الاناث يحصدن اكثرية المقاعد في انتخابات برلمان الاطفال بالزرقاء
حصدت الاناث اكثرية مقاعد برلمان اطفال مركز الاميرة سلمى في انتخابات دورته الثالثة التي جرت يوم الثلاثاءالحادي والثلاثين من آذار، وسط مشاركة واسعة من اطفال محافظة الزرقاء.
وحازت الاناث على 18 من اصل 30 مقعدا في برلمان المركز التابع لوزارة الثقافة، والذي تنافس في انتخاباته 58 مرشحا ومرشحة ضمن الفئة العمرية بين 8 و13 عاما.
وخصص مقعد للشركس والشيشان واخر المسيحيين في البرلمان الذي تمتد فترته سنة كاملة ويحاكي نظامه الانتخابي قانون انتخابات مجلس النواب بما يتضمنه من مراحل ومهل للترشح والحملات الدعائية والطعون.
وشارك في عملية التصويت 3431 طفلا وطفلة من ذات الفئة العمرية، وبما نسبته 90 بالمئة ممن يحق لهم الاقتراع، في حين كان عدد المقترعين في انتخابات الدورة الماضية قد وصل الى اكثر من 3800.
وتقوم فكرة البرلمان على منح الاطفال فرصة للمشاركة في المجتمع وترسيخ قيم الديمقراطية في سلوكهم وحياتهم وتعريفهم بحقوقهم وتعميق انتمائهم للوطن و تعزيز حرية التعبير لديهم.
وقال منصور الزيود مشرف مركز الاميرة سلمى ان المركز كان قد عمم شروط الترشح والانتخاب على كافة مدارس المحافظة قبل الانتخابات، مشيرا الى ان المرشحين نفذوا حملاتهم الدعائية داخل المركز على مدار اليومين السابقين ليوم لاقتراع.
واوضح ان المرشحين طرحوا خلال حملاتهم برامج وشعارات عبروا فيها عن انفسهم، وكانت في معظمها "تتحدث عن هموم الطفولة وقضاياها، ومن ضمنها الأمن الاجتماعي وعمالة الاطفال والحق في التعليم والترفيه واللعب".
ولفت الى ان دورة البرلمان الحالية حازت على "اهتمام المدارس بكل اطيافها وبالتحديد المدارس الخاصة، والتي ابدت حرصها على ترشيح طلبتها في الانتخابات".
وبين الزيود ان البرلمان انشئ بداية بدعم من المجلس العربي للطفولة والتنمية في مصر ، ثم قامت وزارة الثقافة بتبنيه والاشراف عليه كاملا.
وبدورها، قالت وفاء الفقهاء احدى موظفات مركز الاميرة سلمى ان موظفين من المركز قاموا قبل الانتخابات بجولات شملت مدارس المحافظة بهدف تعريف الطلبة على الية عمل البرلمان واسس وشروط الترشح.
واضافت ان الشروط تنص على ان يكون المرشح والناخب اردنيين، وان يقدم الراغب في ترشيح نفسه شهادة حسن سلوك من مدرسته وصورة شخصية واخرى عن شهادة الميلاد، في حين يطلب من الناخب صورة شهادة ميلاد فقط للتثبت من عمره.
واوضحت ان اسماء الناخبين تم ادخالها في نظام تسجيل الكتروني الامر الذي ساهم في تنظيم العملية الانتخابية بسلاسة.
طالب الصف السابع في مدرسة جناعة الاساسية معاذ الطيطي، والذي فاز في الانتخابات بعد حصوله على 175 صوتا، قال انه تم ترشيحه من قبل المدرسة نظرا لتفوقه الاكاديمي والرياضي، مضيفا ان الشعارات التي طرحها كانت تتمحور حول ضرورة تطوير المدرسة والارتقاء بها والمحافظة على نظافتها، وكذلك اشراك الطلبة داخل في النشاطات اللامنهجية.
ومن جهته، اثنى المعلم مهند الكواملة الذي حضر مع مجموعة من طلبة مدرسة جناعة لمناصرة الطيطي على فكرة برلمان الطفل باعتبارها عملية تأسيسية تعزز ثقة الطفل بنفسه وتعوّده منذ نعومة أظفاره على العملية الانتخابية وتعلمه اجرائيا خطواتها من ترشيح وتصويت وغيرها.
وبين ان المدرسة اعتمدت عند اختيار مرشحها على معايير منها القدرة على الخطابة والتميز المعرفي والاكاديمي والثقة بالنفس.
اما الطالبة اعتدال لؤي الصالح التي فازت في الانتخابات وحصلت على 210 اصوات، فكانت قد ترشحت بشكل فردي وليس عن طريق مدرستها التي عمدت الى ترشيح طالبات غيرها، كما تقول والدتها مايا المحاميد.
وابدت المحاميد استغرابها من تجاهل المدرسة لابنتها برغم انها تملك مواهب وقدرات لا تقل عن زميلاتها اللائي اختارتهن المدرسة لتمثيلها في البرلمان، على حد تعبيرها.
واضافت ان اسرتها بكافة افرادها دعمت وشجعت اعتدال على خوض التجربة وساعدتها في عمل دعايات انتخابية في مدرستها ومدارس شقيقاتها والحي الذي تسكنه.
وقالت المرشحة الفائزة بيسان قزاز انها كانت تتوقع الحصول على 230 صوتا في الانتخابات، لكنها لم تحصد اكثر من 127، برغم الدعم الذي لقيته من زملائها في المدرسة. وقد تبنت في حملتها شعارات تدافع عن حقوق الطفل.
شيماء بهاء الدين التي حازت على عدد مماثل للذي حصلت عليه بيسان، اوضحت ان ابرز ما تضمنته حملتها الانتخابية كان المطالبة بشمول الاطفال بالتامين الصحي حتى عمر 13 عاما وليس حتى خمسة اعوام كما هي الحال الان.
ومن جانبها رفعت لجين عساف الحائزة على 66 صوتا شعارت عدة خلال دعايتها الانتخابية ومنها " يدا بيد نحو مستقبل زاهر"، و"لنجعل احلامنا حقيقة" و"معا نحو مدرسة نظيفة".
وقالت الناخبة سجى نضال انها صوتت لصالح زميلتها بيسان ابو حماد التي فازت بـ 68 صوتا، مؤكدة ان تجربة الانتخاب كانت "بسيطة وحلوة وممتعة".
ووصفت المعلمة في مدرسة أحد الاسلامية "مشيرة تيم" مجريات العملية الانتخابية بانها "رائعة" وفاقت التوقع، مبينة ان مدرستها قدمت 28 مرشحا لبرلمان الطفل، وقامت بمساعدتهم وتهيئة الظروف المناسبة لهم لعرض برامجهم الانتخابية.
واشاد الشيخ نضال حياصات، وهو عضو مجتمع محلي وناشط اجتماعي، بالعملية الانتخابية من حيث عدد ونوعية المشاركين وكذلك اهتمام الاهالي بها وتعاطيهم معها بجدية، معتبرا ان تدريب الطفل على العملية الديمقراطية بجعله مستقبلا قادرا على ممارسة حق التصويت في انتخابات مجلس الامة بقدر اكبر من الوعي والحس بالمسؤولية.
جدير بالذكر ان جود حداد التي ترشحت عن المقعد المسيحي كانت قد حصدت اعلى عدد من الاصوات في الانتخابات وبواقع 382 صوتا.
إستمع الآن