استفحال البدانة بين الزرقاويين، والمطاعم متهم رئيسي!
على استحياء، اقرت الفتاة التي كانت تراجع احدى عيادات التغذية في الزرقاء بان وزنها تخطى عتبة التسعين كيلوغراما، عازية ذلك الى وجبات المطاعم، والتي تتناولها بمعدل اربع مرات اسبوعيا.
وتعد هذه الفتاة واحدة مما نسبته نحو 80 بالمائة من الاردنيين الذين تؤكد دراسات للمركز الوطني للسكري انهم يعانون البدانة (السمنة المفرطة)، ولأسباب في مقدمتها الوجبات الجاهزة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية.
وبينما لا تتوفر دراسات حول البدانة في الزرقاء، الا انها في المجمل لا تخرج عن نطاق ما توصلت اليه دراسات المركز، والتي بينت انها تبلغ 82 بالمئة بين الذكور في المملكة مقابل 80 بالمئة بين الاناث، و25 بالمئة في اوساط طلبة المدارس.
الفتاة التي فضلت عدم نشر اسمها قالت ان "الملل والرغبة في تغيير الجو من جهة، والعمل خارج البيت لساعات طويلة تمتد الى الخامسة مساء، وعلى مدى ست سنوات متواصلة من جهة اخرى، دفعها الى الاعتماد على الطعام الجاهز وبمعدل 3-4 مرات اسبوعيا".
واضافت ان الزيادة الكبيرة التي طرأت على وزنها والالام الشديدة في معدتها جعلاها تقرر مراجعة عيادة التغذية من اجل ضبط سلوكها الغذائي.
فاطمة محمد، سيدة متزوجة منذ سنتين، وأغلب اعتمادها في الوجبات الرئيسية للاسرة هو على المطاعم، وذلك بسبب ضيق الوقت الذي تعاني منه كونها موظفة في احدى الدوائر الحكومية.
وتؤكد فاطمة ان الطعام الجاهز كثيرا ما كان يتسبب لها بزيادة في الوزن، ولكنها تقول انها تعود في كل مرة لضبط تلك الزيادة، بخلاف زوجها الذي بات يعاني من البدانة بعد الزواج.
وتصف هذه السيدة وجبات المطاعم بانها غير صحية من حيث انها غير متوازنة ولا تحتوي على كافة العناصر الضرورية لبناء جسم الانسان، وذلك رغم ان كلفتها المادية اقل مقارنة الطعام الذي تعده في البيت.
ومن ناحيته، ينفي عمار بالي الذي يعمل في محل للكومبيوتر تاثر وزنه بالرغم من انه يتردد على المطاعم من ثلاث الى اربع مرات اسبوعيا بسبب اضطراره للبقاء في العمل اوقاتا طويلة قد تمتد الى تسع ساعات يوميا.
لكن عمار يشكو من انه بات يشعر بان صحته ليست على ما يرام، وهو ما يعزوه الى وجبات المطاعم التي قال انه ينصح الاخرين بان لا بتناولها، وان يدققوا في الاختيار اذا ما كانوا مضطرين اليها.
اما ابو علي الجابري الذي يمتلك محلا في الحي التجاري منذ 35 عاما، فيلخص موقفه من المسألة برمتها بقوله ان "قلاية بندورة في البيت احسن من منسف في السوق".
وبين ابو علي الجابري انه قرر مقاطعة المطاعم منذ امد بعيد بسبب ما واجهه من امور "تشمئز منها النفس"، واصفا ما تقدمه بانه "غير صحي ومصادره مشكوك فيها".
واضاف ان اللحوم في المطاعم هي عادة "من ارخص واردأ الاصناف وقد لا تكون مذبوحة على الطريقة الاسلامية.. والناس الذواقة ترفض تناول مثل هذا الطعام".
واشار ابو علي الى انه يكتفي يطلب سوى الحمص والفول والفلافل اذا شعر بالجوع أثناء ساعات العمل.
من جانبها، ربطت اخصائية التغذية رانية عبدالله بين السلوك الغذائي وزيادة الوزن خاصة عند الموظفين والطلاب، وتحديدا من يغفلون وجبة الافطار ولايصطحبون الغذاء الصحي معهم الى أماكن عملهم او دراستهم.
وقالت عبدالله ان نسبة كبيرة من الاطفال في عمر العاشرة باتوا يعانون من السمنة بسبب السلوك الغذائي الخاطئ.
واوضحت ان الاوقات الطويلة التي يمضيها البعض خارج البيت تجعلهم يلجأون الى المطاعم التي تقدم وجبات جاهزة وسريعة، تمتاز عادة بكونها غنية بالدهون والسعرات الحرارية التي تساهم في زيادة الوزن عند الاعتماد اليومي عليها .
وحذرت عبدالله من ان هذه الاغذية تقود الى الاصابة بعدد من الامراض مثل الكولسترول والضغط والسكري.
ودعت مرتادي المطاعم بشكل متكرر الى الحرص على اعتماد خيارات صحية في قائمة الطعام الذي يطلبونه، مع اقرارها بان هذه الخيارات قد لا تكون متوفرة كما انه لا يوجد اقبال عليها بسبب ان الاطعمة الدسمة تمتاز بمذاق مرغوب اكثر.
وقالت عبدالله ان الوصول الى نمط حياة صحي يتطلب وجبات متوازنة وقليلة الدهون، لافتة الى ان المشروبات الغازية والبرغر والشاورما والبطاطا المقلية والدجاج المقلي لها مقابل صحي مثل المشويات والكوكتيل والسلطة الخالية من التتبيلة والمايونيز .
واضافت ان ارتياد المطاعم مرة اسبوعيا امر مقبول حتى لمن يرغبون في تقليل وزنهم، مؤكدة على اهمية وجبة الافطار كمدعم اساسي للصحة وكذلك اصطحاب الطعام الصحي من البيت الى اماكن العمل والدراسة.
واعتبرت ان اختيار اطعمة مناسبة من محلات البقالة عند الشعور بالجوع يعد من الحلول الصحية التي تجنب الشخص الوقوع في مطب الوجبات الجاهزة التي وصفتها بانها مكلفة وثمنها قد يعادل ميزانية اسرة بأكملها ليوم او يومين.
إستمع الآن