التعليم الرقمي في الاردن.. بين حماسة المؤيدين ومخاوف المعارضين
يحث الاردن الخطى نحو عصر يامل في ان يكون قريبا، ويستعاض فيه عن مناهج التعليم الورقية باخرى رقمية، وعن اقلام وكراريس الطلبة بحواسيب لوحية، وهو التوجه الذي يحظى منذ الان بانصار متحمسين كما ان له معارضين متخوفين.
فبينما يرسم انصار هذا التوجه صورة وردية لنتائجه المتوقعة، الا ان المعارضين يحذرون من اثار سلبية قد ينطوي عليها، وليس اقلها فقدان الطلبة لمهارات الكتابة وللتواصل الضروري مع معلميهم.
ومنذ اطلاق مبادرة التعليم مطلع العقد الماضي، قطع الاردن شوطا كبيرا على طريق حوسبة المدارس، وبحيث بات ما نسبته 99 منها يمتلك اجهزة حاسوب، و86 بالمئة مخدوما بالانترنت.
ومؤخرا كشفت مصادر في وزارة التربية عن خطة لحوسبة المناهج المدرسية ستنفذ على مدى ثلاث سنوات اعتبارا من العام المقبل، وبكلفة تصل الى مئة مليون دينار، وهو ما يؤذن ببدء الانتقال الفعلي الى الحوسبة الكاملة.
المعلمة ختام التميمي واحدة ممن يتخوفون من الانعكاسات السلبية للاعتماد بشكل كامل على الحاسوب في التعليم، حيث ترى ان الطلبة سيفقدون مهارة الكتابة بالقلم، كما سيصبح من الصعب على المعلمين السيطرة عليهم.
وتساءلت التميمي: اذا قام الطالب بحل واجباته المدرسية وارسلها عبر الايميل، ما الذي سيضمن للمعلم ان الطالب هو نفسه من حل الواجب؟.
ومن جانبها، رأت حنان الزبن رئيسة المجلس التربوي في مديرية تربية الرصيفة ان الكتاب يظل اقرب وافضل للطالب من الحاسوب.
وقالت الزبن ان وجود حاسوب في كل بيت يعد شرطا اساسيا لنجاح التعليم المحوسب، وهو الامر الذي لا يتوفر في المناطق الفقيرة مثل الزرقاء، حيث لا يستطيع كثير من الاهالي شراء اجهزة لابنائهم الطلبة.
اما المعلم مروان الشرعة، فيؤكد ان حوسبة التعليم تعد امرا ضروريا للطالب حتى يتمكن من مواكبة التطور، كما ان من شأنها تسهيل عمل المعلم بشكل كبير.
وقال "سيكون العمل سهلا ومريحا بحيث ان الدروس ستكون جميعها مرتبطة بشاشة الحاسوب امام الطالب، وما على المعلم سوى شرحها".
وفي ما يتعلق بالخشية من فقدان الطلبة لمهارة الكتابة بالقلم، فقد رأى الشرعة ان ذلك يمكن تلافيه عبر حصص النشاط وبمساعدة اولياء الامور، معتبرا ان استمرار الاعتماد على المناهج الورقية والدفاتر قد اصبح في هذا العصر امرا بدائيا.
وتلقى حوسبة التعليم ترحيبا لدى الكثير من ذوي الطلبة الذين يشكون من ان المناهج الورقية باتت تشكل عبئا عليهم من الناحية المالية، حيث انه تستتبعها اثمان قرطاسية من اقلام ودفاتر وغيرها.
وفي هذا السياق، تقول سوسن الداموني ان طلبات المعلمين لا تنتهي وكل معلم يطلب دفترا خاصا لمادته ان لم يكن دفترين، وبالتالي فان التعليم المحوسب سيعفينا من هذه الاعباء، وكذلك من تكاليف الكتب التي ستكون موجودة على جهاز واحد.
وتؤكد الداموني ان الحوسبة الكاملة اصبحت ممكنة التطبيق في هذه الايام، حيث انه لا يكاد بيت يخلو من جهاز حاسوب واتصال بالانترنت.
إستمع الآن