البتراوي الجنوبي و"الشرق" قبلة مستثمري الاسكانات بالزرقاء
تحولت منطقة البترواي الجنوبي ومدينة الشرق في الزرقاء خلال السنوات الاخيرة الى قبلة لمستثمري قطاع الاسكان، الذين رأوا في موقعهما الحيوي واسعار الاراضي "المعتدلة" فيهما عوامل جذب للباحثين عن مكان سكن مميز، وبسعر "معقول".
وقال رئيس جمعية مستثمري قطاع الاسكان كمال عواملة ان توفر جوانب التنظيم والبنية التحتية في هاتين المنطقتين وقربهما من الخدمات والطرق الدولية والمنطقة الحرة والجامعات، اسهم في زيادة جاذبيتهما لشركات الاسكان والمواطنين على السواء.
واشار الى انهما تتمتعان بعامل جذب اخر لا يقل اهمية، ويتمثل في تلبية رغبة متنامية لدى مواطني الزرقاء الذين باتوا يبحثون في الاونة الاخيرة عن اماكن سكن بعيدة نسبيا عن وسط المدينة وتمتاز بكونها "هادئة ونظيفة".
ويبعد البتراوي الجنوبي عن وسط المدينة بنحو خمسة كيلومترات الى الشمال، ومدينة الشرق بحوالي نصف كيلومتر الى الشمال الشرقي، ويمكن الوصول منهما الى جامعة الزرقاء والجامعة الهاشمية والمنطقة الحرة خلال عشر دقائق بالسيارة.
وتشهد المنطقتان حاليا حركة بناء نشطة من قبل شركات الاسكان، وبحيث يمكن احصاء عشرات المشاريع الاسكانية التي لا تزال قيد الانشاء، الى جانب عشرات اخرى ظهرت خلال فترة قصيرة نسبيا.
ويؤكد العواملة ان تلك الاسكانات اسهمت في الحد من هجرة اهالي الزرقاء الى عمان، مشيرا الى ان الشقق فيها تلبي رغبات مختلف الشرائح الاجتماعية، سواء شريحة ذوي الدخل المحدود او الطبقة الوسطى.
ويوضح ان الاسعار المعتدلة للاراضي لعبت دورا في جعل اسعار الشقق في تلك الاسكانات "مناسبة للجميع".
ولفت العواملة الى ان الشركات باتت تعتمد سياسية تقليل كلف الانتاج من اجل جعل الاسعار اكثر انخفاضا وجذبا، ومن ذلك انها لم تعد تغلف جميع جدران البنايات بالحجر، فضلا عن انها تؤسس للاباجور والتدفئة والمصاعد، ولكن دون ان تقوم بتركيبها.
واقر رئيس جمعية مستثمري قطاع الاسكان بوجود تاثير للاجئين اسوريين والعراقيين على الاسعار، لكنه اعتبره "محدودا" في ظل ان غالبية هؤلاء يبحثون عن شقق للايجار وليس للتملك.
واجمالا، فقد وصف اقبال المواطنين على هذه الشقق بانه "جيد"، مضيفا ان معظم هذا الاقبال يكون بدوافع استثمارية بالدرجة الاولى، وبهدف تاجيرها لاحقا.
وتتراوح اسعار الشقق بين 45 الف و60 الف دينار، وهي قريبة من معدل الاسعار في مناطق اخرى في الزرقاء توصف بانها راقية.
الا ان البعض يرى النقيض ويعتبر هذه الاسعار مرتفعة، كما الحال مع ثريا السعيد التي تعمل معلمة في القطاع الحكومي، وبحثت مطولا عن شقة لشرائها ولكنها لم تستطع ذلك بسبب ارتفاع اسعارها كما قالت.
واضافت ثريا انها لجأت في نهاية المطاف الى شراء منزل مستعمل بثلاثين الف دينار، وذلك حتى لا تضطر الى طلب قرض من البنك حيث ان الفائدة ستكون كبيرة وقد يصل معها ثمن الشقة الى الضعف احيانا.
وايضا يرى حسين السيد أن اسعار الشقق لا تناسب موظفا يعمل براتب لا يتجاوز 350 دينارا، وهو ينصح من الباحثين عن مسكن بشراء قطعة ارض في ضواحي الزرقاء كمنطقة بيرين التي تعد الاراضي فيها رخيصة نسبيا وان يبني فيها.
ويؤكد حسين ان ذلك سيكون افضل من شراء شقة جاهزة بخمسين الف دينار، وقد تكون فيها عيوب كثيرة.
ولكن الامر يبدو مختلفا بالنسبة لابراهيم مصطفى الذي اشترى عن طريق البنك شقة في مدينة الشرق مساحتها 90 مترا ب45 الف دينار.
ويوضح ابراهيم انه لا يرى مشكلة في ذلك، ويقول "بدلا من ان ادفع اجرة بيت، فانا ادفع قسطا للشقة وفي النهاية ستصبح لي".
إستمع الآن