، حيث ان المحطة هي مكب اولي مخصص لجمع النفايات تمهيدا لنقلها الى مكب الغباوي في عمان من اجل طمرها هناك.

وبدوره، قال خليل أبو خرمة احد وجهاء منطقة جبل طارق ان الاهالي يعانون من مشكلة الادخنة منذ ما يقارب العام، موجها اصبع الاتهام الى البلدية التي اتهمها بانها "سبب العلة والمصائب".

واضاف انهم تواصلوا سابقا مع البلدية، وكان ردها ان هناك مسلحين في المنطقة يجبرون سائقي الحاويات على افراغ حمولاتهم من النفايات قبل الوصول الى المحطة، حتى يستخلصوا منها البلاستيك والخشب والحديد وغيره.

وتابع ابو خرمة ان نحو 15 من الاهالي قاموا بالتوجه الى هناك، ولم يجدوا هؤلاء المسلحين المزعومين، لكنهم التقوا تجار خردة اخبروهم انهم يدفعون للسائقين مبالغ تصل الى خمسين دينارا احيانا حتى يفرغوا لهم الحاويات على جانب الطريق بدلا من ايصالها الى المحطة.

وقال العميد المتقاعد محمود الخريشة، ان الاهالي كانوا قد جمعوا 350 توقيعا على عريضة قدموها الى المحافظ السابق عادل الروسان، والذي قام حينها "بتشكيل لجنة وكان صارما في الموضوع وفعليا تم انهاء عمليات احراق النفايات في المحطة".

لكنه اشار الى انه بعد شهر من ذلك "عادت حليمة لعادتها القديمة"، واستؤنفت عمليات الحرق.

وطالب الخريشة البلدية القيام بواجبها في مراقبة ضاغطات النفايات، والا، فعليها اغلاق المحطة وارسال النفايات مباشرة الى مكب الغباوي، حيث ان عمليات حرقها "تذبح الناس"، على حد تعبيره

وكانت "هنا الزرقاء" قد سلطت الضوء على بعض جوانب مشكلة تراكم وحرق النفايات على طريق المحطة التحويلية، وذلك في سياق تقرير موسع نشرته في اشهر آب الماضي.

وحينها، قال مدير المناطق في البلدية خلدون المعايطة ان “المتسبب في طرح النفايات هي جهات تستخدم الطريق كمكبات خاصة"، نافيا علم البلدية بتلك الجهات.

واوضح ان ما يحدث هو قيام اشخاص بفرز النفايات بحثا عن كل ما يمكن بيعه، “اما التي لا يستفيدون منها فيتم احراقها”، مشيرا الى ان الذين يتواجدون عند تلك النفايات هم عبارة عن “جماعات مسلحة”.

وعلى النقيض، اكدت مديرة بيئة الزرقاء انعام جودة ان مديريتها جمعت شهادات تشير باصابع الاتهام لسائقي سيارات بلدية الزرقاء في طرح النفايات هناك، مضيفة انها سمعت من المجاورين ان “المنطقة فيها عصابات مسلحة تمتهن فرز النفايات وتحتكره أيضا”.