الزرقاء في رمضان.. ليلها كنهارها والسهر حتى مطلع الفجر

الزرقاء في رمضان.. ليلها كنهارها والسهر حتى مطلع الفجر
الرابط المختصر

تحولت الزرقاء في رمضان الى مدينة لا تنام قبل الفجر، وذلك في ظل الليالي القصيرة التي ما ان ينقضي فيها وقت الإفطار وصلاة التراويح والمسلسل ومباراة كأس العالم، حتى يكونتباشير السحور قد لاحت، ولم يتبق قبلها ما يكفي للنوم ولا حتى اغفاءة.

 

ويمتاز رمضان هذه السنة بطول نهاره الذي يمتد نحو 16 ساعة، اضافة الى ارتفاع درجات الحرارة فيه، الامر الذي يتسبب للكثيرين بالاجهاد فينامون معظم ساعاته، كما هو الحال مع يوسف عبدالكريم (15 عاما).

 

ويقول يوسف انه ينام من الفجر وحتى الرابعة عصرا، وهو ما يجعله لا يشعر برغبة في النوم خلال الليل.

 

نضال الصالح (35 عاما) والذي يعمل موظفا، يؤكد هو الاخر انه لا ينام الا بعد صلاة الفجر، حيث يمضي الليل في السهر مع عائلته الصغيرة ووالدته التي تسكن في نفس البناية.

 

ويعتبر الصالح ان الوقت في رمضان يجبر الانسان على السهر، حيث ان صلاة التراوايح تنتهي وقد قارب الليل على الانتصاف، وبحيث لا يكون قد تبقى الكثير حتى تبدأ فترة السحور.

 

ويختلف الامر قليلا بالنسبة للموظفة نسرين هشام (30 عاما)، والتي يقتصر عندها السهر على الليالي التي تتلوها ايام عطل، وبحيث تعوض عن ذلك بالنوم اثناء النهار.

 

اما في بقية ايام الاسبوع، فهي تنام نحو الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، وتستيقظ عند السحور، اي بعد ذلك بحوالي ثلاث ساعات، ثم تعود للنوم حتى يحين موعد توجهها الى العمل.

 

وكانت الحكومة قد عدلت اوقات الدوام لموظفيها خلال رمضان لتصبح من العاشرة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر، وهو ما يسمح للكثيرين باخذ قسط من النوم بعد السحور وصلاة الفجر.

 

وبرغم ان نسرين لا تفوت فرصة النوم اثناء الليل، ولو لساعات قليلة بخلاف الكثيرين، الا انها لا تخفي شعورها بالاجهاد والافتقاد للحيوية والطاقة الضرورية للعمل خلال النهار نتيجة اختلال برنامج نومها الاعتيادي في شهور الاسنة الاخرى.

 

وبالنسبة لوليد جمعة (33 عاما) وهو بائع في محل كمبيوتر، فان اوقات عمله التي تمتد حتى الواحدة بعد منتصف الليل تجبره على البقاء مستيقظا الى ان يحين موعد السحور وصلاة الفجر، ثم ينام بعد ذلك حتى الثانية عشرة ظهرا.

 

ومن جانبهم، يحذر اختصاصيون من الاثار السلبية للسهر المتواصل على صحة الانسان، وخصوصا الاطفال.

 

وقال الطبيب العام عبدالكريم الخضيرات ان للسهر المفرط والمتواصل نواتج حتمية على صحة البشر، منها الشعور بالتعب والارهاق العام وضعف التركيز وخلل الذاكرة، الى جانب انه يتسبب بمشكلات اخرى تتعلق يالهضم والتغذية.

 

ونبه الى ان تاثيرات السهر تكون اشد وطأة على الاطفال، حيث ان النوم ضروري لهم لان الجسم يفرز خلاله هرمونات تكون مسؤولة عن بناء العضلات والعظام.

 

وفيما اقر الخضيرات بان السهر في رمضان بات امرا لا بد منه خصوصا لناحية زيادة فرص التواصل الاجتماعي، لكنه شدد على ان ذلك ينبغي ان يكون متوازنا من حيث الكيفية والوقت.

 

واكد ان النوم يعد فرصة لا تعوض لبناء الجسم وتحصيل الطاقة اللازمة للعمل، مضيفا ان الساعة الواحدة التي ينامها الانسان خلال الليل تعادل فائدتها ثلاث ساعات نوم في النهار.