اكثر من ثلثي نساء الزرقاء يعانين من نقص "فيتامين الشمس"

اكثر من ثلثي نساء الزرقاء يعانين من نقص "فيتامين الشمس"
الرابط المختصر

تعاني 74 بالمئة من نساء الزرقاء من نقص متفاوت الحدة في فيتامين "د" الحيوي للجسم، وذلك بحسب الدراسات التي تعزو هذا النقص الى قلة التعرض للشمس برغم انها تسطع في سماء المدينة لاكثر من 320 يوما في العام.

 

وغالبا لا يعرف الشخص بامر اصابته بنقص الفيتامين، والذي يسمى احيانا المرض الصامت، الا عند اجراء فحص متخصص في مختبر طبي.

 

وامثلة ذلك كثيرة، ومنها ما حصل مع منال العيسوي التي تقول انها اكتشفت اصابتها بنقص فيتامين "د" اثر اجرائها فحوصا مخبرية روتينية، مضيفة ان والدتها وشقيقتها ايضا اكتشفتا اصابتهما بالمرض نفسه بعد خضوعهما لفحوص مماثلة.

 

وتعتبر اشعة الشمس المصدر الطبيعي الرئيسي الذي يعتمد عليه الجسم لافراز هذا الفيتامين، والحال كذلك، فان العلماء يرون ارتباطا وثيقا بين نسبته في الجسم ومعدل الاوقات التي يتعرض الشخص خلالها للشمس.

 

ولا تخفي العيسوي التي تواظب حاليا على دواء وصفه لها الطبيب، استغرابها الشديد من تفشي الاصابة بهذا المرض في بلد تسطع فيه الشمس معظم ايام السنة.

 

وتذهب هذه المراة الى حد التشكيك في المعايير المعتمدة في تشخيص هذا المرض في بلدان شرق المتوسط المعروفة بشمسها الساطعة، وتقول انه لربما طبقت علينا معايير لا تتناسب مع بيئتنا وحاجتنا الحقيقية لكمية هذا الفيتتامين في اجسامنا.

 

رياض الخطيب، قال انه جرى تشخيص اصابة ابنته البالغة من العمر 17 عاما بمرض نقص فيتامين "د" بعدما طلب الطبيب اخضاعها لفحوص مخبرية لمعرفة سبب شعورها بالم العظام وخدر ووخز الاطراف.

 

ويواجه الخطيب مصاعب في الحصول على الدواء الذي وصفه الطبيب لابنته بسبب ارتفاع سعره وعدم توفره سوى في بعض المستشفيات المتخصصة على حد قوله.

 

ذات الامر تشير اليه رنا شاهين التي تعاني والدتها من نقص فيتامين "د"، ولا تجد الدواء في المستشفيات الحكومية احيانا، وقد يتطلب الامر الانتظار فترات متفاوتة للحصول على عليه.

 

منطقة موبوءة

ويؤكد حيدر البستنجي، وهو اخصائي في المركز الوطني للغدد الصماء والسكري، ان منطقتنا تعتبر من ضمن مناطق العالم الموبوءة بنقص فيتامين "د".

 

ويوضح البستنحي اهمية هذا الفيتامين للانسان قائلا انه اساسي وضروري لعمليات  حيوية استقلابية في الجسم حيث يؤثر على اكثر من 800 جين في الجسم.

 

ويضيف انه ليس مهما فقط لتوازن العظام ومنع هشاشتها ومستوى الكلس في الدم وامتصاص هذا العنصر في الامعاء ، بل هو ايضا مطلوب للحفاظ على التوازن والقدرة على الحركة وحفظ المناعة والوقاية من كثير من الامراض التي ترتبط بنقصه.

 

وراى البستنجي انه برغم تمتع بلادنا باشعة الشمس معظم أيام السنة، الا ان لدينا ثقافة ضدها، حيث ان كثيرا من الناس يتجنبون بصورة دائمة التعرض لهذه الاشعة.

 

ولفت في السياق الى دراسة اجريت عام 2008 باشراف المركز الوطني للسكري، واظهرت ان اكثر من 74 بالمئة من النساء في الاردن يعانين نقصا في فيتامين "د"، وأن اكثر من 36 بالمئة لديهن نقص شديد جدا في هذا الفيتامين.

 

وقال البستنجي ان 12 بالمئة من العينة المدروسة كانت من مدينة الزرقاء، مبينا ان النسب المستخلصة منها حول نقص فيتامين "د"، تشابهت مع تلك الموجودة في المدن الاخرى.

 

واوضح ان النقص في المدن شكل حدا اعلى منه في مناطق الريف والبادية التي تتمتع نساؤها بحرية اكبر في الخروج في وقت الاستفادة القصوى من اشعة الشمس، وهي من الثامنة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر، بعكس نساء المدينة اللواتي يمضين هذا الوقت في وظائفهن او بيوتهن، ونادرا ما يتعرضن للشمس.

 

ونوه البستنجي كذلك الى ان البيوت في الريف والبادية تشتمل على ساحات تسمح بتسلل اشعة الشمس وهو ما يتيح استفادة اكبر منها لمساعدة الجسم على افراز فيتامين "د".

 

واشار الى ان نوعية اقمشة الملابس التي تستخدم حاليا والمصنوعة من البولستر تمنع امتصاص اشعة الشمس، مؤكدا ضرورة تعرض ثلث الجسم لهذه الاشعة مباشرة ولمدة نصف ساعة يوميا، وفتح زجاج النوافذ اثناء ذلك لانه يعيق وصولها الى الجسم.

 

وقال البستنجي ان غالبية المصابين لا يشكون من النقص بشكل مباشر، ولكن تكون هناك بعض الاعراض العامة مثل الشعور بالم العظام والمفاصل وضعف العضلات والارهاق وقلة التوازن وصعوبة الحركة.

 

واكد ان تشخيص نقص الفيتامين لا يعتمد على الاعراض بل يتم اكتشافه عن طريق فحوصات مخبرية، موضحا ان هذا النقص يستدعي علاجا دوائيا تعويضيا مدى الحياة.

 

ودعا كل امراة تجاوزت الخامسة والعشرين من عمرها الى اجراء فحص ولو مرة واحدة للوقوف على تشخيص صحيح مخبريا، حتى تبدأ رحلة العلاج التعويضي اذا كان لديها نقص في فيتامين "د".

 

ولفت البستنجي الى ان هناك توجها حكوميا لاضافة هذا الفيتامين الى الخبز باعتباره مادة يومية يتناولها الجميع، مبينا ان بعض الدول اصبحت تضيفه الى الحليب، الذي ينتهي تناوله في ثقافة اهل الزرقاء بانتهاء عمر الطفولة.

أضف تعليقك