الازقة والمساجد ملاذ المضطرين مع نقص المراحيض العامة بالزرقاء

الازقة والمساجد ملاذ المضطرين مع نقص المراحيض العامة بالزرقاء
الرابط المختصر

اذا داهمتك الحاجة الى المرحاض وانت في الحي التجاري في الزرقاء، فسوف تجد نفسك في مأزق، حيث لا توجد سوى ثلاثة مراحيض عامة، والعثور عليها اشبه بالبحث عن ابرة في كومة قش.

 

ونتيجة لهذا الواقع، فان الكثيرين يعمدون الى قضاء حاجاتهم في المساجد او مكاتب الشركات، وان اعيتهم الحيلة فانهم يلجأون الى الازقة التي تحول بعضها الى مكاره صحية، كما تقول ام رائد التي تمتلك مخيطة مع زوجها في سوق الحميدية.

 

وتوجد في تلك السوق التي يطلق عليها ايضا اسم "سوق الطيور"، مجموعة من المستودعات التجارية المغلقة، والتي تتوسط بعضها ازقة ضيقة تنبعث منها روائح تزكم الانوف.

 

وتؤكد ام رائد ان الكثيرين يقضون حاجاتهم على مرأى من المارة في هذه الازقة، ودون اي تحرج من هذا الفعل المعيب.

 

وتنفي هذه المراة علمها بوجود مراحيض عامة في الحي التجاري، وتقول ان البعض اخبرها مرة عن وجود واحد في مجمع سوق البلدية، وعندما ذهبت الى هناك لم تتمكن من العثور على هذا المرحاض.

 

ومن جهته، قال زوجها رشيد قطناني انه يعمل في السوق منذ سبيعنيات القرن الماضي، ويذكر انه كانت هناك عدة مراحيض لكنها اغلقت تباعا، ولم يتبق منها سوى واحد سمع هو ايضا انه موجود في سوق البلدية.

 

واعتبر قطناني المراحيض العامة امرا ضروريا، خصوصا للاطفال و مرضى السكري الذين لا يستطيعون الاستغناء عنها لفترات طويلة.

 

واشار الى ان المشكلة محلولة جزئيا بالنسبة للرجال الذين يستطيعون استخدام مراحيض المساجد، برغم انها غير متاحة في كل الاوقات، وتبقى المعضلة مع النساء والاطفال، متسائلا "اين يذهب هؤلاء؟".

 

وروى حادثة حصلت معه، حيث اصيب في رمضان بمغص مفاجئ وكان ذلك في منتصف الليل، ولم يكن بمقدوره الصبر حتى بلوغ بيته الذي يقع في منطقة بعيدة، وكان حظه جيدا اذ ان مسجد عمر كان لا يزال مفتوحا لمصلي قيام الليل .

 

وطالب قطناني البلدية بايجاد حل فوري وسريع لهذه المشكلة عن طريق انشاء مراحيض عامة في الحي التجاري او الزام اصحاب المحلات بتوفير المراحيض للزبائن على الاقل.

 

وقال باستنكار "نحن ندفع ضرائب للبلدية ولكن لا نجني اية خدمات مقابلها. انها جباية وحسب".

 

وايضا قال احمد ابو الهوى وهو مواطن قدم من حي النزهة ان معظم مرتادي السوق يضطرون الى الانتظار حتى العودة الى بيوتهم او اللجوء الى مراحيض المساجد من اجل قضاء حاجاتهم بسبب ندرة المراحيض العامة.

 

وبدا ابو الهوى غير متاكد من اعداد او مواقع المراحيض العامة في المدينة حال الكثيرين ممن تحدثنا معهم.

 

وقال انه يتذكر ان هناك مرحاضا كان موجودا في المجمع القديم لكنه استبدل بموقف للسيارات، كما يوجد واحد اخر قرب موقع سينما الحمراء سابقا، اضافة الى ثالث سمع انه موجود في سوق البلدية، غير انه قديم ومتهالك والدخول اليه يستلزم دفع رسوم.

 

ويتقاضى مستثمرو هذه المراحيض مبلغ عشرة قروش من كل مستخدم، وهي جميعها، او على الاقل الموجودة في شارع الحمراء، تفقتر الى اية لافتات ترشد الى اماكنها.

 

وفي مجمع السفريات الداخلي في شارع السعادة، اشار السائق هشام العورتاني الى حائط مدهون باللون الاحمر، وقال ان الرجال والاولاد يلجأون اليه لقضاء حاجاتهم "وعلى الملأ" نتيجة عدم وجود مراحيض عامة.

 

واضاف العورتاني ان البلدية سعت سابقا الى انشاء مرحاض عام في المجمع لكنها عدلت عن ذلك بعد اعتراض السكان المجاورين الذين تخوفوا من تحوله الى مكرهة صحية.

 

رانية عبدالله التي تدير عيادة للتغذية عيادة في الحي التجاري، تقول انها كانت حتى وقت قريب تسمح للنساء المارات باستخدام مرحاض عيادتها، لكنها توقفت عن ذلك نتيجة الضرر الذي لحق بصورة واعمال العيادة.

 

وقالت رانية ان العيادة محدودة المساحة ولا يمكن ان تستوعب الاعداد المتزايدة التي هي بحاجة لاستخدام المرحاض، مضيفة ان كثرة استخدامه باتت تؤثر سلبا على مستوى النظافة وبالتالي على ثقة الزبائن بالعيادة.

 

واوضحت ان هذا اجبرها على غلق المرحاض امام المارة والمتسوقين مع تعاطفها الشديد معهم وخاصة المرضى والاطفال.

 

ومن جانبه، اوضح جلال الاغوات مدير المنطقة الاولى في بلدية الزرقاء، والتي يقع الحي التجاري ضمن اختصاصها، ان هناك ثلاثة مراحيض عامة في الحي، احدها في دخلة سوق الطيور قرب شارع الحمراء، واثنين اخرين في المجمع القديم.

 

وقال ان هذه المراحيض هي وحدات صحية استثمارية موجودة بالفعل، وبعكس ما يقوله الناس، معتبرا انهم اذا كانوا يجهلون مواقعها "فهذا موضوع اخر".

 

واقر الاغوات بان هناك نقصا حادا في اعداد الوحدات الصحية، مشيرا الى نية البلدية طرح عطاء قريبا لانشاء وحدتين جديدتين.

 

كما وعد بالتحرك من اجل ايجاد حل جذري لمشكلة الازقة التي تحولت الى مكاره صحية جراء استخدامها من قبل البعض لقضاء حاجاتهم، وذلك عبر الزام اصحاب المستودعات المجاورة باغلاق تلك الازقة.

أضف تعليقك