الاكتظاظ في مدارس الزرقاء يصل الى مستويات حرجة

الاكتظاظ في مدارس الزرقاء يصل الى مستويات حرجة
الرابط المختصر

حذر مختصون من ان الاكتظاظ في المدارس الحكومية في الزرقاء، وبخاصة ضمن مديريتها التعليمية الثانية، قد وصل الى مستويات حرجة باتت تشكل تهديدا جديا لنوعية التحصيل الاكاديمي للطلبة.

 وتحتل هذه المديرية المرتبة الثانية على قائمة اكثر مديريات التربية معاناة من مشكلة الاكتظاظ في المملكة، بحسب دراسة للمركز الوطني لتنمية الموارد البشرية.

 ويبلغ عدد المدارس فيها 156 مدرسة حكومية من اصل نحو 651 مدرسة في المحافظة يدرس فيها قرابة 250 الف طالب وطالبة.

وتصل اعداد الطلبة في صفوف بعض مدارس المديرية الى حوالي 60، وهو ما يمثل ثلاثة اضعاف قدرتها الاستيعابية.

وقال مسؤول تربوي سابق فضل عدم ذكر اسمه ان هذا الاكتظاظ الذي وصفه بانه خانق يؤدي الى الحد من قدرة المعلمين على شرح الدروس، وهو ما يؤثر بشكل سلبي وخطير جدا على تحصيل الطلبة الاكاديمي.

واضاف ان الامر يتعدى الى مشكلات سلوكية باتت تتفشى داخل الصفوف جراء الفوضى التي تعمها ودون ان يكون في مقدور المعلم السيطرة عليها في معظم الاحيان لكثرة اعداد الطلبة.

ومن هذه السلوكيات السرقات والغش والمشاجرات التي قد تمتد الى خارج المدرسة وتطال المعلمين انفسهم احيانا.

ويقول المسؤول التربوي السابق ان "كثيرا من الصفوف تسودها اجواء مشحونة تجعلها بيئة غير مناسبة ابدا للتعليم، فالمعلم متوتر بسبب الضغط الشديد، والطلبة تشوب علاقاتهم المشاحنات المستمرة".

وبدورها تؤكد المعلمة اميرة وهي تدرس الصف الثالث في احدى المدارس الحكومية ان اكتظاظ الصفوف يحد من قدرتها على ايصال المعلومة وبخاصة للطلبة ضعاف المستوى الذين يكونون بحاجة الى عناية اكثر من غيرهم.

وتقول اميرة ان "الطالب الممتاز تصله المعلومة بسرعة والطالب متوسط وضعيف المستوى يحتاج اعادة المعلومة مرة واثنتين وثلاث مرات احيانا، وانا لا استطيع اعطاءه حقه لان العدد كبير والمنهاج زخم".

وتشكو اسماء وهي طالبة في الثانوية العامة من التشويش الناجم عن كثرة اعداد الطالبات في الصف ويحول دون قدرتها على استيعاب الدروس.

وتقول "اذا تحدثت احدى الطالبات في موضوع غير الدرس مع زميلتها فيصبح هناك ضجيج فما بالك اذا كان هناك اكثر من طالبتين تتحدثان مع بعضهما".

ذات الامر تشكو منه الهام وهي ايضا في الثانوية حيث تقول ان "حديث بعض الطالبات اثناء الحصة يشوش على زميلاتهن، حتى ان الجالسات في الادراج الاخيره لا يصلهن صوت المعلمة واذا لم تستطع المعلمة ضبط الصف فهذا معناه اننا ضعنا".

وتشير الهام كذلك الى الجو الخانق في الصف بسبب العدد الكبير للطالبات وبخاصة خلال الصيف، وتقول ان ذلك يقلل من قدرتها على التركيز.

اما الطالبة تالا وهي في الصف الخامس فتقول ان عدد الطالبات في شعبتها يبلغ 30 طالبة وان الضجيج والمشاكسات التي تتسبب بها بضعهن تجعلها غير قادرة على استيعاب شرح المعلمة.

كما انها تشكو من الروائح الكريهة على حد وصفها وايضا من عدم الراحة خلال الجلوس في الادراج بسبب تراص الطالبات فيها، وبحيث ان الدرج الذي يتسع بالكاد لطالبتين يتم حشر ثلاث طالبات فيه احيانا.

جدير بالذكر ان المعيار المعتمد لدى وزارة التربية لتحديد كفاية المساحة الصفية هي 1.2 متر مربع لكل طالب في الشعبة،وبالاعتماد على هذا المعيار فإن المدارس التي يحصل فيها الطالب على مساحة تقل عن ذلك، فإنها تعد مدارس مكتظةً.

وكشفت دراسة المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية ان الكثافة السكانية العالية الناجمة احيانا عن الهجرات القسرية تشكل احد ابرز اسباب الاكتظاظ فيالمدارس.

واشارت الدراسة الى جملة تحديات تواجهها المدارس المكتطة ومنها رداءة نوعية المرافق وقلة الفرص امام الطلبة للتفاعل في الصف وقلة التواصل بين اولياء الامور والمعلمين حول الانشطة المنهجية.