الزرقاء ترفض وصفها بانها حاضنة للتطرف

الزرقاء ترفض وصفها بانها حاضنة للتطرف
الرابط المختصر

 

تسود حالة من الرفض والاستغراب بين اهالي الزرقاء لترويج بعض وسائل الاعلام محافظتهم باعتبارها حاضنة للتطرف، وذلك اتكاء على حالات بعينها لاشخاص لا يكاد يخلو منهم اي مجتمع.

 

وكانت وسائل اعلام عربية وغربية اوغلت في ربطها للزرقاء بالتطرف، خصوصا بعدما ظهر ارهابي من تنظيم "داعش" مؤخرا في شريط فيديو مهددا الاردنيين، وقالت تقارير انه يدعى عامر الخلايلة وكان من سكان المثلث الشمالي في الرصيفة.

 

كما ان بعض وسائل الاعلام هذه لا يفوت فرصة للتذكير بان زعيم تنظيم القاعدة في العراق سابقا (ابو مصعب الزرقاوي) خرج من الزرقاء، معززة عن جهل او قصد انطباعا ربما يتشكل لدى البعض بان قصة التطرف ليست وليدة الساعة بل هي ضاربة في تاريخ المحافظة.

 

هاني نصرالله احد سكان الرصيفة، اعتبر هذا الربط مرفوضا، مؤكدا ان "التطرف والفكر الارهابي ليس له مكان محدد، وهو قد يتواجد في اي مكان".

 

وفيما تنحو بعض وسائل الاعلام الى تقديم قراءات وتحليلات تعزو فيها حالات التطرف في الزرقاء الى تدني مستوى المعيشة والخدمات وارتفاع نسب البطالة، الا ان نصر الله يجد "هذه النظرة للامور خاطئة".

 

ومع ذلك، فهو يقر ان المواطنين في منطقته "يشعرون بانهم مهمشون من الحكومة والجهات المعنية في مجال الخدمات، ولا يحظون بفرص التعليم والعمل التي يتمتع بها المواطن في العاصمة عمان".

 

ورأى رامي مجدوب من منطقة الجبل الشمالي ان وسائل الاعلام هي التي شكلت هذه الصورة الخاطئة لدى المواطن عن المحافظة، مشيرا الى ان هناك محافظات اخرى خرج منها اشخاص ينتمون الى جماعات ارهابية ومتطرفة، معتبرا ان الامر ليس حكرا على الزرقاء.

 

وقال الشيخ ايمن السوالمة ان "الزرقاء مدينة العمل والعمال واخرجت نوابا ووزراء ومسؤولين. وهذه النظرة ليست صحيحة، وان خرج منها مواطنون ينتمون الى هذه الجماعات، فعددهم قليل جدا، وهم لا يمثلون محافظة عدد سكانها مليون ونصف المليون نسمة".

 

ومن جانبه، اكد مدير اوقاف الزرقاء جمال البطاينة انه "لا توجد محافظة في الاردن حاضنة للفكر التكفيري، لان هذه الحاضنة قادرة على ان تنتج هذا الفكر وان تحميه وان تطوره، وهذا الامر غير موجود".

 

وشدد البطاينة على ان "الافكار في المجتمع معتدلة، وقد يخرج هنا او هناك بين الفينة والاخرى افراد متطرفون لاسباب موضوعية وقد لا تكون موضوعية"، مكررا انه "لا يوجد حواضن لانه لا يوجد مسهلات.. وان كانت نشأت هناك بعض الجماعات التكفيرية في المحافظة وفي الاردن بشكل عام، ولكنها لاسباب سياسية او اقتصادية واخرى لاسباب اقليمية".

 

وقال ان "اسباب التطرف ليست لانها الزرقاء، ولكن هناك ظروف جعلت هؤلاء يتطرفون، ومن هذه الاسباب عدم فهم الشريعة والدين بشكل صحيح.  فمعظم هؤلاء لا يحملون الشهادات الجامعية وخرجوا من الصفوف الدنيا وكانوا يعملون وتركوا اعمالهم ليربوا اللحية ويلبسوا الطواقي ودشداشة قصيرة وانتهى الامر".

 

وتابع البطاينة انه "ليس هناك من هؤلاء المتطرفين من يحمل شهاده جامعية او يعمل في مكان معروف كطبيب او خطيب مسجد وغيرهم".

 

واشار الى ان "لمتطرفين بالضرورة هم مواطنون لديهم مشاكل اجتماعية وقيود امنية وفرضت عليهم الاقامة الجبرية، وليتخلصوا من هذه المشاكل تطرفوا في الدين، فكما كان (احدهم) متطرفا في الحياة الاجتماعية اصبح متطرفا دينيا لانه لديه الرغبة الدموية في دمائة ولديه النزعة الجرمية لشخصه".

 

واكد البطاينة مجدد ان وصف الزرقاء بانها حاضنة للتطرف امر غير صحيح كما ان الاردن ليس حاضنا للفكر المتطرف.