تجار: النفايات والبسطات في كل مكان و"عوضنا على الله" في الموسم
المومني: هذه "فوضى محببة" ومن يشكو منها فليذهب الى شارع 36
غرق الحي التجاري في الزرقاء عشية عيد الفطر في حالة من الفوضى العارمة بعدما فرضت البسطات سيطرتها على الارصفة والشوارع، مُغلقة مداخل المحلات ومُعرقلة حركة المتسوقين الذين تصاعدت الشكاوى في اوساطهم من "التحرشات".
وعلق صاحب محل تجاري طلب عدم ذكر اسمه على الفوضى التي تفشت في كافة انحاء السوق قائلا "البلدية خربت الوسط التجاري" بسماحها لاصحاب البسطات باحتلال كل مساحة تقع في متناولهم.
واضاف "كما تشاهدون، لا نظافة ولا تنظيم ولا رقابة، النفايات والبسطات في كل مكان، والتحرش بالبنات يحدث علنا، والزعران منتشرون على النواصي، اما اصحاب المحلات فعوضهم على الله، لقد ذهب موسمهم ادراج الرياح".
وانحى هذا التاجر باللائمة على المحافظة والبلدية في ما يجري من "اعتداءات"، مؤكدا انه متواجد في الوسط التجاري منذ سنوات ولم يسبق له ان شاهد مثل ما يحصل هذا العام.
وقال "البلدية في الاونة الاخيرة اخذت علي خاطرها من اصحاب المحال التجارية.. ولذلك تبدو غير معنية بتنظيم وتنظيف الوسط التجارى، هي لا تريد ذلك"، واضاف "التجار مغضوب عليهم".
ويشير التاجر بهذا الى التوتر الذي يعتري العلاقة بين التجار والبلدية على خلفية امتناع الاخيرة عن ايجاد حل جذري لظاهرة انتشار البسطات في المدينة.
ويقول مجلس البلدية الحالي انه يتعاطى مع اصحاب البسطات من جانب انساني، ويمتنع بالتالي عن اخراجهم من السوق بالقوة قبل ان يجد لهم اماكن بديلة، وهو ما لم يتحقق برغم الوعود التي يقطعها المجلس للتجار منذ نحو عامين.
سطوة وتحرش
التاجر الذي تحدث الى "هنا الزرقاء" اكد ان "التجار لا يريدون سوى تفعيل قانون الارصفة والطرقات. يريدون فقط تطبيق القانون، تماما كما يطبق عليهم القانون من ناحية الزامهم بالترخيص ودفع رسوم الرخص وضريبة المبيعات".
وقال باستهجان ان موظفي البلدية يحررون "مخالفات بحق المحلات لمجرد ان بضاعتها تحتل بضع سنتمترات من الرصيف او تتدلى فوقه، بينما تهيمن البسطة على عشرة امتار من طول الرصيف ولا يحركون ساكنا حيالها".
واضاف "نحن لسنا مع قطع ارزاق اصحاب البسطات، لكن على الاقل ليكن هناك تنظيم، فسابقا كان يسمح لهم بالتواجد في السوق خلال العشر الاواخر من رمضان، ولكن ضمن نظام ومساحات محددة".
وفي تلميح الى سطوة بعض اصحاب البسطات، قال ان كثيرا من التجار يتحاشون اللجوء الى الجهات الامنية لتقديم شكاوى بحق البسطات التي تسد ابواب محالهم خشية تعرضهم للانتقام من اصحاب تلك البسطات.
تاجر اخر اكتفى باسمه الاول "سامي" اتهم البلدية بالتقصير في اداء واجبها و"بالسماح للبسطات بالانتشار امام المحال، مع ما يترتب على ذلك من مشاكل ومشادات تندلع بين التجار واصحاب البسطات الذين يعيقون حركة الزبائن".
وقال هذا التاجر "لقد اضطررت الى غلق احد ابواب محلي حتى اتجنب الاصطدام مع صاحب احدى البسطات".
ووصف الازدحام في السوق بانه مشهد مخادع ولا يدل على نشاط في الحركة التجارية "معظم من ينزل الى السوق هدفه فقط شم الهواء ليس اكثر. الشراء تراجع عن السنوات السابقة".
ذات الامر اكده التاجر محمد، والذي عزا تراجع النشاط التجاري الى ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، وغلاء السلع في ظل توقف استيراد الملابس خصوصا من سوريا نتيجة الحرب الدائرة هناك.
وقال "سوريا اثرت علينا كثيرا حيث ان 60% من البضاعة سورية والحدود مغلقة الان، والبضاعة اصبحت تاتى عن طريق العقبة، وهذا يرهق التجار ويرفع سعرها بسبب تكاليف الشحن وبعد المسافة".
وفي غمرة الازدحام الذي سيطر على شوارع الحي التجاري عشية العيد، تعالت شكاوى بعض الفتيات من ممارسات التحرش التي يقدم عليها بعض الاشخاص المنفلتين.
وتقول سامية، وهي احدى المتسوقات ان الازدحام شكل بيئة خصبة للمضايقات التي يقدم عليها البعض ممن يحضرون الى السوق للتسكع فقط وليس للشراء، معتبرة ان الحل يكمن في زيادة اعداد رجال الشرطة لردع امثال هؤلاء المتحرشين.
فتاة اخرى هي ياسمين قالت "لم نعد قادرين على السير في الشارع بسبب هذه الفوضى، حتى ان الواحدة منا تخشى النزول الى السوق مع اخيها حتى لا ياتي شخص ليتحرش بها ويندلع بالتالي شجار بينه وبين اخيها قد ينتهي بهما في مركز الشرطة".
واعتبرت ان "الحل الافضل هو ان لا اشترى واقصرها من البداية وارجئ الشراء الى ما بعد العيد".
"فوضى محببة"
من جانبه، هاجم رئيس بلدية الزرقاء عماد المومني التجار الذين ينتقدون بلديته بسبب انتشار البسطات، ودافع في الوقت ذاته عن اداء البلدية في ما يتعلق بتنظيم الوسط التجاري، مؤكدا انها "نجحت في ذلك وباقتدار".
وقال "من الطبيعي ان يكون هناك ازدحام في موسم الاعياد ورمضان وخاصة العشر الاواخر، هذا شيء متعارف عليه فى مدينة الزرقاء"، مشيرا الى ان "عشرات الالاف وربما مئات الالاف يؤمون مساحة صغيرة" في المدينة خلال ذلك.
واضاف ان "التاجر يهرف بما لا يعرف، فيشتكي من الازدحام، والذي هو من وجهة نظري يعبر عن حالة فرح وليس تزاحما من قبل المواطنين"، مؤكدا ان ما يشهده السوق هو "فوضى محببة لدى الجميع، ومن يرى ان الوسط التجاري فيه فوضى وزحام فهناك سوق بديل في الزرقاء الجديدة فى شارع 36 وبامكانه الذهاب اليه".
ورأى المومني ان "رضا التجار من عدمه هو قضية جدلية، فلكل واحد رايه، ونحن كبلدية نقوم بواجبنا باقصى طاقاتنا في تنظيم السوق، ونجحنا في هذه المهمة باقتدار".
واوضح "نحن كنا نشن حملتين (لازالة البسطات) بشكل يومي ولذلك حصل توازن في الوسط التجاري. الوضع ليس مثاليا، ولكن كان هناك توازن معقول فى هذا المجال".
ودافع رئيس البلدية عن البسطات من حيث انها توفر السلع باسعار "مناسبة" ومعقولة للمواطنين، فضلا عن انها تشكل مصدر رزق للكثيرين من اصحابها.
وقال انها "تبيع المواطنين بأسعار مناسبة، ونحن ايضا يجب ان نرحم المواطن الذي يمر بحالة الازمة وغير مقتدر" وايضا يجب ترك اصحاب البسطات يترزقون "فهذه ضالتهم وعلينا ان نرحم قليلا".
واكد ان "المواطن مبسوط من هذا الوضع"، وانه خلص الى هذا الاستنتاج بحكم تماسه مع كافة الاطراف "فانا دائم التجول فى الوسط التجارى واجلس على الرصيف مع البسطجية ومع التجار ايضا ومع المواطنين، واؤرجل (ادخن الارجيلة) معهم".
وشدد المومني مجددا على انه لن يلجأ الى الحل الامني لانهاء قضية تواجد البسطات في السوق، وذلك في استمرار لسياسته التي انتهجها منذ تسلمه رئاسة البلدية وتسببت في بعض المراحل في خلافات حادة بينه وبين التجار والغرفة التجارية.
وفي ما يتعلق بوضع النظافة في الوسط التجاري، اوضح المومني ان طبيعة الموسم والازدحام الذي يشهده يجعل من المتعذر على الضاغطات الوصول اليه في كل الاوقات، وهو ما تحاول البلدية التعويض عنه من خلال عمال نظافة يتجولون في السوق بشكل مستمر ويجمعون النفايات.
وتطرق الى الاشكالات التي تحصل في السوق جراء الازدحام، واصفا اياها بانها بسيطة اجمالا ولا تعدو المشادات الكلامية.
وقال "من خلال تواجدي في الحي التجاري ومتابعتى للاجواء على مستوى فهذه المشادات الكلامية يتم السيطرة عليها من قبل الامن، وفي اعتقادى انه لم يتم تسجيل الكثير من هذه القضايا فى المراكز الامنية حيث يتم حلها اولا بأول بتدخل الجميع، وعددها لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة، حيث اننا في مجتمع الزرقاء كلنا يد واحدة ومتكاتفون وفي حالة تكامل".
"الامور طيبة"
المقدم بسام ابراهيم الزبيدات رئيس قسم سير الزرقاء، اكد من ناحيته وجود خطة مفصلة لتنظيم حركة السير خلال موسمي رمضان والعيد، مؤكد ان "الامور طيبة" على صعيد الحالة الامنية في اسواق المدينة برغم الازدحامات.
وقال الزبيدات "قمنا بوضع خطة تفصيلية ايام رمضان المبارك وايضا خطة منفصلة ايام العيد, وقيّمنا ايضا الاماكن التى تشهد ازمات مرورية وتم تعزيزها برقباء السير من المكاتب بالاضافة الى الزملاء الموجودين فى الميدان من اجل الحد من هذه الازمات".
وحول اغلاقات الشوارع ضمن الوسط التجاري، والتي كانت شرطة السير تلجأ اليها لمواجهة الازدحامات في المواسم، فقد اوضح ان هناك "تحويلا جزئيا للطرق وليس اغلاقا تاما، وفقط في الفترة المسائية، خاصة ما بعد الافطار وصلاة التراويح".
واضاف انه "التحويلات هي من شارع فيصل بأتجاه مسجد الشيشان, وشارع الملك عبد الله نزولا باتجاه تقاطع شارع شاكر وباب الواد وشارع عبد المنعم رياض نزولا الى شارع السعادة".
وفي ما يتعلق بحوادث التحرش، فقد اكد المقدم الزبيدات ان "بامكان اي مواطن تقديم شكوى مباشرة لدوريات رقباء السير الموجودة فى الميدان والتى قمنا بتعزيزها فى الوسط التجاري من اجل ان يشعر المواطن بالراحة التامة".
وتابع انه في حال كان المواطن بعيدا عن الدورية "فبامكانه الاتصال على الرقم 911 وتحديد موقعة مباشرة عن طريق مديرية الشرطة"، مبينا ان "رجل السير هو رجل امن عام قبل ان يكون رجل سير ويتلقى مثل هذه الملحوظات".
وقال ان "الدراجات الالية تقوم بمهمة الوصول الى الاماكن التى لاتستطيع السيارات الوصول اليها وتقوم بالمهمة"، مشيرا الى ان "حركة السير التى نشهدها هذه الفترة هى التى تعرقل الوصول الى المكان بالاضافة الى البسطات المعتدية على الشوارع.. واتوقع ان البلدية متعاطفة مع (اصحابها) خاصة انها مصدر رزقهم في هذه الايام".
ومن ناحية الاشكالات الامنية الاخرى، اشار المقدم الزبيدات الى انه "قد تحدث بعض المشادات الكلامية بين اصحاب المحال التجاريه والمواطنين، ولكن سرعان ما يتم حلها مباشرة.. والامور طيبة ان شاء الله".