المرشدة..صمام أمان للطالبات في سن المراهقة

المرشدة..صمام أمان للطالبات في سن المراهقة

تنبؤها التغيرات المتسارعة في تكوينها الجسماني بانها لم تعد طفلة. فترتاب وتقلق وتغدو عصبية متقلبة المزاج، ثم لا تلبث ان تدرك ان تلك المشاعر المختلطة ليست سوى تعبير عن تمرد ذاتها على الطفولة التي ولت الان الى غير رجعة.

تبدأ بتكييف نفسها مع الواقع الجديد، وهي تريد من الاخرين ايضا التكيف معه، واية محاولة لمواصلة التعاطي معها كطفلة "ساذجة" لا تعود مقبولة، وستواجه بتحد وتمرد.

وحتما ستمر سنوات قبل ان تستقر ذاتها، ويكيف المحيطون انفسهم لتقبلها وفقا لما اصبحت عليه، وهي السنوات الحرجة الصعبة التي ستسمع فيها كثيرا كلمة "مراهقة".

كما ستخوض خلال ذلك معارك لاثبات تلك الذات، وعلى عدة جبهات، بدءا من البيت والمدرسة والشارع، وليس انتهاء بوجدانها الذي اصبح يفور فجأة بافكار وطموحات واحلام وتطلعات جديدة.

ولاجتياز هذه المرحلة الحرجة والخطرة بسلام، ستكون بحاجة الى مساعدة وتفهم، وايضا الى كثير من الصبر ممن يحيطون بها، خصوصا في البيت والمدرسة.

وادراكا للوقائع السابقة، فقد عمدت وزارة التربية الى رفد مدارسها بمرشدين ومرشدات مهمتهم الاساسية مساعدة الطلبة  على تنمية شخصياتهم نفسيا واجتماعيا وسلوكيا ومهنيا ومعرفيا، وصولا الى تحقيق التكيف الامن والمنشود.

ولخصوصية مرحلة التحول او "المراهقة" بالنسبة للفتيات، فانه ليس مستغربا ان تفرد الوزارة مرشدات تربويات لمدارس الاناث يفوق عددهن المرشدين في مدارس الذكور بمقدار يناهز الضعف.

وبحسب ارقام الوزارة، فقد بلغ عدد المرشدين في مدارسها 1996 مرشدا ومرشدة 773 منهم للذكور و1223 للاناث.

ومن جانبها ايضا، توفر المدارس الخاصة اعدادا اخرى من المرشدين والمرشدات الذين يؤدون نفس رسالة زملائهم في المدارس الحكومية، وهي الرسالة التي تصفها المرشدة نوال التي تعمل في مدرسة خاصة في الزرقاء بانها "حساسة".

وتقول المرشدة نوال ان هذه المرحلة العمرية بالنسبة للاناث "تمر متفاوتة بين فتاة وأخرى.. بحدتها أو وضوحها".

وتضيف ان ما يبدو جليا في هذه المرحلة ويظهر للجميع هو رغبة الفتيات في "لفت الانتباه واثارة الاهتمام من قبل أهلهن خصوصا ومن الجميع عموما".

وتؤكد ان "وجود ام صديقة حانية ووالد متفهم لحاجات ابنته وقريب منها، يساعد أن تكون مرحلة المراهقة خفيفة لطيفة لا تشعر الفتاة خلالها بأي توتر".

وتشير هذه المرشدة الى ان "اختلاف الظروف والمواقف التي تمر فيها الفتيات..تؤدي الى ان تختلف أساليبهن وردود أفعالهن في هذه المرحلة".

وتوضح ان هذه الاختلافات "قد تظهر أحيانا في علو صوتهن على أهاليهن في المنزل، أو في محاولة تقليد الكبار في ملابس لا تناسبها، أو في وضع مساحيق التجميل في وقت لا يلائم عمرها".

وتضيف انها ايضا ربما تظهر في سلوكيات منها ميل الفتاة الى تكوين "الصداقات مع الجنس الاخر للفت الانتباه لها فقط".

"في هذه المرحلة الحساسة" كما تؤكد نوال فان "مرشدة المدرسة تمثل ركيزة مهمة لتوعية الفتيات وايصالهن إلى نهاية المرحلة بامان.. بل وبإيجابية تشكل حياة صحيحة مريحة فيما بعد".

وتوضح "طبعا المرشدة تحاول دائما ان تكون قريبة من الفتيات في هذا العمر وهذا دور أساسي جدا لها في المدرسة، تكون قريبة بما يكفي حتى تبوح البنت بما عندها من خصوصيات بكل أريحية".

وقرب المرشدة هو امر تؤكد طالبات بانه يلعب دورا كبيرا في خلق الالفة التي تشجعهن على اللجوء اليهن عندما تكون لديهن مشكلات يردن ان يحصلن على المساعدة لحلها.

وفي هذا السياق تقول لينا وهي طالبة في الصف العاشر عن مرشدتها في المدرسة ان "دورها كبير وانا احبها كتيرا. وقد ساعدتني مرة في مشكلة مع صاحباتي لم اكن قادرة على ان اصارح بها حتى أهلي".

وتقول انسام وهي طالبة في الصف السابع "مرشدتنا قريبة منا وتساعدنا دائما في حل مشاكل الصف".

وتضيف "انا لم احتج اليها في امر خاص لكنها طيبة وتساعدنا دائما".

والدور الذي تؤديه المرشدة يتكامل بالضرورة مع دور الاهل الذين يقع عليهم الجزء الاكبر من المسؤولية في اطار مهمة مساعدة البنات على اجتياز مرحلة المراهقة بامان.

وتتحدث ام محمد، وهي ام لثلاث فتيات في مرحلة المراهقة عن صعوبة هذه المهمة قائلة "طبعا لاحظت تغييرات على بناتي.. حاولت أني أتعامل معهن بالطريقة المناسبة.. وبصراحة، احيانا انجح واحيانا لا اعرف ما الذي ينبغي فعله".

وتضيف "احتجت مرة لمساعدة مرشدة المدرسة، وقد كانت متعاونة كثيرا معي وارشدتني على طريقة التعامل الصحيحة مع بناتي".

وفي هذا الاطار تقول المرشدة نوال ان الكثير من الامهات يلجأن اليها، كما انها تسعى في بعض الاحيان للتواصل مع الامهات من اجل حل بعض مشاكل بناتهن.

وتقول "هناك امهات يرجعن الي احيانا عند حاجتهن الى المساعدة.. واحيانا اجد ان هناك اهالي فتيات لا يكترثون لامرهن".

وتضيف انها عندما يتطلب الامر تسعى الى التواصل مع الامهات "حتى أنبههن لتصرفات بناتهن ولكن بعضهن لا يبدين اكتراثا".

على ان هناك امهات يؤكدن انهن لا يطلبن مساعدة المرشدة لانهن لا يواجهن مصاعب مع بناتهن المراهقات، وانهن يعتمدن على انفسهن وعلى المعلومات التي توفرها شبكة الانترنت حول كيفية التعامل مع سن المراهقة.

ومن هؤلاء أم بيان التي قالت "انا اتابع مواقع الانترنت واقرا المقالات والحمد لله امور بناتي جيدة ولا اواجه صعوبة معهن".

أضف تعليقك