فاتورة انفاق الاردنيين عليها تصل الى خمسة ملايين دينار سنويا
اما اسامة تؤكد ان كلاب ابنتها انقذتهم من كارثة، وام ابراهيم تشكو شراسة كلب جارهم
المومني: تربيتها لم تعد قاصرة على احياء الطبقة الوسطى بل والشعبية ايضا
تعتبر ام اسامة الكلاب المدللة التي تقتنيها ابنتها فيفيان في منزلهم في الزرقاء الجديدة، بمثابة افراد في الاسرة.
وعلى هذا الاساس فهي لا تبخل عليها بالطعام الصحي، وبالرعاية الطبية التي تشتمل على اعطائها المطاعيم اللازمة في مواعيدها.
وحتى امد قريب كانت هواية اقتناء الكلاب المدللة تعد حكرا على بيوت المرفهين في مناطق عمان الغربية، والتي تقول تقارير انها تشتمل على نحو سبعة الاف منها.
لكن الهواية على ما يبدو بدأت تجد طريقها الى الزرقاء، وخصوصا المناطق التي توصف بانها راقية ويسكنها الميسورون.
وضمن منطقة سكن اسرة فيفيان، كانت هناك عدة عائلات تقتني كلابا مدللة، الا انها رفضت التحدث لاعتبارات تتعلق بالنظرة الاجتماعية السائدة في المحافظة، والتي تدين من يمارسون مثل هذه الهواية.
واجمالا، تقابل تربية الكلاب في البيوت باستهجان وامتعاض في الزرقاء في ظل الوضع الاقتصادي العام لسكانها، والذين بالكاد يستطيع واحدهم تأمين لقمة العيش لابنه، ناهيك عن الانفاق على اطعمة ومستلزمات "كلب"!.
فخورة بكلابها
فيفيان التي تقتني الكلاب منذ ثماني سنوات تدرك على ما يبدو هذا الموقف، لكنه لم يغير من نظرتها الى كلابها، حيث تؤكد انها "فخورة بوجودها في بيتها".
وهذه الفتاة حساسة لاحتياجات كلابها، واذا ما لمست تغيرا في سلوكها فهي تهرع بها الى الطبيب البيطري للاطمئنان عليها.
وهي لا تفارقها في حلها وترحالها، حتى انها استخرجت لها جوازات سفر تتيح اصطحابها معها في اسفارها خارج البلاد.
وطبعا تظهر الجوازات ان الكلاب نالت قسطها من المطاعيم اللازمة، والتي تاخذها في مواعيد محددة من اجل حمايتها ومنع انتقال الامراض بينها والبشر، وخصوصا فيفيان واسرتها.
ويستوجب ترخيص الحيوان سواء كان كلبا او قطة او سواهما مما يهوى البعض اقتناءه في المنازل، تقديم طلب لوزارة الزراعة عبر مديرياتها في المحافظات، والتي تجري لها فحوصا طبية وتعطيها المطعوم قبل الموافقة على منح الرخصة.
والمطعوم الاساسي الذي يعطى للكلاب سنويا هو المضاد للسعار او ما يعرف بمرض الكلب، ويمكن الحصول عليه مجانا من خلال العيادات البيطرية التابعة للوزارة. ولا تستفيد من مجانية المطعوم سوى الحيوانات الأليفة المرخصة قانونا.
على ان هناك مطاعيم اخرى يلجا البعض الى اخذها لانفسهم ولكلابهم ايضا، وهي غير مجانية، وفي نفس الوقت غير مكلفة كثيرا، لكنها تزيد من قيمة فاتورة الانفاق على الكلاب اذا ما اضيفت الى احتياجاتها الاخرى.
وتتعدد هذه الاحتياجات بين معاجين وفراشي اسنان وفراشي استحمام وامشاط وشامبوهات وعطور وصبغات شعر ومغاطس استحمام واطباق وصحون للطعام وبيوت خشبية وبلاستيكية وغيرها.
ويقدر متابعون ان ما بين ثلاثة وخمسة ملايين دينار يتم إنفاقها سنويا في الاردن كأثمان لأطعمة ومستلزمات الكلاب، وهي في جلها الاعظم مستوردة.
ليست كلها وديعة
التكاليف التي تدفعها عائلة فيفيان لا تفسد باية حال متعتها باقتناء الكلاب، والتي تظهر جليا في حديث ام اسامة بفخر عن قصة انقاذ البيت من كارثة محققة كادت تأتي عليه وربما على ساكنيه، لولا فطنة احد تلك الكلاب.
وتروي كيف انها كانت قد ذهبت في غفوة ثم استيقظت على نباح الكلب الذي راح يتردد جيئة وذهابا بين غرفتها والمطبخ، ولما تابعته اكتشفت انها نسيت غلاية القهوة على النار، وان فوران الماء ادى الى اطفاء اللهب وتسرب الغاز بكميات كبيرة.
ام اسامة، كما تخبرنا، سارعت الى اغلاق الاسطوانة وفتح النوافذ لاخراج الغاز ما حال دون وقوع الكارثة، وهي تؤكد ان عائلتها مدينة الى فطنة هذا الكلب، والذي تصفه بانه كاحد اطفالها.
وايضا تسرد فيفيان قصة مفادها ان احد اللصوص حاول القفز الى بيتهم فتصدت له الكلاب فخاف وولى هاربا.
ولكن ليست جميع الكلاب التي تسكن البيوت وديعة كما كلاب فيفيان، فمنها الشرس الذي يبث الرعب بين المجاورين، ولا يتورع احيانا عن محاولة مهاجمتهم.
حيث تشكو ام ابراهيم التي تقيم في الزرقاء الجديدة ايضا من ان جارهم يقتني كلبا مخيفا ويتركه دون رباط، وحصل ذات يوم ان طارد ابنها الصغير في الشارع ما ادى الى سقوطه على ظهره ومعاناته من الام لم تبارحه حتى اليوم.
واكدت ام ابراهيم ان هذا الكلب يشكل لهم قلقا لها ولاهالي الحى بسبب طباعه الشرسة وايضا نباحه الذي لا ينقطع ليلا ولا نهارا.
واضافت انه تعذر على الاهالي التفاهم مع صاحبه، فتقدموا بشكوى الى البلدية التي ياملون في ان تتحرك قريبا لتخليصهم من هذا الكلب.
محفوفة بالمخاطر
ويحذر الطبيب البيطري إبراهيم الدويك من ان وجود الكلاب في المنازل يعد عموما امرا خطرا على مقتنيها في حال لم تكن مطعمة، وتحديدا باللقاح المضاد للسعار الذي يؤدى في بعض الأحيان الى الوفاة اذا لم يجر علاج المصاب به سريعا.
وشدد الدويك على ضرورة إعطاء الكلاب مطعوم ضد داء السعار بانتظام، كما حذر من اطعامها لحوم الارانب والدجاج النيئة لانها تتسبب لها في اضطرابات وامراض معوية تنتقل الى البشر، وحث على تغذيتها باطعمة مطبوخة بدلا من ذلك.
ومن جانبه، اعتبر رئيس البلدية عماد المومني ان هواية تربية الكلاب في المنازل لم تعد مقتصرة على الاحياء التي يقطنها من يعدون من الطبقة الوسطى ومتوسطي الدخل، بل اصبحت تشمل الاحياء التي توصف بانها شعبية.
وقال ان الانتشار الحالي لهذه الهواية يستدعي اهتماما اكبر بتوفير الرعاية الصحية لها من قبل مقتنيها حيث انها يمكن ان تنقل الامراض اليهم والى ابنائهم.
واكد المومني ان البلدية لن تتوانى عن التحرك في حال وجود اي شكوى تتعلق بسلامة المواطن، وانه في حال اشتكى أحد من اى مضايقة بسبب وجود الكلاب فسيجري التعامل مع الشكوى بشكل فورى.
اما مدير بيئة الزرقاء عبدالمجيد خابور فاوضح ان الكلاب الضالة أو المنزلية ليست من مسؤوليات مديريته، ولكنها تصبح كذلك اذا اصبحت ظاهرة او مشكلة، حيث يجري التحرك ازاءها بالتنسيق مع البلديات والصحة والزراعة والشرطة البيئية.
جدير بالذكر ان تعليمات وزارة الزراعة تنص على صرف طوق يحمل رقما تعريفيا للكلب بعد ترخيصه وينبغي ان يوضع في رقبته في كل الاوقات.
وتعتبر التعليمات اي كلب لا يحمل هذا الطوق "شاردا"، وتخول مدراء البيطرة صلاحية مصادرته و"افناءه" خصوصا اذا ما اشتبه في تهديده الصحة العامة او كان شرس الطباع.