"الفعاليات المقدسية" بالزرقاء تحكي ملحمة الصمود الفلسطيني دفاعا عن الاقصى

"الفعاليات المقدسية" بالزرقاء تحكي ملحمة الصمود الفلسطيني دفاعا عن الاقصى
الرابط المختصر

شكل مهرجان الفعاليات المقدسية الثاني الذي احتضنته الزرقاء على مدى يومي الخميس والجمعة 17 و18 أيلول، نافذة اتاحت اطلالة نوعية ونابضة بالحياة على ملحمة الصمود الفلسطيني في وجه الهجمة الاسرائيلية الشرسة على المسجد الاقصى.

وقد حرص فريق "مرابطو القدس" الذي نظم المهرجان بالتعاون مع فرع نقابة المهندسين في الزرقاء، على ان تحاكي اقسامه واقع الحياة اليومي لاهالي القدس، في ظل الاحتلال ومحاولاته التي لا تفتر لتهجيرهم عن ارضهم وتراب وطنهم.

والى حد بعيد، نجحت الفعاليات التي اقيمت في حديقة المهندس تحت شعار "على بابك يا اقصى"، في ان تكون مرآة عكست بامانة وصدق ذلك الواقع المرير.

وكان لافتا تنوع تلك الفعاليات، والتي اشتملت على معرض ضم زوايا تناولت معلومات تعريفية عن المسجد الاقصى وبنائه واهميته، اضافة الى رسومات وصور لقبة الصخرة.

كما تضمنت بازارا خيريا يحكي قصة اسواق القدس القديمة وعرضت فيه ازياء من التراث والاكلات الشعبية الفلسطينية، ومشغولات يدوية ومطرزات ونقوش مختلفة تشابه النقوش الاسلامية الموجودة في المسجدين الاقصى وقبة الصخرة.

وايضا قدمت فرقة نغم بلادي لوحات فنية وثقافية الى جانب فقرات انشادية حملت عناوين: لبيك يا اقصى، ويا سامعين الصوت، وارفع راسك بالعالي يا فلسطيني، بينما عرضت فتيات من الزرقاء فقرة فنية تحكي صمود القدس.

ومن ابرز ما تضمنه المهرجان مقابلات مع اسيرات فلسطينيات ومرابطات حضرن للحديث عن الاساليب الارهابية التي يتبعها العدو مع اهل القدس من اجل طردهم من وطنهم.

وايضا تخلل الفعاليات كلمة وجهها رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في القدس المطران عطالله حنا عبر الهاتف، وحث فيها على الصمود في وجه المخططات الخبيثة للمحتل الاسرائيلي.

وكان عضو مجلس نقابة المهندسين في الزرقاء نضال البزور اوضح في كلمة النقابة في افتتاح المهرجان، ان اقامته لا تاتي من باب الاحتفال "وانما تذكيرا بما يقوم به الاستعمار الصهويني من ممارسات، من تقسيم زماني ومكاني للمسجد الاقصى".

واكد البزور ان "هذا المهرجان سوف يحيي فينا قليلا من نور، وبصيصا من امل في ان نستعيد مسجدنا الاقصى ان شاء الله"، مبينا ان له "اهدافا توعوية وتثقيفية للاجيال الجديدة ليبقى الامل موجودا يتحرير الاقصى".

كما تطرق الى فريق "مرابطو القدس" في الزرقاء قائلا انهم "شباب نذروا أنفسهم لخدمة الاقصى وخدمة القضية الفلسطينية، وهي مبادرة شبابية ادخرت نقابة المهندسين كافة جهودها لتقديم كل عون لهم لانحاج هذه الفعالية".

وتحدثت المرابطة سميحة شاهين التي ابعدتها السلطات الاسرائيلية عن الاقصى قبل نحو شهر، عن الجهود التي يبذلها اعضاء "جمعية المرابطون في الاقصى" من اجل التصدي لاعتداءات المستوطنين والمتطرفين اليهود على المسجد.

وكانت اسرائيل قررت اخيرا حظر جماعة "المرابطون" التي تضم فلسطينيين من القدس الشرقية المحتلة ومن فلسطينيي 48، بعدما امعنت قبلها في استهداف اعضائها بالابعاد والاعتداء عليهم.

وقالت شاهين "ما زلت مرابطة في الاقصى، وحاليا ابعدني الاحتلال ومنعني منذ قرابة الشهر من الصلاة في المسجد، ولكني امكث عند باب السلسلة اواجه المقتحمين من عناصر المستوطنين وجنود الاحتلال بالتكبير والهتافات".

واضافت انه "ما قبل الحظر والابعاد كنا نطرد اليهود لدى اقتحامهم المسجد ونمنعهم من شرب الخمر فيه او اقامة صلواتهم وشعائرهم، وكنا نسير بالمصحف خلفهم خطوة بخطوة حتى يخرجوا من ابواب المسجد الاقصى".

وتابعت شاهين "جئت الى هذا المهرجان لاوصل رسالة المرابطات لاهل الاردن العزيز، كي تعود سيادة المسلمبن على المسجد الاقصى".

وقالت المرابطة المبعدة خديجة خويص، والتي تعمل معلمة في مصاطب الاقصى ان "المصاطب ومجالس العلم هناك اصبحت نشاطا محظورا من قبل اسرائيل وملاحقة قانونيا".

لكنها اكدت ان هذا المنع لم يقلل من ثباتهم وصمودهم داخل المسجد الاقصى، حيث بقيت حلقات العلم مستمرة بالرغم من المنع الذي ياتي في اطار مخططات اسرائيل لتقسيم الاقصى زمانيا ومكانيا.

واوضحت انها جاءت الى الزرقاء لتروي "المشهد والواقع الذي يعيشه المسجد الاقصى، والتحدث عن كيفية مواجهة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، وواجب الشباب تجاه هذه القضية".

من جهته، اوضح بلال المالحي، احد مؤسسي فريق مرابطو القدس في الزرقاء، ان الفريق تاسس اثر العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في ايلول من العام الماضي، وهو يتالف من نحو 230 شابا وشابة من الناشطين على صعيد الجامعات والنقابات.

وقدم المالحي شرحا عن المعرض الذي يشتمل عليه المهرجان، قائلا انه يهدف الى ان "يوصل للزائرين المعاناة اليومية التي يعيشها اهلنا في القدس خاصة وفلسطين بشكل عام جراء الاحلال الصهيوني وممارساته الظالمة".

واشار الى انه يضم بازارا يحاكي اسواق القدس العتيقة، وقسما للتراث واخر للاسرى وما يتعلق بحياتهم، وثالثا للاطفال.

ومن جانبها، بينت حنين بدر مسؤولة المتطوعات في فريق مرابطو القدس، ان الهدف من المهرجان هو "دعم صمود المقدسيين والمرابطين في المسجد الاقصى وتذكير الناس هنا بقضيتهم"، داعية فتيات الزرقاء للتواصل والمشاركة في الفريق عن طريق صفحته في موقع فيسبوك .

واوضحت رؤى الشافعي المتطوعة في الجزء المقدسي بالمهرجان، انه يتالف من ثلاثة اقسام احدها للتراث واخر للعقيدة وقسم يتعلق بجدار الفصل العنصري، وان دورها يتمثل في ان تقدم للجمهور شرحا عن هذه المكونات وكذلك عن الواقع المعيشي والسكني للمقدسين.

وقالت ان المقدسيين "يجابهون يوميا محاولات الاحتلال الصهيوني لتهجيرهم من بلاهم عن طريق اساليب منها الحرمان من الحصول على تصاريح بناء"، مبينة ان عدد التصاريح التي تعطى للمقدسين لا تتجاوز واحدا مقابل كل ثمانية تعطى لليهود.

وتابعت الشافعي انه "حتى هذا التصريح يعطى بشروط خاصة للفلسطيني منها الا يزيد البناء عن 4 طوابق.. مما يجبر الفلسطينين على البناء بطريقة غير قانونية معرضين بناءهم للهدم في ما بعد من قبل السلطات الاسرائيلية".

وبدورها قدمت حنين حجاوي شرحا عن قسم الاطفال الذي تتولى مسؤوليته، قائلة انه يعنى "بنشر الثقافة المقدسية للأطفال عن طريق مجموعة من الالعاب التي تتضمن حركات وتنقلات واسئلة وجدارية للرسم وفقرة حكواتي، وبحيث يتعرف الطفل على اجزاء الاقصى من قبة ومصلى وأسبلة الماء والسور والابواب".

اما في قسم الاسرى، فقد تولت المتطوعة تسنيم ابو هويدي مهمة توضيح تفاصيل معاناة الفلسطينيين الذين يرزحون في سجون الاحتلال.

وقالت ابو هويدي انها تعرض "لزائري المعرض قصة الاسير منذ لحظة اعتقاله والسياسة الاسرائيلية الهادفة الى زيادة عذابات المعتقلين.. والاضرابات التي قام الاسرى بتنفيذها.. ومنها: معركة الامعاء الخاوية، والكرامة، وميّ وملح".