الروضان تكتب: احباط مزدوج..
لم يأت شباط هذا العام بالجديد لأهالي الزرقاء، وهم في الأساس لم يكونوا يأملون منه الكثير، ولكن ما جعل الكثيرين منهم يجاهرون بخيبة أملهم هذه المرة، هو ما حمله هذا العام من صدمات كانت بالنسبة لهم مزدوجة.
"الحب والدراسة" ويمثلهما نتائج التوجيهي وعيد الحب "الفالنتاين"، قطبان يمثلان لقطاع شبابي واسع محور حياتهم والمحدد الأكبر لمصيرهم العملي والعاطفي، ولكنهما هذا العام وبالنسبة للكثيرن حملا خيبات أمل غير متوقعة.
نتائج التوجيهي المأساوية للدورة الشتوية لهذا العام؛ وخاصة في مبحثي اللغة الأنجليزية والرياضيات، كان من المتوقع تدني نسبها، لكن ليس الى هذا المستوى الدرامي الذي نغص حياة كثيرين وخاصة أولئك الذين كانت معدلاتهم مرتفعة ولكنهم رسبوا في اللغة الأنجليزية.
طبيعة الأسئلة الجديدة على الطلبة كانت صادمة اثناء الإمتحانات، وتعالى الرفض لها ولهذا ألأسلوب الجديد في إدارة أهم امتحان لطلبة ألأردن، والنتيجة أن هناك عددا كبيرا من الطلبة، ليس في الزرقاء وحدها وإنما في مختلف محافظات المملكة، فشلو في اجتياز امتحان اللغة الأنجليزية والأسئلة الموضوعية، ووزارة التربية أصرت على موقفها بعدم الرجوع الى الأسلوب القديم في الأسئلة.
شخصيا انا مع التشديد في التصحيح ومستوى الأسئلة لإظهار مستوى الطلبة الحقيقي، ولكن؛ على وزارة التربية والتعليم ان تعيد النظر في آالية التعليم الأساسي والثانوي في المملكة، من حيث مستوى التدريس ونوعية المعلمين وتحسين ظروفهم، والمباني المدرسية والمناهج التعليمية أيضا.
لا بل على الدولة الأردنية أن تعيد النظر في المنظومة التعليمية برمتها، فالتعليم هو أساس التنمية والنهوض والإبداع والخروج من ظلمة النفق بالنسبة لأي دولة، وأولى بنا في الأردن ان نقتنع بذلك ونعمل به.
رئيس الوزراء عبدالله النسور مقتنع بهذه الفكرة نظريا، وعبر عن مساندته لها من وراء المايكروفونات في المؤتمرات الصحفية، ولكن القرار بشأن تعديل الوضع القائم من حيث تحسين منظومة التعليم تلك "سيأخذ وقتا لا محالة" بحسب النسور الذي برر ذلك بعدم سهولة أو بساطة الوضع كما قال.
على اي حال النسور وإن لم تكن له يد بشكل مباشر في تدني نتائج التوجيهي، فله يد وإن كانت خفية في بهوت أجواء عيد الحب هذا العام، فسياسة رفع الأسعار غير المبررة التي تنتهجها حكومته وبشكل مبالغ فيه أحيانا لم تترك وقتا للمواطن الأردني للحب.
فمن يستطيع التفكير بغيره حتى لو كان نصفه الآخر ، عندما يكون همه الأساسي تدبير قوت يومه، عند المقارنه بين دفع فواتير متراكمة ودفع بدل إيجار البيت وتدبير شؤون ألأولاد او أقساط دراسة جامعية أو حتى بدل دروس خصوصية في الثانوية العامة "التوجيهي"، فأن الخاسر هنا سيكون بالتأكيد وردة حمراء أو علبة شوكلاته أو اي هدية أخرى يتبادلها العشاق في هذا العيد.
ومن يستطيع توفير تعليم خاص بمواصفات الخمس نجوم لأبنائه في الأغوار والبوادي التي كانت نتائجها في هذه الدورة "لم ينجح أحد"، لا بل من يستطيع توفير هذه النوعية من التعليم في أحياء عمان الشرقية والوسطى كذلك.
ارتفاع الأسعار بات امرا اعتياديا بالنسبة للمواطن الأردني، ولكن هذه المرة عاني قطاع الشباب منه بشكل مضاعف خاصة عندما تزامن مع مصدر إحباط آخر ألا وهو نتائج التوجيهي، وهي فرصة أخرى لكي نصحوا على حقيقة مرة أخرى في الأردن وهي أن الحب والفرح والأمل كما التعليم والعمل أصبح يعاني من داء الطبقية أيضا.