القيسي: تزايد الاقبال على التعليم المهني بالزرقاء ولا نجاحاً تلقائيا بعد الان
اكد مدير تربية الزرقاء الاولى خليل القيسي ان اقبال الطلبة على التعليم المهني في المحافظة قد شهد تزايدا خلال السنتين الماضيتين، فيما توقع "نتائج مثمرة" لقرار الغاء النجاح التلقائي الذي دخل حيز التنفيذ اعتبارا من العام الدراسي الحالي.
وقال القيسي "منذ سنتين بدأت نسبة الطلبة المتجهين الي التعليم المهني تزيد عن السنوات الماضية"، معتبرا ذلك دلالة على تراجع الثقافة الاجتماعية السائدة، والتي تنظر الى توجه الطالب الى هذا النوع من التعليم بوصفه"عيبا او نقصا".
واضاف انه "لم يعد بالضرورة ان يكون الطالب الذي يتوجه الى التعليم المهني هو الاقل تحصيلا دراسيا، فهناك طلاب وصلت معدلاتهم الي درجة عالية" واختاروا الفروع المهنية، كاشفا عن ان اقل معدل تم قبوله في الفرع الصناعي كان 79 بالمئة.
واكد القيسي ان وزارة التربية "تصبو الى ان يتجه الطلبة الى التعليم المهني، فنحن نحتاج الي ايد عاملة، نحن نحتاج الي مهندس يدرس المهنة لانه اقرب الي تخصص الهندسة، وليس لانه اسهل من تخصصات اخرى كالعلمي والادبي".
ويشير مدير التربية بذلك الى تهافت كثير من الطلبة على فروع التعليم المهني التي يرون فيها الطريق الاسهل للحصول على مقعد جامعي في تخصصات مثل الهندسة.
وشدد القيسي على ان "مدارسنا المهنية الان مجهزة بمختبرات واساتذة ومهندسين من اصحاب العقول النيرة، وبالتالي فالطالب سوف يتخرج متعلما لا من انصاف المتعلمين"، داعيا اولياء الامور الى تشجيع ابنائهم ممن لديهم توجه وميول للتخصص في الفروع المهنية.
وتابع ان "هناك ايضا مراكز التدريب المهني التي تعد الطالب ليكون منتجا خلال ستة شهور، وفيها انتاجية وتدريب وتعليم، ويتخرج الطالب منها عاملا ماهرا، وهذا ما يحتاجه الاردن"، مشددا على ان "السوق المحلية بحاجة الي عمال مهرة للتقليل من العمالة الوافدة".
وكان وزير التربية محمد الذنيبات اكد مؤخرا ضرورة إعادة النظر في مناهج التعليم المهني، لاسيما في التخصصات التي تلبي حاجات السوق، ويستطيع الطالب تطوير مكتسباته المعرفية فيها عبر التعليم الجامعي، وبما يكفل الانتقال بالعمالة الأردنية المدربة ليس فقط لسد حاجات السوق المحلي بل للعمل في دول الجوار.
وجاءت تصريحات الذنيبات خلال اجتماع حضره وزيرا العمل نضال القطامين والتعليم العالي لبيب الخضرا، وتقرر فيه تشكيل لجنة للنظر في واقع التعليم المهني والتقني، ومواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل، ورفع التوصيات اللازمة في هذا الشأن الى المعنيين للمباشرة فورا في تنفيذها.
واعرب القطامين خلال الاجتماع عن أمله في أن تترتب على مخرجات الاجتماع نقلة نوعية في مجال التعليم المهني والتقني، لاسيما في ظل الحاجة الماسة إلى اتخاذ القرارات وسن التشريعات الكفيلة بزيادة عدد الخريجين ضمن هذه التخصصات التي يحتاجها سوق العمل، وبما يقلل من نسبة الاعتماد فيها على العمالة الوافدة.
الغاء التلقائي
من جهة اخرى، عبر مدير تربية الزرقاء الاولى عن تفاؤله بان يتمخض قرار الغاء النجاح التلقائي اعتبارا من العام الدراسي الحالي، عن "نتائج مثمرة" خلال سنوات قليلة.
وقال ان القرار الذي اتخذته الوزارة مطلع العام الجاري، جاء بهدف "ضبط عملية النجاح بدون علم"، مبينا ان النجاح التلقائي كان يُنتج "طالبا اميا قراءة وكتابة، وبالتالي اصبح لا بد من وضع حد لهذه الظاهرة".
واشار في السياق الى ان عمليات تصحيح دفاتر اجابة امتحانات التوجيهي كشفت عن وجود طلاب لا يعرفون الكتابة والقراءة، وغالبيتهم كانوا نتاجا لنظام النجاح التلقائي.
واكد القيسي ان "الرسوب هو حافز للطلاب وليس اداة ضغط عليهم، فالطالب يجب ان يدرك ان هناك تقييما نهائيا، وايضا الاهل يجب ان يسعوا جاهدين لجعل اولادهم يدرسون اكثر ليحصلوا على النجاح".
وتوقع ان "تظهر النتائج المثمرة لهذا القرار بعد سنتين او ثلاث"، وان يبدأ في انتاج "طالب متعلم وليس شبه امي او من انصاف المتعلمين".
وعلى صعيدها، فقد ايدت عطاف البشايرة مديرة مدرسة عائشة القرطبية في الزرقاء تاييدها توجهات الوزارة في ما يخص اعادة النظر في مناهج التعليم المهني، وبما يؤدي الى تعزيز جاذبيتها ومواءمة مخرجاتها مع حاجات السوق المحلي.
واعتبرت البشايرة ان الارتقاء بهذا النوع من التعليم سيعمل على "توفير المهنيين الذين يحتاجهم السوق المحلي، مثل الكهربائي والنجار والحداد وغيرهم"، منتقدة في الوقت نفسه مواصلة بعض الاهالي الدفع بابنائهم الى التخصصات الاكاديمية حتى لو كان ضد رغبة الابناء، منطلقين في ذلك من الثقافة السائدة التي تنظر الى التعليم المهني بدونية.
وبدورها اكدت ام صهيب وهي والدة طالب في الصف العاشر، انها لا تمانع في توجه اي من ابنائها الذكور والاناث، الى التعليم المهني والتسلح بمهنة شريفة كالحدادة او النجارة او الميكانيك، قائلة "سواء كان تعليم ابني اكاديميا او مهنيا، فبالنهايه كله عمل، والمهم ان يكسب رزقه وان لا يبقى عاطلا عن العمل".
وفي ما يتعلق بقرار الغاء النجاج التلقائي، فقد رأت احلام التركية المعلمة في مدرسة بدر الكبرى، انه سيؤدي الى "تشجيع الطالب على الدراسة والاهتمام اكثر بمستقبله، كما سيحفز الاهل على الاهتمام بابنهم اكثر ودعمه في مسيرته التعليمية".
وايضا، رأى طالب الصف العاشر سيف علي، ان النجاح التلقائي كان نظاما تعليميا ضد مصلحة الطالب نفسه، حيث انه يؤدي الى وصوله للمرحلة الاعدادية والثانوية وهو في مستوى دراسي ضعيف.
وقال ان "بعض الطلاب ممن لا يعرفون القراءة والكتابة، كانوا يعتمدون على النجاح التلقائي، ولكن بعد هذا القرار لن يعودوا قادرين على النجاح الا بجهودهم، فقط وهذا لمصلحتهم".
إستمع الآن