اذلال ومهانة خلال تقديم اعتراضات "الدعم" بالزرقاء
شهد مبنى دائرة ضريبة الدخل في الزرقاء ازدحامات وفوضى عارمة مع بدء مهلة تقديم طلبات الاعتراض من المواطنين على عدم تلقي دعم المحروقات والتي تستمر حتى نهاية نيسان.
وعبر المراجعون الذين توافدوا بالمئات على دائرة الضريبة اعتبارا من يوم الاحد 13 نيسان، عن غضهم واستيائهم جراء قلة اعداد الموظفين المكلفين باستقبال الطلبات، وغياب اي تنظيم لعملية تقديمها.
وشكا كثيرون منهم بمرارة مما وصفوه بالاذلال والمهانة في ظل هذه الاجواء وكذلك طريقة التعامل معهم، والتي اظهرتهم كالمتسولين، في حين انهم جاءوا للمطالبة بما يعتبرونه حقا لهم وحجبته الحكومة عنهم دون وجه حق.
وتخصص الحكومة الدعم للأسر التي لا يتجاوز دخلها السنوي عشرة آلاف دينار وبقيمة دعم سنوي تبلغ سبعين دينارا لكل فرد وبحد أعلى ستة أفراد، بحيث لا يتجاوز إجمالي الدعم للأسرة 420 دينارا سنويا، ويصرف على ثلاث دفعات خلال العام.
وقال احد المراجعين وهو طارق المومني ان الحكومة صنفته ضمن فئة غير المستحقين على اعتبار انه مهندس ويمتلك سيارة، علما انه متقاعد راتبه 291 دينارا وثقافته لا تتجاوز الصف العاشر وليست لديه سيارة.
ختام مواطنة تقول انه جرى حجب الدعم عنها رغم ان اسرتها ليس لها مصدر دخل سوى راتب تتقاضاه احدى بناتها، وعليها اجرة مكسورة للبيت منذ اشهر.
وقالت أم خالد انها تعتاش من راتب تصرفه لها وزارة التنمية الاجتماعية، وتقيم في بيت احدى شقيقات زوجها، ورغم ذلك حرمت من الدعم.
واضافت "جئت مرتين الى الضريبة وأول يوم كان الكمبيوتر معطلا ومكثت من الساعة التاسعة صباحا وحتى الواحدة بعد الظهر والموظفين يتقاذفونني بين اذهبي هنا واذهبي هناك وبلا فائدة".
وباسى قالت "الحكومة خنقتنا وذبحتنا بالعيشة والبلد كلها واسطة، وما معي واسطة ما بمشي".
أم أحمد حجب الدعم عنها لان فاتورة هاتفها كما هو مسجل في البيانات هي 750 دينارا شهريا، لكنها تؤكد ان القيمة التي قامت بتعبئتها في الطلب هي 7,50 دنانير.
وفي حالة مشابهة مع اختلاف كبير في الرقم، يقول فريد ابو محفوظ انه اكتشف ان فاتورة هاتفه المسجلة هي 7500 دينار، وعندما راجع شركة الاتصالات موبايلكم رفضت اعطاءه كشفا يوضح الارقام الفعلية لفاتورته.
ويضيف ابو محفوظ ان الامر لم يقف عند هذا الحد، حيث تنص بياناته على انه يدفع تكاليف جامعة لابنائه بما قيمته عشرة الاف دينار سنويا، علما ان احدا من ابنائه لا يدرس في الجامعات، حيث ان اكبرهم لا يتجاوز عمره 16 عاما.
وقالت ام رياض انها تعيل ايتاما وتعيش من تقاعد زوجها الراحل، وقد رفض طلبها للحصول على الدعم بحجة امتلاكها بيتا وله ساحة، وعندما راجعت قالوا لها انه يمكنها الاستفاد منهما!!
منى محمد جاءت لتعترض على توجيه الدعم الى طليقها رغم ان ابناءهما يعيشون في حضانتها هي، وليس لها اي مصدر دخل سوى راتب تتقاضاه من وزارة التنمية الاجتماعية.
وكانت دائرة ضريبة الدخل والمبيعات اعلنت عن بدء استقبال الاعتراضات على دعم المحروقات لمن تقدموا بطلبات الدعم الكترونيا أو ورقيا اعتبارا من الاحد 13 نيسان، ولمدة اسبوعين اضافة الى فتح المجال امام من لم يتقدموا بطلبات خلال الفترة الماضية من اجل التقدم بطلبات خلال فترة تقديم الاعتراضات.
وتتيح الدائرة لمن لم يتقدم بطلب الحصول على دعم للمحروقات خلال فترة الاعتراض، تقديم طلبات جديدة لمن كانت تواجههم ظروف خاصة بسبب وجودهم في المستشفى او نزلاء مراكز الاصلاح والسجون مع الوثائق التي تدعم ذلك من الجهات الرسمية المعتمدة.
إستمع الآن