أردنيون يهربون من قروض البنوك إلى "الجمعيات"

أردنيون يهربون من قروض البنوك إلى "الجمعيات"
الرابط المختصر

يلجأ الكثير من الأردنيين للمساهمة  بالجمعيات المالية وهي عبارة اتفاق مجموعة من الأفراد على استقطاع مبلغ مالي يتم تحديده مسبقاً، ليتولى جمعه وتوزيعه شخص، يسمى رئيس  ومؤسس الجمعية.

 

 

وتعتبر تلك الجمعيات ادخار إجباري للكثير من الأردنيين، لتوفير متطلبات مالية  او دخل اضافي يمكن استخدمه  لغايات مختلفة في مرحلة  لاحقة دون أن يرتب ذلك فوائد مالية.

 

 

وتعتبر  الجمعيات  المالية وسيلة للتمويل الذي لا يتطلب فائدة أو ضمانات وسنوات تسديد كما البنوك، الأمر الذي ييسر على المواطنين شراء مستلزماتهم أو الوفاء بها دون وضع شروط أو ضمانات لذلك.

 

وتقول أمنية الأحمد وهي مشتركة في جمعية تضم 40 شخصا من  أقاربها وجارتها في الحي، أنها اعتادت  على هذا النوع  التوفير العائلي  الإجباري منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتبلغ قيمة المساهمة الشهرية لكل مشترك في الجمعية، 100 دينار ، لتحصل  على مبلغ مقداره  4 آلاف دينار لكل مشترك .

 

 

دوافع المشتركين في الجمعيات المالية مختلفة من شخص لآخر فكانت دوافع الاحمد  لتوفير الراحة والمكان الصحي لابنائهم حيث منزلها الصغير الذي لا يتجاوز 60 مترا بحاجة لتوسعة مع زيادة اعداد افراد اسرتها المكونة من 7 افراد.

 

وما تبقى من راتب زوجها لا يكفي لتغطية قسط البنك في حال  الاقتراض منها  لذا كان من الضروري  المساهمة في الجمعية والتوفير الإجباري، خاصة في ظل تراجع الادخار او لتوفير الطوعي كما تقول .

 

 

مؤسسة احدى الجمعيات المالية رائدة اليوسف تؤكد أن عدد المشتركين بالجمعية لديها 200 مشتركا بواقع 100 شهريا ليحصل كل مشترك 4400 دينار شهريا.

 

 

ويتم  توزيع الأفراد على الأشهر ليحصل كل فرد على مجموع ما تم جمعه كل شهر، ثم يتم تدوير هذه الطريقة حتى يحصل جميع المشاركين على المبلغ المتفق عليه من دون أن يترتب على ذلك أي فوائد مالية أو غرامات تأخير قسط الجمعية.

 

 

وتحصل اليوسف عند تسليم المبلغ لأحد المشاركين على ضمانات كالتوقيع على إيصال أمانة أو التوقيع  على كمبيالات وشيكات  لضمان حق الآخرين من المشاركين وعدم تهرب من حصل على دوره .

 

وحققت  الجمعية احلام بسيطة للعديد من  المشاركين في شراء سيارة أو بناء منزل او انشاء مشروع استثماري صغيرة، مما يعطيهم الدافع بالاستمرار بالجمعيات المالية.

 

 

المحلل الاقتصادي حسام عايش،  يعتبر الجمعيات  المالية الشهرية وسيلة مساعدة  على حل مشكلة وأزمة مالية يمر بها أحد المشاركين بشكل دوري و تساعد على الادخار من خلال اقتطاع جزء من الدخل الشهري للموظفين.

 

وتشكل  الجمعيات المالية طوق نجاة للأشخاص الذي لا تسمح لهم أوضاعهم المالية اقتراض من البنوك لقضاء احتياجاتهم ومستلزماتهم  الضرورية ، حيث تقدم الجمعية قرض مجانية وبدون كلفة وفائدة ، وبدون الالتزام صارمة يرتب عليهم ضمانات مختلفة ،كما يقول عايش .

 

وبين عايش انه في بعض الأحيان يمكن  للمشرك في الجمعية  تأجيل القسط الشهرية باتفاق ما بين المشاركين دون  ان يترتب عليه جزاء  أو كلفة مالية إضافية .

 

وتساهم الجمعيات المالية  بمساعد الأشخاص على توفير بعض الأموال لمجابهة الطوارئ أو المتوقعة و مواسم النفقات الإضافية، أو إنشاء مشاريع  صغيرة او لسداد أقساط ابنائهم في المدارس الخاصة او الجامعات  وغيرها من المناسبات التي يرتفع فيها الإنفاق.

 

 

ومن الناحية الاجتماعية، يقول  عايش  إن الجمعيات تنمي الروح الجماعية ما بين المشاركين ,و تنمي روح الإيثار من خلال تقديم موعد احد المشاركين على حساب الآخر إذا ما دعته الحاجة لذلك.

 

 

هذا وارتفعت  مديونية الأفراد بنحو مليار دينار العام الماضي كقروض استهلاكية وسكنية وسط ثبات الرواتب، ويذهب  ما نسبته  70 %من دخل المواطن السنوي جراء الإنفاق الذي يزيد على حجم الدخول.

 

أضف تعليقك