الصحفيات ، يتحدين متاعب اضافية في مهنة المتاعب

"من الكرك الى الهند " هكذا وصفت هنية ضمور نقلتها النوعية بعد دخول عالم الصحافة والإعلام ، فمن فتاة كانت ترفض عائلتها بقاءها خارج منزلها لما بعد 12 ظهراً ، الى صحفية تغطي الميدان في مختلف  الأوقات .

منذ 3 سنوات تطل هنية يوميا على مستمعيها في كل صباح عبر برنامجها " صباح الخير يا كرك " على أثير إذاعة صوت الكرك . تطرح قضايا المحافظة وتحاور المسؤولين وتبحث عن حلول لمشاكل مدينتها . ذلك بعد أن تحولت هنية الى حقل الصحافة والإعلام كمتدربة في بادئ الأمر ثم صحفية واذعية ومدّربة ،ذلك بالرغم من دراستها لعلم النفس التطبيقي في جامعة مؤته.

.تقول الضمور أن العائق الاجتماعي والعادات والتقاليد  كانا العائق الأكبر ،حيث مانعت العائلة في البداية العمل في الصحافة ، بالأخص مع البيئة الكركية المحافظة ، "  الا اني نجحت في اقناع عائلتي والآن هم داعمين لي " بحسبها .

بالرغم من سفرها للهند في  دورة تدريبية ،والى مصر لتغطية أخبار الثورة المصرية ، والى تونس في ورشة عمل حول الإذاعات المجتمعية وما شاع من احاديث مجتمعية حول عدم جواز سفر الفتاة وحدها ، الا ان  هنية تؤكد ان "تلك الدورات والورشات زادتها خبرة  لخدمة مجتمعها المحلي بذات اللهجة كركية" ، لتحافظ عن ما بداخلها تجاه مجتمعها وتصنع التأثير والتغيير في بيئتها .

بحسب دراسة اجرتها الصحفية في قسم التحقيقات في وكالة الأنباء الأردنية بترا سهير جرادات فإن دراسة الصحافة لاقت اقبالا كثيفا  من قبل الفتيات في الفترة الأخيرة ،مشيرة الى  "تأنيث" مهنة الصحافة من خلال اجمالي اعداد الخريجات من جامعة اليرموك وجامعة البترا كونهما الجامعتين اللتين تدرسان مادة الصحافة والاعلام حيث تبلغ نسبة الخريجات 54,64%.

الا ان جرادات تقول لنساء التغيير ، إن الملاحظة الأبرز في هذا المجال هي عدم توجه الصحفيات للعمل الصحفي بعد تخرجهن من الجامعة ، وتوجههن الى الأعمال المكتبية اكثر، بناءً على رغبة العائلة في معظم الأحيان ، وبالأخص الأم التي وقفت عائقا امام عمل خريجة الصحافة والإعلام في مهنتها ، خوفا عليها من العنوسة بحسب الفئة التي المستطلعة بالدراسة .

الخوف من العنوسة ، وعدم إيجاد الشريك المتقبل لمتطلبات مهنة الصحافة ، وعدم القدرة على تكوين أسرة ، تقول عنها مراسلة فضائية القدس رشا الوحش ، انها كانت  سببا في رفض عائلتها لها بدراسة الإعلام ، الا ان رشا  تجد أن الإصرار والإيمان بالمهنة ، اعطياها قدرة على اقناع عائتلها وتحقيق حلمها .

رشا الأم لطفل يبلغ 4 سنوات ، تقول " زوجي متفهم جدا لطبيعة عملي، وأمي بالرغم من رفضها لعملي بالإعلام في البداية الا انها الآن متعاونة في رعاية طفلي، ذلك ان لا ساعات دوام محددة لعملي ، وحتى لو لم تكن هذه الظروف مهيأة لي، كنت سأخلق ظروف مناسبة لعملي، بسبب اصراري على العمل الإعلامي ".

وترى الوحش ان العديد من السيدات يتخلين عن وظائفهن من اجل تكوين اسرة ، الا ان المرأة المؤمنة ان الإعلام جزء من رسالتها  في الحياة  تستطيع ان تتحدى معظم المعيقات المجتمعية وتهيئ ظروفا مناسبة للعمل " تقول الوحش .

اما عن عمل المرأة في الإعلام وتمكنها من التغطية الميدانية ، تؤكد الوحش ان" الميدان متساوِ للجميع ، فالميدان يحتاج لخبرة وتجارب ، ومن يجتاز هذه التجارب سواء رجل او إمرأة سينتج ذات الإنتاج دون تمييز بينهما ".

تتفق جرادات مع الوحش في ضرورة تسلح الفتاة العاملة بالإعلام بطرق الإقناع، مؤكدة " ان القدرة على  الإقناع في هذه المهنة هو الحل نحو نجاح الفتاة في تحدي العائق الأبرز والأهم ، الا وهو العائق الإجتماعي " .

 

هنية " الفتاة من الكرك التي لم تكن تصل للعاصمة عمان ،والتي منعت من حمل الهاتف النقال " تقول إن التجربة في الإعلام " اعطتني الثقة بالنفس والشخصية القوية ، واستطعت من تغيير نظرة المجتمع المحيط بي للصحافة ، حتى بدأت بعض العائلات ترسل بناتها لي لتدريبهن على الإعلام بكل حماسة ".

وتتفق معها الوحش ، الفتاة التي  منعت من دراسة الصحافة والإعلام في البداية ، وبعد دراستها للهندسة لفترة من الزمن استطاعت اقناع عائلتها بالمهنة ودرست الإعلام من جديد ، ولم تكتف رشا بإقناع عائلتها ،بل اثبتت انها قادرة على العمل في المهنة ، مؤكدة في معظم المناسبات ان المرأة الواثقة  تحتمل متاعب وضغوط المهنة كالرجال المتساوين بالخبرة معها وتفوق بعضهم الآخر .

 

أضف تعليقك