اعتصام امام تربية الزرقاء الاولى ضد "التوجيهي مرة واحدة"

اعتصام امام تربية الزرقاء الاولى ضد "التوجيهي مرة واحدة"

نفذت مجموعة من طلبة الثانوية العامة اعتصاما امام مبنى مديرية تربية الزرقاء الاولى يوم الاحد 13 كانون الاول، احتجاجا على قرار الوزارة عقد امتحاناتهم مرة واحدة في نهاية كل عام دراسي.

 وجاء الاعتصام الذي شارك فيه نحو مئتي طالب بالتزامن مع احتجاجات مماثلة شهدتها العاصمة عمان وعدة محافظات.

وكان مجلس التربية والتعليم قرر في اجتماع عقده مؤخرا برئاسة الوزير محمد الذنيبات عقد امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة مرة واحدة في نهاية كل عام دراسي ابتداء من العام المقبل.

وفور صدور القرار شهدت صفحات التواصل الاجتماعي القرار دعوات من قطاع واسع من الطلبة وذويهم لتنفيذ اعتصامات احتجاجية في مختلف المحافظات، للتعبير عن الرفض لهذه الخطوة.

ولتخفيف الاحتقان سارع الوزير الذنيبات الى الاعلان عن ان الحديث عن موعد التطبيق ما زال مبكرا، مبينا انه يحتاج الى عدة أشهر لانجاز التحضيرات اللازمة لعقده، في اشارة الى التراجع عن تنظيم الامتحان مرة واحدة اعتبارا من العام المقبل، وارجاء ذلك الى العام الذي يليه.

وتشمل الاليات بحسب ما صرح به الوزير لوكالة الانباء الأردنية (بترا) كيفية التعامل مع الطلبة المكملين من حيث طبيعة المواد التي سيتقدم فيها الطالب للامتحان وعدد مرات الإعادة في حال الاكمال وعدد المواد المسموح للطالب اعادتها، في ظل قبول الجامعات الأردنية للطلبة الجدد في نهاية الفصل الدراسي الأول وبداية الفصل الدراسي الثاني.

وشدد الذنيبات على ان القرار لم يأت من فراغ بل ورد في الاطار العام لخطة اصلاح التعليم التي اقرها مجلس الوزراء عام 2013، وتضمنت عقد الامتحان مرة واحدة شريطة ان تقوم الوزارة بتطوير الاليات اللازمة لاجرائه.

كما بين ان المواد التي سيتقدم فيها الطالب للامتحان ستكون اقل، وكذلك المواد التي ستدخل ضمن المعدل، إضافة الى ان بعض المواد سيقتصر تقديمها في المدرسة، داعيا الطلبة واولياءهم الى عدم استباق الأمور.

وقد شكا الكثير من طلبة التوجيهي في الزرقاء من ان عقد الامتحان مرة واحدة سيؤدي الى تشكيل ضغط نفسي عليهم وتحميلهم اعباء دراسية ستؤثر على نتائجهم وبالتالي على مستقبلهم.

ووصف الطالب محمد عودة القرار بانه مفاجئ وسلبياته اكثر من ايجابياته، معبرا عن استيائه من كثرة تغيير الانظمة التربوية التي قال انها حولت الطلبة الى حقول تجارب.

وايضا اكد الطالب عبدالله شرينه رفضه القرار لانه "لا يراعي الطلبة المتوسطين في الدراسة وانما فقط يراعي الطلبة المجتهدين"، داعيا المسؤولين في وزارة التربية الى الكف عن "كركبة الطلاب ومراعاة نفسياتهم" عند اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبلهم.

وعبرت الطالبة رزان سلامة عن اعتقادها ان التخبط هو سيد الموقف في ما يتعلق بقرارات وزارة التربية، مؤكدة انها دائما ما تتسبب بارباك الطلبة ولا تكون في صالحهم، وخصوصا طلبة التوجيهي الذين باتوا "حقل تجارب" لهذه القرارات.

وقالت والدة رزان انها باتت تشعر بالخوف على مستوى تحصيل ابنتها في امتحان التوجيهي في ضوء القرار الجديد، والذي ادى الى ارباك الطلبة، وسيكون من شأنه التاثير على نفسياتهم وقابليتهم للدراسة.

وتمنت ان يتم التراجع عن القرار وان يبقى نظام الامتحانات كما اعتاد عليه الطلبة خلال السنوات الماضية.

وكانت نقابة المعلمين اصدرت بيان انتقدت فيه القرار واصفة إياه بأنه "يمس مئات ألاف الطلبة وأولياء أمورهم بصورة خاصة والمجتمع الأردني بصورة عامة".

وقالت النقابة على لسان ناطقها الإعلامي أيمن العكور أن "غياب الاستقرار في طبيعة الامتحان وشكله وغياب الإستراتيجية الوطنية والتربوية الواضحة شكّل تخبطا دفع وسيدفع ثمنه نظامنا التربوي نفسه، وأبناؤنا الطلبة".

واضاف ان "هذا الأمر نلمسه في العديد من السياسات والإجراءات التربوية والتعليمية التي اتخذت بهذا النحو منذ سنوات خلت، وأنتجت أمية مستفحلة، وتراجعاً في نوعية التعليم ومخرجاته".

واعتبر العكور إن "عقد امتحان التوجيهي لمرة واحدة يخلق مزيداً من الضغوطات والعبء النفسي على الطلبة وأولياء أمورهم، يصل خلالها الطالب وولي أمره إلى حالة نفسية صعبة متشنجة، قد تقودهما إلى انتهاج سلوك عنيف، أو حتى للغش خلال فترة الامتحانات، لعدم وجود فرصة أخرى عملية ومرنة في التعامل مع حالات الإخفاق والرسوب".

أضف تعليقك