المنتجات الاسرائيلية تتسلل الى الزرقاء في غفلة من اهلها..!

المنتجات الاسرائيلية تتسلل الى الزرقاء في غفلة من اهلها..!
الرابط المختصر

شكلت حرب غزة مناسبة فتحت عيون الزرقاويين على حقيقة تغلغل المنتجات الاسرائيلية في اسواقهم، والتي تذهب عوائدها بطريقة او باخرى لصالح تمويل آلة الفتك باخوتهم في القطاع.

 

وحتى وقت قريب لم يكن الكثيرون يعيرون كبير اهتمام لما يتردد حول دخول هذه المنتجات الى الاسواق، وكان الاعتقاد السائد انها لا تعدو بعض الكاكا والجزر، وربما انواعا من السجائر "المضروبة".

 

غير ان المشاعر الملتهبة التي رافقت مجريات الحرب، لعبت دور عدسة مكبرة اظهرت بوضوح ان ما يجري الحديث عنه لم يكن سوى قمة جبل الجليد، وان حجم ما تسلل الى اسواق الزرقاويين على حين غفلة منهم، كان اكبر بكثير.

 

وبينما تفضح العبوات التي تحمل كتابة عبرية بعض هذه المنتجات، الا ان كثيرا منها يتعذر كشفه بسبب عدم حمله بطاقات تعريفية او ازالة التجار وطمسهم للبطاقات.

 

وقال فواز الحويطات، وهو ضابط متقاعد، انه يعلم بوجود خضار وفواكه اسرائيلية في الاسواق مثل المانجا والجوافة، لكنه لا يستطيع تمييز مصدرها عند الشراء، كما هي الحال مع الاخرين.

 

واوضح ان هذه المنتجات "غالبا ما يكون منشؤها مخفيا من قبل التجار، وقد توضع عليها بطاقة تشير الى ان منشأها يعود الى بلد اخر"، مؤكدا ان الطريقة الوحيدة لتمييز الفواكه الاسرائيلية خصوصا يكون من خلال تذوقها، حيث ان طعمها سئ لانها "معدلة وراثيا".

 

وشدد الحويطات على رفضه القاطع للتعامل مع المنتجات الاسرائيلية باعتبار ان "شراءها يمثل دعما مباشرا لاسرائيل وينعكس سلبا على المواطن الاردني".

 

وفيما تلجأ بعض الهيئات الشعبية خلال حملاتها الموسمية الى توزيع ملصقات تدعو الى مقاطعة منتجات الشركات الاسرائيلية، وكذلك الشركات التي تتعامل مع اسرائيل، الا ان الحويطات قال انه لم يتوقف عند هذه الملصقات لضيق الوقت.

 

واضاف انه يعلم بان هناك شركات داعمة لاسرائيل وينبغي مقاطعتها، غير ان التعرف على منتجاتها صعب نتيجة تقصير الاعلام في هذا المجال.

 

وكانت وسائل اعلام ذكرت مؤخرا ان بعض المنتجات الاسرائيلية يمكن كشفها من خلال رقم الباركود على البطاقة التعريفية والذي يبدأ بالارقام (729)، لكن الحويطات قال انه لا يعرف هذا الرقم ولم يسمع به من قبل.

 

والباركود هو تلك الخطوط المتوازية عموديا وتحتها رقم متسلسل طويل، وترمز الارقام الثلاثة الاولى من كل تسلسل الى بلد المنشأ.

 

وعلى ما يبدو، فهذه الطريقة لا تنجح دائما، حيث ان هناك منتجات مستوردة من تركيا وبعض الدول العربية وتحمل ترميزاتها، لكن منشأها الاصلي هو اسرائيل، كما يقول عامر الوظائفي رئيس مجلس التطوير في مديرية تربية الزرقاء الأولى.

 

واعتبر الوظائفي ان "المقاطعة الاقتصادية سياسة لا بد من تطبيقها على كافة الاطراف التي تلجأ الى العنف، وهي ذات جدوى كبيرة في حال تم تطبيقها بشكل جدي وصارم" .

 

وتمنى الوظائفي على حملات المقاطعة "ان تستطيع مستقبلا الوصول الى كل شخص في مكتبة او منزله"، وناشد المواطنين "توخي الحذر عند شراء اية مادة استهلاكية والتدقيق في صلاحيتها ومنشئها".

 

تملأ السوق

هيام سعيد (ربة بيت) قالت ان من الصعب جدا عليها التعرف على المنتجات الاسرائيلية ومنتجات الشركات الداعمة لاسرائيل، مؤكدة مقاطعتها لها من حيث المبدأ لان "العدو يقتل اولادنا ويهدم بيوتنا ولا يجب ان نسهل عليه" الاستمرار في ذلك.

 

واشارت هيام الى تجربة شخصية قائلة انه قدمت اليها هدية هي عبارة عن سخان ماء كهربائي وكان اسرائيلي المنشأ، ورغم حاجتها الشديدة اليه الا انها رفضته وانتظرت حتى تمكنت من شراء واحد اخر.

 

ومن جانبها ايضا، اكدت احلام محمد (ربة بيت) ان المنتجات الاسرائيلية "تملأ السوق الاردني" ومن الصعب كشفها او التعرف عليها "بسبب تشابه المنتجات او اخفاء بلد المنشأ من قبل التاجر".

 

وقالت انها كانت تشتري الشئ اذا اعجبها ومن دون تدقيق، ولكنها بعد ما جرى في غزة باتت تدقق في المنتج، واذا اكتشفت انه اسرائيلي فهي ترفضه.

 

وتساءلت احلام باستنكار "لماذا نقوي سوق اسرائيل؟ الاجدر ان نقوي اسواقنا نحن العرب قبل كل شئ".

 

حرام في حرام

ويصف حمزة حسين وهو تاجر فواكه المنتجات الاسرائيلية بانها "حرام في حرام"، مؤكدا رفضه التعامل معها قطعيا.

 

وقال حمزة ردا على سؤال حول ما اذا كان يبيع منتجات اسرائيلية "اعوذ بالله كلها حرام في حرام، هم (الاسرائيليون) يقتلون شعبنا، وهذه بضاعة مستوطنات لا اتعامل معها، فكل دينار ادفعه ثمنا لمنتج اسرائيلي هو رصاصة ضد شعبنا في غزة".

 

واضاف "انا احضر الفواكه من السوق المركزي، والفواكه الاسرائيلية هناك معروفة للتجار، والحمد لله لم يسبق لي ان اقتربت منها، كما ان كثيرا من التجار يقاطعونها"

 

واشار حمزة الى ان الفواكه الاسرائيلية "تباع في السوق بأبخس الاثمان ويقبل عليها مجموعة من التجار الجشعين ويقومون بييعها بأعلى الاسعار بالتجزئة للمستهلك"، مبينا ان رخصها يعود الى انها معفاة من الجمارك .

 

ونفى هذا التاجر علمه بامر رقم الباركود، او باسماء الشركات الداعمة لاسرائيل، لكنه وجه نداء بعاطفة واضحة الى التجار قائلا "كل واحد عنده ضمير ومخافة الله لا يجيب بضاعة اسرائيلية .. كلها حرام بحرام".

 

ومن جانبه، اقر تاجر سخانات كهربائية في السوق ببيعه منتجات اسرائيلية، واكتفى بالرد على اسئلتنا قائلا انه يتعامل مع هذه المنتجات "لان عليها طلبا من الناس".

 

حملات مقاطعة

رفيق المالحي رئيس لجنة مقاومة التطبيع في الزرقاء، حذر على صعيده من مخاطر تغلغل ثقافة التبادل التجاري مع اسرائيل.

 

وقال المالحي ان "العدو الاسرائيلي لم يستطع تحقيق اهداف التطبيع التي سعى اليها بكل قوة في الاردن، فالوعي الذي يتمتع به شعب الاردن هو وعي مممتد من ثقافة .. رفض الاحتلال ومقاطعة العدو الصهيوني، والتبادل التجاري بعد ثقافي، واذا ما تغلغلت هذه الثقافة في وعي الامة فإننا سنكون امام منعطف خطر".

 

واكد ان اللجنة التي تتمثل فيها احزاب المعارضة حريصة على ان "يستمر وعي الشعب في مقاطعة العدو كجزء لا يتجزأ في معاداته اصلا".

 

ورأى المالحي ان حملات المقاطعة التي تطلقها العديد من القوى في المملكة، تتطلب استجابة وشفافية من الحكومة الاردنية حتى تستطيع ان تحقق اهدافها.

 

وقال "لكي تنجح مثل هذه الحملات لا بد ان تقوم الحكومات بالاعلان عن بلد المنشأ للصناعات والمنتجات لا ان تخفيها" مضيفا ان "القانون يلزم المستورد باعلان بلد المنشأ على الصناعة ولكن لا يسرى هذا القانون على المستوردات الاسرائيلية".

 

وراهن المالحي على "وعي الشعب" باعتباره احد الاسباب المهمة لنجاح تلك الحملات.