أفراد الاسرة في زمن التكنولوجيا..تراهم جميعا وقلوبهم شتى!

الرابط المختصر

يغرك مشهد افراد الاسرة مجتمعين معا في المساء، ولكن ما ان تسمع صفير "الواتس اب" وطنين :الفيسبوك" وصقصقة "التويتر" حتى تدرك انهم كل في فلك يسبحون.

هي تكنولوجيا الاتصالات الحديثة وادواتها وبرامجها التي باتت متهمة اكثر من اي وقت مضى بنخر اساسات الترابط الاسري وتعميق الاغتراب الاجتماعي.

بعضهم يناصبها العداء باعتبارها شرا مطلقا، واخرون يرون فيها شرا لا بد منه، وغيرهم ينظرون اليها بوصفها سلاحا ذا حدين، ويدعون الى ترشيد استخداماتها لتقليل اثارها السلبية على بنية المجتمع، وبخاصة اصغر حلقاته، وهي الاسرة.

استاذ الحاسوب احمد رمضان، يرى انه برغم ما تتيحه مواقع وبرامج التواصل من سهولة التفاعل الاجتماعي إلا انها تفتقد للأسلوب البشري البحت في التواصل وتعتمد في النهاية على تكنولوجيا قد لا تكون متوفرة للجميع و في جميع الاوقات.

ويضيف انها تفتقد كذلك لوظائف اهمها التواصل المكاني أي شرط وجود الاشخاص في نفس المكان وتخلو من الوظائف التعبيرية البشرية الضرورية للمصداقية وتسقطها من حسابات المتواصلين.

لكن رمضان مع ذلك يؤكد ان الحاجة الانسانية الملحة تبرر استخدامات هذه التكنولوجيا برغم مساوئها العديدة ومنها اضعاف التواصل الاسري والاجتماعي بشكل عام.

واعتبر ان اهم البدائل التي تساعد في التخفيف من سلبياتها تكمن في التوعية المباشرة وغير المباشرة بهذه السلبيات وتشجيع الاقبال على التواصل المباشر بين افراد الاسرة والمجتمع.

وبدوره يرى الناشط الاجتماعي فادي ابو خديجة ان التواصل البشري عبر التكنولوجيا الحديثة بات صامتا وخاليا من المشاعر والحميمية التي تتولد ابسطها من مصافحة او ابتسامة، كما ان فرص التواصل الحقيقي بين الافراد قد اعدمت في ظل هذه التكنولوجيا.

وقال ان ادوات هذه التكنولوجيا حدت من التواصل الاجتماعي المباشر بين الافراد حتى في الاسرة الواحدة، ما ادى الى اضعاف الروابط بينهم وانحسار مفاهيم صلة الرحم والتزاور وعيادة المريض وغيرها مما اوصانا به الاسلام.

ومن خلال تجربتها واحتكاكها مع الطالبات واولياء امورهن، تؤكد المرشدة التربوية صبحة بدر انها لمست تراجعا في العلاقات بين افراد الاسرة الواحدة جراء شيوع استخدام وسائل التواصل الحديثة.

وفي احد الجوانب الايجابية للتكنولوجيا الحديثة، يقول وسام بشابشة ان اهله يقيمون في السعودية، وان التكنولوجيا الحديثة سهلت له التواصل معهم لحظة بلحظة سواء عبر الصوت او الصورة.

وروى بشابشة نادرة اراد منها التدليل على مدى تعلق الناس وحتى الاطفال منهم بوسائل الاتصال الحديثة.

وقال ان اختا له كانت تشجع طفلتها الصغيرة باستمرار على المحافظة على الصلاة واركان الاسلام، وتؤكد لها ان ذلك سيدخلها الجنة التي فيها كل ما يتمناه الانسان، فما كان من ابنتها الا ان سألتها: هل يوجد في الجنة انترنت؟

ومن جانبها تقول سمية النمروطي ان وسائل الاتصال الحديثة تحمل ايجابيات واضحة كما ان لها سلبيات عظيمة.

اما كفاح عبدالعزيز فترى انها جعلت مجتمعنا يخسر الكثير من الترابط والتواصل، وحتى اذا اضطر احدهم الى المشاركة في عرس او عزاء فهو ينزوي وتراه منشغلا عن الاخرين بهاتفه النقال.