"الصحة" ترفض دعوات لتحويل مستشفى الزرقاء الحكومي الى جامعي 

"الصحة" ترفض دعوات لتحويل مستشفى الزرقاء الحكومي الى جامعي 
الرابط المختصر

دعا عميد كلية الطب في الجامعة الهاشمية الى تحويل مستشفى الزرقاء الحكومي الى مستشفى جامعي، معتبرا ذلك كفيلا بحل مشكلة نقص التخصصات الدقيقة فيه، والتي تتسبب بمعاناة للكثير من المرضى، لكن مسؤولين في وزارة الصحة المحوا الى رفضهم ضمنا لهذا الطرح.

ويشهد المستشفى الذي افتتح رسميا اوائل العام الحالي نقصا في تخصصات منها امراض قلب الاطفال والكلى والروماتيزم والدم والغدد، حيث يقوم بتعويض هذا النقص عبر تحويل المرضى الى مستشفيات اخرى اما ان تكون تابعة للوزارة نفسها او الخدمات الطبية الملكية او القطاع الخاص.

وكذلك يعمل المستشفى وفق ما يعرف بنظام "الطبيب الزائر"، والذي يجري من خلاله التعاقد مع اطباء في القطاع الخاص للعمل الجزئي من اجل سد النقص الحاصل.

على ان الأستاذ الدكتور عميد كلية الطب في الجامعة الهاشمية نضال يونس اعتبر ان نظام التحويل وشراء خدمات اطباء القطاع الخاص لا يقدم حلا جذريا للمشكلة، وان مثل هذا الحل يكمن في تحويل المستشفى الى مستشفى جامعي، وخلق تكامل بينه وبين كليات الطب التي تتوفر فيها كافة التخصصات.

وقال ان "بتصوري وتقديري انه ان الاوان لأن تتحول المستشفيات الكبيرة الى مستشفيات جامعية.. وفي النهاية التسمية غير ضرورية بذاتها بقدر اهمية الالية التي من خلالها تستطيع هذه الكليات ان توفر لتلك المستشفيات التخصصات الطبية الدقيقة".

والمستشفى الجامعي في المفهوم العام هو مستشفى يلحق بكلية الطب، ويكون الغرض من إنشائه تعليم طلبة الطب والأطباء بالإضافة إلى تقديم الخدمة للمرضى عن طريق أعضاء هيئة التدريس من أساتذة الكلية.

وبين الدكتور يونس ان "جميع كليات الطب فيها تخصصات طبية دقيقة والتي تعتبر ضرورة من ضرورات فتح كليات الطب وضرورة من ضرورات الاعتماد".

وتابع ان "كليات الطب يفترض ان يكون فيها عدد من الاساتذة المدرسين في المجال السريري لا يقل عن 50 مدرسا في الحد الادنى، وقد يصل في بعض الكليات الى 100 مدرس، وهذا يعني ان الكليات لديها القدرة على رفد مثل هذه المستشفيات بالتخصصات الطبية الدقيقة، وفي الوقت نفسه تفتح (وزارة) الصحة أبوابها لطلبة الطب والتمريض للتطبيق العملي".

ورأى الدكتور يونس ان "هذا يقتضي حدوث نوع من التكامل وليس التنافس، وهذا الامر سوف يحل مشكلة وزارة الصحة من جهة من حيث النقص الحاصل في كوادرها، ويحل مشكلة الكليات الطبية بتوفير مكان لتعليم الطلبة".

وشدد على ان "المستهدف من هذا الموضوع هو المواطن الاردني الذي من حقه علينا ان نوفر له أفضل عناية طبية موجودة، وان يلتقي بأحسن أخصائي تحت مظلة وزارة الصحة او اية جهة رسمية اخرى".

ونوه الدكتور يونس في هذا الصدد الى ان المواطن البسيط الذي يعاني من وضع صحي ومالي، من الصعب عليه ان "يلتقي بأخصائي جامعي يحمل مؤهلات متقدمة دون ان يترتب عليه كلفة اضافية كما يحصل عند تحويله ومراجعته مستشفى خارج حدود المحافظة او لدى مراجعته القطاع الخاص".

تكاملية وتبعية

ويوجد حاليا اتفاقيات بين مستشفى الزرقاء الحكومي وكليتي الطب والتمريض في الجامعة الهاشمية، لكنها تقتصر على تدريب طلبة الكليتين في المستشفى، ولا ترقى الى مفهوم المستشفيات الجامعية.

وعلى ما يبدو، فان وزارة الصحة لا تميل الى هذا المفهوم حاليا، مفضلة بدلا من ذلك التوسع في نظام المستشفيات التحويلية والطبيب الزائر من اجل تغطية النقص في التخصصات.

ويتضح ذلك من خلال ما اكده الناطق الاعلامي في وزارة الصحة حاتم الازرعي، والذي اوضح ان خطة الوزارة تقوم على "التوسع في برامج الاقامة والتعاقد مع اطباء للعمل الجزئي من الاطباء الاختصاصيين"، معتبرا ان "هذه السياسة سوف تساعد في سد النقص وتوفير التخصصات الدقيقة".

وقال الازرعي في هذا السياق انه "تم التعاقد مع اختصاصيي قلب الاطفال وكلى وروماتيزم وامراض الدم وسوف تستمر الوزارة في التعاقد الجزئي اما لسد نقص الحاصل او لتعزيز عدد الاطباء الموجودين في الاقسام".

واضاف ان الوزارة تقوم كذلك "بتوفير طبيب من المستشفيات التحويلية الى المستشفيات في المحافظات كلما دعت الحاجة، وهذه التجربة معممة الان ويطلق عليها الطبيب الزائر الذي يحمل اختصاصا تحتاجه تلك المستشفيات ويعمل فيها مدة يومين اسبوعيا".

واكد الازرعي ان "هناك تكاملية في الخدمة الطبية، وهناك خريطة صحية في المملكة، فقد يخدم منطقة مستشفى عسكري ويخدم منطقة اخرى مستشفى حكومي ويقدم المستشفيان خدماتهما لجميع فئات المواطنين دون تمييز، حيثما وجد مستشفى فهو يؤدي الخدمة والغرض".

وفي ما يتعلق باقتراح تحويل مستشفى الزرقاء الحكومي الى جامعي، وبحيث يجري الحاقه بكلية الطب في الجامعة الهاشمية بدل الوزارة، فقد استبعد ذلك ضمنيا، معتبرا انه "من الممكن ان يكون مستشفى تعليميا يتدرب فيه طلبة الطب والتمريض ويبقى تابعا لوزارة الصحة، وفي الان نفسه يعمل فيه اطباء من كليات الطب".

واشار الى انه "لدينا مثال مستشفى الامير حمزة الذي يتدرب فيه طلبة كلية الطب من الجامعة الهاشمية ويعمل فيه اطباء من اساتذة الجامعة، وهذا من شأنه ان يحسن الخدمة ويطورها ويوفر الاختصاصات التي نحن بحاجة اليها".

تعاقدات جديدة

من جانبه، بين مدير مستشفى الزرقاء الحكومي الدكتور أحمد بني هاني ان سياسة الوزارة في ما يتعلق بنقص التخصصات لا تزال تقوم على "شراء الخدمة الطبية غير المتوفرة".

وضمن هذه السياسة، فقد اشار الى ان المستشفى لديه حاليا "تعاقدات جديدة مع طبيب جراحة تجميل وطبيب كلى وطبيب تخدير، وتتجه النية للتعاقد مع طبيب جراحة أطفال وجراحة اعصاب وغدد"، مشيرا الى ان بعضهم قد أتم معاملته في الوزارة تمهيدا للبدء في العمل.

وقال الدكتور بني هاني انه "في كل دول العالم تنحصر بعض التخصصات الدقيقة في بعض مستشفيات ومراكز طبية دون غيرها وذلك لحاجة هذه المراكز الطبية الى تجهيزات خاصة جدا يصعب توفرها في اية مستشفى، وهذا لا يسبب اي قلق لان المرضى المحتاجين لمراجعتها عادة لا يكونون في حالة طارئة".

واضاف انه "حتى لو فتحنا مراكز طبية للعلاج لن نجد اطباء يقومون بعملهم فيها، فهناك نقص اطباء واضح في بعض التخصصات التي لا يصل عدد الاطباء المتخصصين اكثر من عدد اصابع اليد .ومثالا على ذلك بعض الاجهزة الخاصة بالتنظير التي يقل الاطياء بل ويندر وجودهم في الاردن ممن يستطيعون التعامل معها".

واشار بني هاني الى الضغط الكبير الذي يشهده المستشفى، حيث تشير سجلاته منذ انتقاله الى مبناه الجديد الى اكثر من عشرة الاف حالة ادخال و2641 عملية جراحية، بينما استقبل 22787 مراجعا في قسم الطوارئ و96383 في العيادات الخارجية، وهو يصرف ما بين 1200 الى 1400 وصفة علاجية من صيدليته يوميا، كما ان فيه وحدة غسيل كلى تخدم 104 مرضى.

وكان عدد من المرضى الذين لا تتوفر في مستشفى الزرقاء اقسام متخصصة بعلاج حالاتهم قد شكوا من ان تحويلهم الى مستشفيات خارج المحافظة يتسبب لهم بمعاناة ومشقة كبيرة.

ومن هؤلاء بشار احمد المصاب بداء السكري، والذي يراجع منذ سنوات مستشفى الجامعة الاردنية، وقبل شهرين قام طبيب في مستشىفى الزرقاء الحكومي بتحويله الى عيادة القدم السكري في المركز الوطني للغدد والسكري.

وقال بشار "انا اراجع المركز اربع مرات في الاسبوع ويترتب على ذلك الخروج من الفجر من الزرقاء من اجل الوصول في الوقت المناسب الى العيادة في عمان، مع ما يتضمنه هذا من مصاريف مادية ووقت وجهد وتعب".

اما منار الخطيب التي تراجع عيادة الغدد الصم في مستشفى الجامعة الاردنية منذ خمس سنوات، فقد ناشدت وزارة الصحة انشاء عيادة مماثلة في مستشفى الزرقاء من اجل تخفيف المشقة والتكاليف عليها وعلى المرضى ممن هم في مثل حالتها.