مندوبات مبيعات : نطلب تغيير موقف المجتمع منا

الرابط المختصر

"مندوبة مبيعات مش وظيفة او مهنة .بس تمشية حال" هكذا عبرت فاديا صبري 24 سنة والتي تعمل مندوبة مبيعات بأحدى الشركات ، والتي تجد بأنها مهمة لا يحددها مرتب معين ولا تدخل ضمن اي حماية قانونية او شخصية تحديدا اذا كانت العاملة فتاة " بحسب فاديا .

يتشارك المرأة والرجل في قطاع ترويج المبيعات بالعديد من الصعوبات ، كغياب الأمان الوظيفي ، والعمل لساعات طويلة ، وراتب غير محدد.الا ان المرأة العاملة في القطاع تعاني المزيد" بحكم نظرة المجتمع السيئة لمندوبة المبيعات ، معتقدين انها اداة للتسلية كونها تقف لساعات طويلة تحاول ترويج المنتج " بحسب ما قالته حنين ، مندوبة المبيعات منذ 3 سنوات .وتذهب حنين لشكوى تكررت من العديدات" دائما ما نتعرض لمضايقات وازعاجات ، تطور لتحرش جنسي لفظي او مادي".

اما فاديا ، فتصف ممارسات بعض الزبائن " يسأل العديد منهم أسئلة شخصية عن العمر ، او الحالة الإجتماعية ورقم الهاتف ، متناسين المنتج الذي اقوم بترويجه ، وبنظري جميع هذه الأمور هي تحرش جنسي "، وتواجه فاديا " التحرش" بالمسايرات "والمجاملات ومحاولة فرض احترامها على الآخرين ، ومن ثم تركيزها على المنتج من خلال نقاشها مع الزبون .

اما حنين، فعادة ما تصمت تجاه التحرشات اللفطية ، وفي حال " تمادى الزبون الى محاولة التحرش المادي استدعي الأمن الموجود او احد العاملين معي بالشركة ، ولكن غالبا ما تواجه هذا الشكاوى بعدم الجدية ، حيث ينكر الزبون فعلته وينتهي الموضوع من المبدأ التسويقي المعروف : الزبائن دائما على حق " بحسب حنين .

المضايقة ، و الإزعاج ، والتحرش اللفظي ، والتحرش المادي ، مفاهيم اختلطت لدى مندوبات المبيعات ، دون ان تعرف متى تتصرف وما هو موقف القانون ، تقول عن ذلك رئيسة اللجنة القانونية في اتحاد المرأة الأردنية حنان بنات "التحرش هو ظاهرة عنف ضد المرأة ، وهو مجرم قانونيا بحسب قانون العقوبات بكافة اشكاله سواء اللفظ او الحركة او الإعتداء المادي والمباشر كالإغتصاب وهتك العرض".

غياب الدعم المجتمعي ، ودعم العائلة ، صعوبة اخرى تعاني منها مندوبات المبيعات ، اذ تلاقي المهنة رفضا اجتماعيا يبدأ من العائلة بسبب ساعات العمل الطويلة والمتأخرة وتعاملهن مع فئات مختلفة من المجتمع ، بحسب حنين وتقول :” عائلتي للآن لا زالت ترفض عملي ، لكن مارست العديد من مراحل الإقناع معهم ، بدأت من جعلهم يرافقونني في عملي لأكثر من مرة ، حتى ادركوا ان للمهنة احترامها اذا ما فرضت المندوبة شخصيتها القوية والجادة على الزبائن ".

اما فاديا ، فلجأت الى الغاء بعض الجولات المسائية نظرا للرفض العائلي ، محاولة الوصول لنقطة تفاهم في طبيعة العمل ، تقول "العائلة التي لم تكن راضية عن العمل ، نظرا لإحتكاك طوال 6 ساعات مع كافة فئات المجتمع ، والإعتراض خاصة في التعامل مع الرجال فمثلا عندما اتصل بي ذات مرة العمل في ساعه متأخرة للسؤال حول العمل في ساعات باكرة من اليوم التالي ، واستهجنت العائلة الإتصال مما يجعلني ابادر بشرح طبيعة عملي لا انني غالبا ما اواجه الرفض منهم .”

 من جهة اخرى تطلب حنين التوعية المجتمعية ، للوصل الى موقف اجتماعي داعم لمندوبة المبيعات ظن وبإعتقادها انا لوسائل الإعلام الدور الأكبر في تغيير الموقف المجتمعي .

عمر جلاد مدير احدى الشركات التي تستقطب مندوبي المبيعات من كلا الجنسين يقول عن الإقبال للمهنة الاقبال عن هذه المهنة يكون من قبل الشباب اكثر مع ان فرصتهم اضعف بقبولهم بالعمل وذلك لان التسويق بحاجة للاناث كما يقول جلاد .

وتقول فاديا حول التمييزات التي التي تمارس تجاه اختيار المندوبة فقط وليس على المندوب من خلال بعض الشركات ، دالة على ذلك من خلال تمييزهم تجاه الفتاة المحجبة من خلال طلبهم للفتاة الغير مجبة اكثر من غيرها  ، معللة بأنهم يريدون ان يبيعوا السلعة بكافة السبل .