الركود يضرب مهنة "خياط الجيش" في الزرقاء

الركود يضرب مهنة "خياط الجيش" في الزرقاء
الرابط المختصر

 

حتى وقت قريب كانت الحركة لا تكاد تنقطع في مخيطة غسان ابو السميد القابعة في شارع مخايط الجيش الشهير في الزرقاء، غير ان ذلك اختفى الان، وحل مكانه ركود لا ينفك يتعمق منذ رحيل المعسكرات بعيدا عن المدينة.

 

وبأسى يقول ابو السميد الذي يعمل في هذه المهنة منذ عشرين عاما وتتوسط مخيطته غابة من المخايط المتخصصة بالزي العسكري "برحيل المعسكرات تعثرت اعمالنا وساد الركود في الشارع".

 

وكانت هذه المخايط بدأت بالظهور مع انشاء المعسكرات في مطالع القرن الماضي، وبحيث تخصصت في تفصيل وتقييف الزي العسكري وبيع مستلزماته الاخرى من أرقام وأسماء ورتب وجلود للسلاح وغيرها.

 

وقد عمد الخياطون الاوائل الى افتتاح محلاتهم عند ناصية شارع الملك فيصل المواجهة لمدخل المعسكرات الرئيسي، والذي يحاذي مكانه حاليا ميدان الجيش في وسط المدينة، وذلك حتى يكونوا قريبين من العسكر الذين يشكلون مصدر رزقهم.

 

ومع تزايد اعدادها وتزاحمها، زحفت المخايط الى الازقة المتفرعة من الشارع الذي لم يلبث ان اصبح احد اهم مركز النشاط التجاري في المدينة.

 

غير ان الازدهار الذي شهده شارع خياطي الجيش لم يكتب له الاستمرار، حيث جاء رحيل المعسكرات قبل نحو عقد من الزمان ليضع حدا له وينهي سنواته الذهبية.

 

واليوم، باتت نحو ستين مخيطة تتنافس على العدد المتضائل للزبائن، كما يقول ابو السميد، والذي يرى ان استمرار هذه المخايط اصبح مرهونا الان بقدرتها على تطوير نفسها والتاقلم مع الظروف الجديدة التي خلقها غياب المعسكرات.

 

على ان الحاصل حاليا في معظم المخايط لا يشير الى بوادر لمثل هذا التطوير، حيث لا تزال تقتصر اعمالها على الزي العسكري ومستلزماته.

 

وعادة لا يقوم الخياط بتفصيل الزي كما يوضح ابو السميد، بل مجرد تقييفه ليناسب مقاس صاحبه، وذلك بعد ان يبرز هذا الاخير ما يثبت صفته العسكرية، وفقا لما ينص عليه القانون.

 

ومن جانبه، يتذمر الخياط عماد صالح من التزاحم الذي يشهده قطاع المهنة برغم قلة اعداد الزبائن، سواء من قبل ابنائها او ممن يصفهم بالدخلاء.

 

وكما يؤكد صالح الذي يملك مخيطة في الشارع منذ 25 عاما، فان عددا لا باس به من اصحاب المخايط لا علاقة لهم بالخياطة اساسا، وانما هم عبارة عن اشخاص غيروا نشاطهم  التجاري من البقالة وبيع القهوة وسواها الى هذه المهنة.

 

واوضح ان هؤلاء يعمدون في العادة الى تشغيل وافدين او لاجئين سوريين للقيام بالعمل، ويمنحونهم لقاء ذلك اجورا ورواتب زهيدة لا يمكن ان يقبل بها ابناء البلد.

 

واضاف صالح انه بعد الضربة التي تلقاها الخياطون جراء نقل المعسكرات، جاء قانون المالكين والمستأجرين الجديد ليزيد من خنق اصحاب المخايط، مبينا ان مالك العقار الذي يشغله حاليا رفع عليه الاجرة بعد نفاذ القانون بنسبة 110 بالمئة.

 

وقال ان ما تبقى لهم من مصدر رزق لا يتعدى طلبيات تجهيز الزي الرسمي التي تحيلها عليهم المدارس العسكرية وبعض المدارس الخاصة في مطلع كل عام، الى جانب البدلات العسكرية للاطفال، والتي تلقى رواجا نسبيا.

 

وخلافا لاحوال معظم مخايط الشارع، فان محمد ابو السميد يؤكد ان اعمال مخيطته تشهد ازدهارا وامورها "عال العال".

 

واوضح ابو السميد ان سر هذا الازدهار يعود الى حقيقة انه معتمد رسميا لدى بعض الجهات العربية والمحلية لغايات انجاز كل ما يحتاجه العسكري من رتب واسماء وتطريزات واكسسوارات وغيرها.

 

 

أضف تعليقك