أنامل عمانية ناعمة تحترف الحلاقة الرجالية

الرابط المختصر

 

تفاجئك عمان دائما بخروجها عن المألوف في العديد من الميادين برغم الصورة النمطية المحافظة التي يحاول العديدين صبغها بها، إلا أن روح التمرد والتغيير ما تلبث أن تظهر في ملمح ما أو زاوية أو شخصية.

ميسون فرح اختارت أن تكون إحدى الشخصيات العمانية التي تساهم في إظهار هذه الروح العمانية الوثابة فقررت أن تتخصص في مجال الحلاقة الرجالي والكوافير النسائي.

حبها لفن الحلاقة والتجميل دفعها للانتساب إلى إحدى مراكز التجميل للحصول على دورات متخصصة في مجال تصفيف الشعر النسائي ثم عملت في مركز تجميل كمعلمة لهذه المهنة. اما تعلمها للرجالي، فوضحت ”إصراري وحبي للتعلم دفعني لكسب المعرفة في هذا المجال والفضل يعود لزميلي في المركز الذي علمني فن الحلاقة الرجالي".

هذا التحدي دفعها للتميز وتخرجت فعلاً من الدورة بتقدير امتياز، تقول ميسون" اندفعت نحو سوق العمل حيث عملت في الكثير من الصالونات من اجل اكتساب الخبرة المطلوبة، إلى أن وصلت إلى مرحلة أصبحت فيها ملمة بكل ما يتعلق بمهنة التجميل، بعدها فكرت بتأسيس أكاديمية تعليمية متخصصة في مجال التجميل النسائي والرجالي".

دور العائلة في تشجيعها كان حافزا وراء تحقيق حلمها، بالإضافة إلى تقبل المجتمع للمهنة "كنت محط إعجاب الجميع ممن صادفتهم وممن عرفوا طبيعة مهنتي".

تعرضت ميسون خلال فترة تدريسها في الأكاديمية إلى الكثير من المواقف من االطلاب، ومنها " شعور الطلاب بالاستغراب عندما تطل عليهم معلمة لتدريس التجميل الرجالي، لان الصورة المطبوعة في أذهانهم أن الذي سيعطيهم الدروس هو رجل".

قيام احد الطلاب بمغازلتها احد المواقف المحرجة التي تعرضت لها ميسون، أو عندما "يصبح احد الطلاب يكن لي مشاعر الحب متناسيا فارق العمر، لكنني استطعت أن أتفادى هذه المواقف المحرجة ووضحت طبيعة لهم العلاقة التي تربطني بهم وان هذه المشاعر هي ليست هي إلا مجرد حب متبادل بين أم وابنها".

اﻻ ان ميسون تمكن من اجتياز هذه المواقف من خلال ابتكارها اسلوب خاص للتعامل مع طلابها وكسر الحاجز” اتبعت اﻻسس واﻻساليب المناسبة في التدريس من طرح المادة وشرحها اضافة الى اختيار الطريقة المناسبة للتعامل مع كل شخص مع اختلاف تفكيره وطبيعته وعمره”.

وتعلق على تردد الطلاب في الأكاديمية بالاختيار بين الكوافير الرجالي والنسائي، بسبب المعتقدات والتقاليد ميسون "انه طالما العمل كان شريفا ومحترما لا أجد به أي عيب، فمثلا الطبيب المختص نسائية وتوليد فما الفرق حينها، فذلك الطبيب أدى اليمين في النقابة وأنا أيضا أديت اليمين".

حاولت ميسون إقناع الفتيات بالانضمام في دورات الحلاقة الرجالي،إلا أن الغالبية لم تقتنع "باستثناء النساء الذين يقطنون في الخارج (أمريكا، استراليا، كندا) وذلك للاستفادة منها لذاتهم فقط واقتصارها على أفراد العائلة كأن تقوم بقص شعر زوجها وأولادها لان اجر الحلاقة في الخارج مرتفعة جدا مقارنة بالأردن ".

نسبة الفتيات الأردنيات المنتسبات في دورة الكوافير الرجالي تعتبر ضئيلة جدا، ويعود السبب من وجهة نظر ميسون إلى "طبيعة التفكير التقليدي السائد بين أفراد المجتمع وافتقارهم للوعي الكافي، رغم انه في الوقت الحالي أصبحت المرأة تعمل في مختلف المجالات، فمثلا الطبيبة في وقتنا الحالي تعالج الرجال" فلماذا لا يتم التعامل مع هذه المهنة بهذه المرونة تتساءل ميسون.

يرفض البعض بأن تقوم امرأة بحلاقة شعر الرجال لكن برأي ميسون أن "هناك قبول من قبل الرجل في أن تقص لهم امرأة، إلا أن أصبح البعض منهم يتباهى أينما ذهبوا بذلك، لكن المشكلة عند بعضهم أن زوجاتهم سيشعرن بالغيرة وبالمقابل لماذا لا تغار بعضهن عندما تكشف عليه طبيبة؟".

وبرعت ميسون في حلاقة ذقن الرجال باستخدام الموس والخيط ووصفوها بالفنانة، ومن ناحية المشاكل التي يعاني منها الرجال تقول "مشكلة الصلع... لكن أنا أجدها جميلة جدا، والمشكلة تكمن في إيجاد حلاق ماهر، تحديدا إذا تمكن من الحلاقة للأصلع بجدارة"

ميسون في الغالب تفضل التعامل مع الرجال أكثر من السيدات، لأن " التعامل مع الرجل يعتبر أسهل بكثير خصوصا في مهنة الكوافير الرجالي وإقناعهم بالشيء يكون أسهل، لأنه عندما يأخذ رأي امرأة في مظهره فانه سيتقبله بشكل أكثر".

تمكنت ميسون من تحقيق حلمها ونجاحها عن طريق المشجعين وممن وقف إلى جانبها، إلى أنها الآن تفتقد إلى من يشجعها في إنشاء صالون رجالي لتتمكن من مزاولة المهنة بنفسها" فكرت كثيرا بفتح صالون رجالي إلا أنني لم أجد من يقف إلى جانبي ويشجعني، بسبب الأفكار السائدة عند اغلب المجتمع والتي تحكمها العادات والتقاليد بالإضافة إلى الدين".

وعندما قارنت ميسون مهنة الكوافير الرجالي مع المهن الأخرى التي زاولتها المرأة في الفترة الأخيرة كمهنة سائقة التاكسي أو الشاحنة أن هذه المهن لها سلبياتها وايجابيتها، بحسب ميسون "الكوافير الرجالي يزاول مهنته في محل عام وثابت في مكان واحد، بالإضافة إلى أن تراخيص فتح الصالونات تجبر صاحبه أن يكون المحل مطل على الشارع العام مما يجعل هذه المهنة آمنة أكثر من المهن الأخرى".

وطالبت ميسون الرجال فتح الباب امام السيدات لتعلم هذه المهنة واﻻحتراف بها.

الفترة الأخيرة انتشرت عاملات من العمالة الوافدة في بعض الصالونات الرجالي للعمل في مجال تنظيف البشرة ومجال تقليم الأظافر، فهل تكون خطوة لافتتاح صالون رجالي تديره امرأة في عمان.