الرفاعي يجدد دعوته من الزرقاء لاعادة خدمة العلم
جدد رئيس الوزراء الاسبق العين سمير الرفاعي دعوته لاعادة نظام خدمة العلم، وذلك خلال رعايته "مؤتمر شبابنا صناع السلام"، الذي نظمته "جمعية بيت السلام للحقوق والحريات" في غرفة تجارة الزرقاء يوم السبت 21 تشرين الثاني.
وقال الرفاعي "في هذه المرحلة الحرجة، بكافة المعايير، يمر شبابنا بحالة استقطاب، وهم يشكلون الغالبية العظمى من سكان المملكة، ويواجهون تحديات حقيقية تزيد من حدة هذا الاستقطاب والتجاذب، بين تيارات وأفكار وثقافات متناقضة".
واضاف "وهنا، أكرر الدعوة، لضرورة العودة إلى نظام خدمة العلم، وبأسلوب جديد، وشكل جديد؛ فالمؤسسة العسكرية الأردنية، هي عنوان الإباء والشرف. وهي الجامعة الأولى في الوطنية، ودمج الشباب، ضمن عمل جماعي منضبط، ورفع الروح المعنوية، وتوجيه الطاقات الشابة نحو الخير والعطاء والاندماج بالمجتمع".
وتابع الرفاعي "بالإضافة إلى كل ما يمكن أن يكتسبه أبناؤنا وبناتنا الشباب، من أخلاقيات المؤسسة العسكرية ومبادئها الراقية، ومن ثقافة وطنية، وتأهيل وإعداد معنوي، خلال الثلاثة شهور التدريبية الميدانية، فإنه من الضروري أن يصار إلى وضع خطة متكاملة بالتنسيق مع القطاعين العام والخاص، لاستكمال خدمة العلم مدنيا، وبإشراف القوات المسلحة".
واقترح ان تشتمل هذه الخطة على "توفير فرص عمل للشباب والشابات، لمدة لا تقل عن عام ونصف، بعد إتمام فترة التدريب الميداني، ليكتسبوا خبرة عملية بروح انضباطية عسكرية، تحقق فرصة مهمة لمتابعة العمل الكريم في كل مجالات الإنتاج والعطاء".
وقال الرفاعي انه "ربما لم يواجه جيل من أجيال العرب، في التاريخ المعاصر، ما يواجهه جيل شبابنا العربي، عموما، اليوم من تحديات واستهداف. حتى الجيل الذي تعايش مع مؤامرات كبرى، مثل سايكس بيكو، ووعد بلفور، مرورا بالأجيال التي واجهت الانكسارات العربية..والحروب والآفات، التي واجهتها أمتنا، على مدى المئة عام الماضية".
واكد ان "جيل شبابنا وشاباتنا، اليوم، يواجه مخاطر أكبر وهي تستهدف ثقته بنفسه وأمته، وهويته العربية، ووعيه، وصورة دينه الحنيف، وتفتّت جسم الأمة الواحد إلى عصبيات طائفية ومذهبية وعرقية".
واعتبر الرفاعي ان "العدو الأخطر اليوم هو عدو الداخل، متمثلا بخوارج العصر الخوارج الجدد، الذين يشوهون ديننا وقيمنا، ويقدمون النموذج الهمجي الأبعد عن رحمة الإسلام واعتداله وروحه السامية".
وشدد على اننا "بحاجة في هذه المرحلة، وأكثر من أي وقت مضى، لإحياء الروح الإيجابية، القائمة على الاعتزاز بالهوية والرسالة في أجيالنا الجديدة. فالعرب ليسوا بقية داعش والنصرة وتلك الأسماء لمليشيات ما أنزل الله بها من سلطان، بل هم أبناء فكرة سامية هي العروبة، وهي فطرة العربي وهي حصنه، وهي صنو رسالته الإسلامية المستنيرة".
ومن جانبه، قال محافظ الزرقاء رائد العدوان ان الشباب هي تلك الفئة التي يعتمد عليها في تحقيق الأمان المنشود من خلال انتمائهم الحقيقي للوطن وقدرتهم على صنع السلام المجتمعي الخالي من العنف والاختراق.
واكد العدوان ضرورة التصدي لظاهرة التطرف والعمل الجاد لحل مشاكل الشباب والعمل على تعزيز مشاركتهم السياسية.
بدورها اوضحت رئيسة "جمعية بيت السلام للحقوق والحريات" فاطمة حماد، ان المؤتمر يهدف "للوصول الى استراتيجية شاملة لحماية الشباب من سطوة الفكر المتطرف، وتحفيزهم على مقاومة هذا الخطر الكبير في الوقت الذي تعاني معظم دول المنطقة من دوامة العنف".
واضافت انه يسعى كذلك الى "إيجاد السبل الكفيلة بتغيير الإتجاهات لدى الشباب وتجنيبهم التعرض للإبتزاز الفكري والتكفيري"، داعية " كافة المؤسسات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب للوقوف صفاً واحداً الى جانب قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية لمحاربة كافة أشكال الإرهاب، ولتحصين شبابنا من خطر الفكر الظلامي المتطرف".
وعبرت حماد عن املها في ان "تقوم كافة الجهات المعنية بتبني توصيات هذا المؤتمر، والعمل على تأسيس مبادرة وطنية تقوم على مبدأ الوفاء للوطن، وتهدف الى دعم قطاع الشباب وإستثمار طاقاتهم وقدراتهم من أجل أن نعيش في وطن آمن يخلو من العبث والعنف .. وننعم بالأمن والسلام".
ورأى الطالب علاء القضاة من الجامعة الهاشمية الذي القى كلمة قطاع الشباب، ان "احلال السلام ومكافحة الارهاب هي مهمة الجميع الامر الذي يتطلب مشاركة الشباب في تحمل المسؤولية لدحر الارهاب فكريا، وفهم المعنى الحقيقي للامن الفكري وتعزيز قيم الاعتدال وقبول الاخر والتعايش، وبلورة مفاهيم السلام الوسطية لتكون منهج حياة ورسالة شباب العالم".
واكد القضاة على "دور الجامعات والمدارس في توعية الاجيال وتزويدهم بالقيم التربوية لغرس روح المواطنة الصالحة في نفوسهم، وتوضيح اثر الارهاب على القضايا الحياتية كالامن والاقتصاد، واثاره السلبية على المجتمع".
واشتمل المؤتمر على أربع جلسات عمل قدمت خلالها 12 ورقة تركزت حول منهاج الخطاب الاسلامي في مواجهة التطرف وحماية الشباب من الفجوات الفكرية ودور الجامعات والمؤسسات التعليمية في نشر ثقافة السلام والاعلام ونشر الوعي الوطني والمشاركة السياسية للشباب والهوية الفكرية ودورها في الحفاظ على الامن الوطني.
وقدم اوراق العمل خلال الجلسات كل من وزير الاعلام الاسبق سميح المعايطة، والمقدم محمود النعامنة رئيس مركز السلم المجتمعي التابع للأمن الوقائي في مديرية الامن العام، والدكتور محمد عليمات من جامعة ال البيت، والدكتورة ناريمان عطية من الجامعة الاردنية.
وتضمنت اهم التوصيات التي خلص اليها المؤتمر، بحسب ما اعلنته حماد "اعادة خدمة العلم بأسلوب وشكل جديدين، والعمل على توعية الشباب باحترام المؤسسة العسكرية والانخراط في صفوفها للحفاظ على الامن والامان والاستقرار الذي يعد عنوان التقدم والتطور , اضافة الى اهمية العمل الجماعي للوصول الى الاهداف التي رسمها ووضع اطرها قائد الوطن".
واضافت انه اوصى كذلك "بوضع خطة عاجلة متكاملة بالتنسيق مع القطاعين العام والخاص لاستكمال خدمة العلم مدنيا، وبإشراف القوات المسلحة من خلال توفير فرص عمل للشباب والشابات، لمدة لا تقل عن عام ونصف العام ليكتسبوا خبرة عملية بروح انضباطية عسكرية، تحقق فرصة مهمة لمتابعة العمل الكريم".
وكان حفل افتتاح المؤتمر اشتمل على عرض مسرحية عن الارهاب قدمها متطوعو شباب الظليل واغاني السلام قدمها المغني بلال عبيد، فيما تسلم العين الرفاعي في ختامه درع المؤتمر، كما تم تكريم محافظ الزرقاء وعدد من قيادات المجتمع المحلي.
إستمع الآن