اغرق فيضان الصرف الصحي بيوت مواطنين في شارع ام درمان بالزرقاء الجديدة لمرتين خلال الشهور الاربعة الماضية، مما تسبب بخسائر قدرت بالاف الدنانير في ممتلكات ستة على الاقل من هذه البيوت.
وقال محمد الصمادي احد سكان الشارع الذي يقع في منطقة منخفضة تطل على تقاطع مسجد ثابت بن قيس، ان اخر فيضان حصل ليلة 10 اذار الماضي التي شهدت هطول امطار غزيرة نسبيا، وادى الى "خسائر جسيمة في الاثاث والممتلكات".
اوضح الصمادي ان موظفين من سلطة المياه كشفوا على خطوط المجاري بعد الحادثة وذكروا ان سبب الفيضان يعود الى حدوث انسدادات فيها اضافة الى عجزها عن استيعاب ضغط كميات المياه المتدفقة حيث ان اقطارها لا تتجاوز 400 ملم.
واكد ان هؤلاء الموظفين وعدوا بالعمل على استبدال الخطوط باخرى بسعة 800 او 1000 ملم، معتبرين ان هذا هو الحجم المناسب في ظل وقوع الشارع في منطقة منخفضة "وادي" وتنساب اليه المياه بكميات ضخمة من الاحياء المرتفعة.
ومنذ تلقيهم هذا الوعد لم يلمس اهالي الشارع اي تحرك يشير الى الوفاء بهذا الوعد من قبل سلطة المياه، وهو ما يجعلهم في قلق دائم من احتمال تكرار الفيضانات.
ولعل ريم ملكاوي هي الاشد قلقا بحكم التجربة المريرة التي عاشتها مع اسرتها خلال الفيضان الاخير الذي اغرق منزلهم.
وتقول ملكاوي ان مياه المجاري داهمتهم نحو الساعة الثالثة فجرا وحاولت هي وابناؤها اخراجها بالتعاون مع الجيران، ولكن عبثا حيث استمرت في التدفق حتى بلغ ارتفاعها نحو متر تقريبا.
واضافت ان خسائر منزلها قدرت بنحو سبعة الاف دينار، مشيره الى ان قاطني منزل بجانبهم اضطروا الى ترك المنزل والمبيت خلال تلك الليلة الماطرة في باص عمومي يعمل عليه صاحب المنزل.
وتضيف انها استنجدت برجال الدفاع المدني الذين اخرجوا المياه بالمضخات، مشيرة الى انهم لجأوا خلال ذلك الى كسر غطاء منهل الصرف الصحي في الشارع من اجل تنظيفه من العوالق التي تسببت في انسداده وحدوث الفيضان.
وتبين ملكاوي ان المنهل لا يزال مفتوحا دون ان تتحرك سلطة المياه لاغلاقه بغطاء جديد، وان احدى بناتها سقطت فيه لدى نزولها من السيارة ما ادى الى اصابتها برضوض.
وتقول جارة لها هي ام ريناد ان المجاري تسببت باتلاف اثاث منزلهم اكثر من مرة، حيث انها لا تلبث ان ترتد عبر مصارف المنزل كلما حصل انسداد او تدفق كبير للمياه في خطوط الشارع.
وتضيف ان السكان يضطرون احيانا الى تنظيف المناهل بانفسهم بعد ان يهبطوا اليها بالسلالم في ظل تجاهل سلطة المياه لشكاواهم واتصالاتهم.
وطالبت ام ريناد السلطة بتوسيع الخطوط او على الاقل تنظيفها بشكل دوري خصوصا في اوقات الشتاء.
واكد حسين الشمالي صاحب محل حلاقة يقع قرب المنهل الرئيسي ان الشارع يعاني من مشكلة فيضان المجاري منذ فترة طويلة، وان السبب هو ضيق هذا المنهل وكذلك الخطوط الواصلة اليه.
ومن جانبه، اعتبر (.محمد ابو ميدان) مدير دائرة الصرف الصحي في سلطة مياه الزرقاء، ان مشكلة شارع ام درمان ليست في سعة الخطوط، بل في الانسدادات الناجمة عن الاجسام التي تلقى فيها والضغط الذي يتسبب به ربطها بمزاريب تصريف مياه الامطار.
واوضح (ميدان) ان هناك خطين في الشارع احدهما رئيسي قطره 900 ملم والاخر 200 ملم، مؤكدا انهما كافيان، وانهما لو كانا هما السبب "لوجدت المشكلة صيفا وشتاء".
وقال انه تبين من خلال دراسة الخط الرئيسي ان المشكلة لا تكمن فيه وبحيث يلزم توسعته، حيث ان "مجرد ظهورها في أوقات معينة يعنى ان ذلك مرتبط باستيعاب الكميات المصرفة الى الخط وليس في القطر".
واكد ان ما يلزم هو المحافظة على الخط واستخدامه لغايات الصرف الصحي وليس للاغراض العامة.
واشار في هذا السياق الى ان "كثيرا من المواطنين يقومون بربط مزاريب مياه الامطار على شبكة الصرف الصحى, اضافة الى أن بعض البلديات تقوم أحيانا أذا أغلق لديها عبارة تصريف مياه الأمطار بتحويل مجراها الى أقرب منهل مجاري".
وبين (ميلان) ان خطوط الصرف الصحى "مصممة بشكل منفصل، بمعنى ان مياه الامطار مفصولة عن مياه الصرف الصحى وعندما تكون هناك مثل هذه المخالفات فان شبكة الصرف الصحى تصبح غير قادرة على استيعاب المياه".
وقال ان ذلك "يؤدى الى حدوث فيضان في بعض المناهل واحيانا ترتد المياه الى تساوى المواطنين خصوصا المنخفضة".
واضاف انهم كانوا يفاجأون خلال عمليات التنظيف الدورية للخطوط بوجود "مخلفات بناء وحصمة وطمم واخشاب فيها وهو ما يسهم في اغلاق المناهل وارتداد المياه الى المنازل".
وفي ما يتعلق بالخسائر التي يؤكد اصحاب بيوت في شارع ام درمان انهم تكبدوها بفعل فيضان المجاري، فقد لفت (ميدان.) الى ان هناك "لجنة تدرس موضوع رجوع المياه الى المنازل.. وتقوم بالكشف لتبيان ما اذا كان (المواطن) يستحق اى تعويض".