أمهات يأكلهن القلق والترقب على ابواب قاعات التوجيهي بالزرقاء

أمهات يأكلهن القلق والترقب على ابواب قاعات التوجيهي بالزرقاء
الرابط المختصر

لا تكاد تخلو قاعة لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة في الزرقاء، وتحديدا المخصصة منها للاناث، من مشهد امهات اجتمعن عند بوابتها وقد استبد بهن القلق والترقب لما سيسفر عنه اداء ابنائهن في الامتحان.

بعضهن يحملن مصاحف يقرأن فيها بين الحين والاخر، ومنهن من تقبض على منديل تجفف به الدمع الذي لا ينفك يتفلت منها وهي تلهج بما تيسر من ادعية، لاجل ان يفتح الله على فلذة كبدها الذي سهرت معه الليالي الطوال وهو يتهيأ لهذا اليوم.

هي لحظات عصيبة كما اكدت حنان فهمي التي رافقت ابنتها الى قاعة الامتحان في مدرسة امنه بنت الارقم، متذرعة ببعد القاعة عن مكان سكنهم ووقوعها في منطقة تعاني ضعفا في المواصلات.

واعترفت حنان بان مشاعر القلق المعتملة في داخلها كانت تفيض بها حد البكاء احيانا، لكنها حرصت دوما على اخفائها حتى لا تزيد في "توتر" ابنتها التي اعادت الامتحان اكثر من مرة.

ولهجت الام بالدعاء الى الله ان تتخطى ابنتها "هذه المرحلة وتجتاز شيئا اسمه التوجيهي بنتيجة مرضية"، مؤكدة ان اخفاقاتها السابقة كانت بسبب "الخوف الشديد من الامتحان والرعب الذي يشعرها به من حولها"، في اشارة الى ما يُنسج من مقولات وشائعات حول صعوبة امتحان الثانوية العامة.

وبدورها، قالت ام احمد التي بدت في حال يرثى لها وهي تترقب خروج ابنتها من الامتحان في مدرسة شجرة الدر"اشعر بتوتر وخوف واعصابي منهارة"

واوضحت هذه المرأة ان ابنتها تعيد الامتحان في احد المباحث المقررة للمرة الثانية، وذلك بعد اخفاقها فيه بفارق علامة واحدة فقط خلال الدورة السابقة، متمنية ان "يوفقها الله وتجتاز الامتحان بنجاح هذه المرة".

عبارة "الاسئلة صعبة"، هي ما قالت دينا خوري انها "ترعبها"، داعية الله ان لا تسمعها من ابنتها لدى خروجها من القاعة، وان "يوفقها ولا يضيع لها تعبا".

واكدت خوري ان مبعث الخوف والقلق اللذين يلازمانها وتداريهما منذ بدء الامتحانات حتى لا ينال ذلك من معنويات ابنتها، هو من ان تكون الاسئلة "مموهة وغير واضحة او مباشرة".

واقرت ايمان عيسى انها تشعر بقلق كبير على ابنتها التي وصفتها بانها "وحيدة وشديدة الحساسية"، مبتهلة الى الله ان "تكون الاسئلة سهلة".

وقالت ايمان "احس انني انا من يقدم الامتحانات وليس ابنتي"، موضحة انها تساعدها في الدراسة ومراجعة المواد، ثم تنتظرها امام القاعة للتحقق من الاسئلة والاجابات، مع كل ما يتخلل ذلك من توتر وضغط نفسي.

وبالرغم من محاولة الامهات مداراة قلقهن وخوفهن عن ابنائهن الطلبة حتى لا يؤثر ذلك على استعدادهم النفسي ومستوى ادائهم، الا ان كثيرا منهم يستطيع استجلاء مثل تلك المشاعر في وجوههن ونبرات اصواتهن كما هي الحال مع عيسى الحلاق.

ويؤكد عيسى هذه الحقيقة قائلا "ارى ذلك في عيون امي وهي تدعو لي بالنجاح لدى توجهي لاداء الامتحان، واعلم في قرارة نفسي انها تكون خائفة ومتوترة ومرتعبة اكثر مني، بالرغم من محاولتها اخفاء هذه المشاعر".

وايضا يقول عمر محمد انه متاكد من ان امه كانت تحبس دموعها وهي تودعه بدعوات التوفيق، وانها بكت بعد مغادرته، متمنيا ان يحالفه النجاح يدخل الفرحة الى قلبها وقلب ابيه الذي قال انه "يعمل في الخارج ويتحمل الغربة من اجل ان يؤمن لنا حياة كريمة".