الحرف والاشغال اليدوية في الزرقاء، فن وباب رزق- فيديو
تنخرط العديد من نساء الزرقاء في مجال الحرف والاشغال اليدوية لما يمثله لهن من فرصة لاثبات الذات واظهار الابداعات الفنية، فضلا عن انه يفتح امامهن بابا واسعا لتحسين مستوى المعيشة.
بعضهن وجدن ضالتهن في التطريز، واخريات في صناعة سلال القش، وغيرهن اقتحمن عالم تشكيل الفخار الذي طالما كان حرفة يحتكرها الرجال.
ومنهن من نهلن فنهن من معين التراث الذي تتوارثه الاجيال وتبقيه نابضا بالحياة والتجدد، واخريات انخرطن في دورات تدريبية سرعان ما اكسبتهن المهارات الضرورية للمضي نحو الابداع.
وتحفل العديد من البازارات والمتاجر باشغال هؤلاء النسوة، وهي تلقى رواجا واقبالا يوفر لهن مصدر دخل يسهم بصورة ملموسة في تحسين وضعهن المعيشي.
ام محمد واحدة من هؤلاء، وهي اخذت عن امها حرفة التطريز منذ كانت فتاة صغيرة، ولا تزال مواظبة عليها منذ اكثر من 28 عاما.
وتنتج ام محمد المطرزات حسب الطلب، وعملية حياكتها كما تخبرنا تتطلب الكثير من الوقت فضلا عن انها مكلفة من حيث المستلزمات.
ولكنها حسبما علمنا، فانها تتقاضى اجرة محزية عن مطرزاتها التي تنبثق من بين اناملها تحفا جديرة بالعرض في متاحف الفنون.
ولا تخشى ام محمد او تحسب حسابا للمطرزات التي تنتجها الالات الحديثة، حيث تؤكد انها لا يمكنها منافسة او مضاهاة
القطع التي تنتجها يد البشر وتكون مجبولة بعواطفهم واجزاء من ارواحهم.
وتؤكد هذه المرأة بثقة ان "العمل اليدوي افضل، الى جانب انه يحفظ التراث ويبقي له هيبته وجماله".
ام محمد ستنقل هذا الفن وتعلمه لبناتها على الارجح، وقد تكتفي بهن كتلميذات خاصة في ظل انشغالها الدائم، وذلك على العكس من جميلة اطعيمة التي تحترف اشغال القش وتقوم في الوقت نفسه بعقد دورات تدريبية للنساء لتعليمهن اصولها.
وتقول جميلة انها لشدة تعلقها وحبها لهذه الحرفة فقد اخذت على عاتقها تعليمها لاكبر عدد ممكن من النساء.
واكثر الاشغال التي تصنعها من القش هي الصواني وعلب المناديل وسلال الفاكهة الزينة وسلال الاعراس، وهي اشغال لا يتطلب انجازها وقتا طويلا كما تقول، لكنها مكلفة بعض الشئ، وفي المقابل فان الطلب عليها كبير وربحها وفير.
اما عايدة عطية، فقد اندفعت ناحية حرفة تشكيل الفخار والصلصال، والتي لم تخض غمارها سوى قلة من النساء الى الان بسبب هيمنة الرجال عليها على مدى الفترات الطويلة.
واكثر ما يمتع عايدة في هذه الحرفة هو رؤيتها لعجين الصلصال الطيع يتحول بين يديها الى قطع فنية مبدعة كالنوافير والجرار وغيرها.
وبعض هذه القطع لا يتطلب صنعه سوى بضع ساعات، وبعضها يستغرق اياما كما هو الحال مع الشلال.
والطلب على منتجات عايدة كبير والمردود جيد، وهو ما تؤكد انه يشجع كثيرات غيرها على تعلم الحرفة وخوض غمار التجربة.
وقائمة الحرف والاشغال اليدوية التي تمتهنها النساء في الزرقاء طويلة ومتنوعة كما توضح مديرة مديرية تشغيل الزرقاء نجاح البريقي.
وتقول البريقي "توجد في محافظة الزرقاء حرف يدوية كثيرة ولكن اكثر تعاملنا في المديرية هو مع السيدات اللواتي يحترفن التطريز سواء على القماش او تطريز المرايا".
وتضيف ان بعض هؤلاء السيدات "اصبحن يدخلن خامات جديدة على هذه الحرفة، مثل الجلديات والخشب ولحاء الاشجار".
وتلفت البريقي كذلك الى حرفة صناعة البسط من اصواف الماشية واوبار الابل، وهي حرفة تشتهر بها العديد من مناطق الاردن، ولا تزال النسوة يتناقلن اصولها وفنونها الى الان، ويضفن في كل يوم المزيد من الابداع اليها.
وسبق لمديرية العمل ان اقامت معرضا لدعم الحرف اليدوية التي تنتجها السيدات في الزرقاء، وقد شاركت فيه 28 سيدة.
وتقول البريقي ان المعرض لاقى نجاحا كبيرا وان اكثر من 10 الاف شخص زاروه خلال اسبوع واحد, وتمكنت السيدات المشاركات خلاله من بيع الكثير من القطع.
وتضيف ان المديرية تقوم الان بالتحضير لمعرض اخر سيقام في ايلول المقبل، ويتوقع ان يجتذب ضعف العدد الذي اجتذبه المعرض الاول.