ليس بالجمال وحده تصبحين مضيفة طيران!!

الرابط المختصر

تغيرت النظرة النمطية التي حكمت عمل مضيفات الطيران فبعد أن كان ينظر إليهن كعارضات أزياء يحصلن على وظيفتهن بعد اجتياز اختبار الجمال فقط، أصبحت النظرة تختلف مع تطور وعي المجتمع بطبيعة المهنة.

النظرة السلبية التي عززتها تقاليد اجتماعية ترفض تغيب الفتاة عن بيتها وسفرها وحيدة أصبحت تقابل بجانب أيحابى لعملهن من خلال مدى ما يحصلن عليه من وعي وتجارب وإلمام بثقافات الدول التي يزرنها.

نوران جرادات مسؤولة المضيفين في الملكية الأردنية، تعمل منذ 6 سنوات تقول “يعد المضيف الجوي جزءا مهما من كادر الطائرة إذ انه لا يمكن تسيير رحلة دون وجود عدد كاف من المضيفين.

وتدرجت جرادات في السلم الوظيفي لدى الملكية الأردنية، وساهم في ذلك اكتسابها امتيازات وخبرات واسعة، حيث بدأت كمضيفة في الدرجة السياحية، لتكون مسؤولة عن المضيفين على متن الطائرة .

يعتقد البعض أن الشكل هو المعيار الأساسي لاختيار المضيفة دون الأخذ بعين الاعتبار المعايير الأخرى إلا أن مشرفة الأنظمة والإجراءات في دائرة الخدمات الجوية في الملكية الأردنية للطيران ريما الحيفاوي تقول” المعايير الجمالية وتناسق الشكل مطلوب ولكن ليس هو الأساس في عمل المضيفة، بل هناك أمور عدة تتعلق بالسلامة العامة وتقديم الخدمة للركاب”.

مهنة مضيفة الطيران لا تختلف عن غيرها من المهن الأخرى ،تقول جرادات ” بل تعد من اجمل الوظائف، كونها تكسب المضيفة ثقافة واسعة بحكم تعاملها مع عدد كبير من الناس من مختلف الجنسيات “.

أما عن نظرة المجتمع للمرأة كمضيفة بحكم أن عملها يتطلب منها السفر والتواجد بعيدا عن عائلتها فتوضح جرادات ” لم افكر بهذا الأمر على الإطلاق حين أخذت قرار اختيار هذه المهنة، وعلى المجتمع ان يطلع على طبيعة عمل المضيفة قبل الحكم عليها وخلق نظرة سلبية اتجاهها”.

ويتيح نظام اختيار الرحلات لدى إدارة الملكية لمضيفاتها فرصة اختيار البرنامج الذي يناسب كل منهن وظروفهن الاجتماعية وتشير جرادات إلى أن ذلك يسهل التنسيق بين المنزل والعمل كونها متزوجة واما لطفلين “.

وهذا ما تؤكده المضيفة الجوية منى حوى أن” هناك حوافز عديدة تنسجم مع الظروف الاجتماعية لدى المضيفة،حيث تقدم امتيازات وظيفية لا تتوفر في المهن الأخرى، سواء على الصعيد المادي، او المعنوي.

وترى جرادات أن مضيفة الطيران يجب أن تتمتع بصفات عدة ومميزة، أبرزها قوة الشخصية والتحلي بالصير ، والتعامل بلباقة مع المسافرين والانسجام مع طبائعهم المختلفة.،.وعليها أن تتمتع بابتسامة جميلة ، وثقافة كبيرة كي تستطيع التعامل مع الثقافات المختلفة والترويج للأردن بشكل سليم “.

فقد نمت هذه الصفات لدى حوى نتيجة خبرة السنوات العشر في عملها أكسبتها على حد تعبيرها” قوة في الشخصية وصبرا من خلال التعامل مع جنسيات مختلفة، و السفر اكسبها الاعتماد على نفسها وزادها ثقة ، كما زاد تشجيع أهلها وعدم معارضتهم للأمر لحبها العمل كمضيفة طيران.

وتؤكد حوى على أهمية التعامل بسهولة ودبلوماسية مع المسافرين حيث ان طبيعة عمل المضيفة يتطلب التواصل بشكل مباشر مع الركاب

وتضيف الحيفاوي إن مهنة مضيفة الطيران تمنح امتيازات عدة ” كإتقان اللغة الانجليزية والتطور الفكري بحكم التواصل مع شخصيات وثقافات مختلفة ،فضلا عن الدخل المادي وعلاوات أصافية على ساعات الطيران و التامين الصحي “.

وتقدم الملكية الأردنية دورات بشكل دوري للمضيفين في عدة مجالات مختلفة كتقديم الخدمة والطعام والسلامة و تتضمن كذلك دورات للغة الانجليزية والعربية كتابة ومحادثة”.

وترى الحيفاوي ضرورة وجود طواقم تتكلم غير اللغة الانجليزية لان الملكية تسير طائراتها الى وجهات مختلفة ، وهذا يسهل على الراكب التحدث بلغته الأصلية.

وحول ترك الفتيات المضيفات لعملهن بعد فترة قصيرة، تقول الحيفاوي أن هناك نسبة قليلة تترك العمل بسبب الزواج، غير أن عدد المتقدمات للعمل في هذه المهنة بتزايد مستمر

هذا ويبلغ عدد مضيفات الملكية الأردنية 900 مضيف ومضيفة تشكل نسبة المضيفات 70٪ من عدد كوادر المضيفين في الطائرات الأردنية.