يوم عليها وباقي الايام لهم
استكمالا لمسلسل “الهزال العربي” والانحدار الثقافي، احتفل المجتمع بـ”يوم المرأة العالمي”، واستعادت تاء التأنيث حضورها الهش، وبانت نون النسوة على قلق الذكورة المؤقت.
جلسن الفاضلات لالتقاط الصور، التي يحتاجها الذكر العربي لاثبات انسانيته المؤقتة، فها هو يتخلى طوعا عن منصبه لصالح نصف المجتمع، وشقائق الرجال، والمدرسة التي اعدت الاجيال والسيدة التي هزت بيدها.. وباقي المفردات والعبارات. ستظهر اليوم مجموعة صور لسيدات يرسمن ابتسامة كئيبة، ويضعن نياشين المطابخ على اكتافهن، احتفالا بيوم ليس لهن منه الا اسمه.
يوم المرأة طقس سطحي ، يتعامل معه مجتمع باهت من كثرة الاغتسال والكيّ في مستنقعات التخلف والرجعية.
يوم لا نحتاج فيه الى مراقبة الهلال كي نعلن صيامنا عن العنف ضد المرأة واستغلالها بشكل بشع وتحميلها وزر التربية والعمل واشغال المنزل.
كل ما فينا “ذكوري” حتى يوم المرأة، رسمنا له شوارب وعضلات رغم المساحيق الممجوجة ورديئة الصنع.
نرسمها مديرة او رئيسة تحرير او اي موقع، لكنها في نهاية الدوام ستختم كرتها على عجل كي تذهب لاعداد مائدة الاحتفال بيومها، فيما يتثاءب “الذكر” بالبيجاما المخططة وينتظر المائدة ثنائية الابعاد. واظنه سيمنح المرأة ابتسامة بليدة وقبلة مثلجة ومعايدة المحبة.
نراقب العالم من ثقب الباب، فنرى الصورة ضخمة وننسى اننا ننظر اليه من ثقب صغير يضخم الصورة، التي هي في الاصل صغيرة ولا تليق بنا كجمتمع يحتوي الاف النصوص الدينية والثقافية لرفعة المرأة ومساواتها بقرينها الرجل.
نقفز من ثقب الباب الكوني، للاحتفال بيوم المرأة وعيد الام ويوم المعلم وعيد الشجرة، ونستورد كل المساحيق كي ندهن عقولنا، مستبدلين الادنى بالاعلى، نقفز عن “صلة الرحم” ليوم المرأة وعيد الام، نترك خشية العلماء وقيمة العلم ونستبدلها بيوم للمعلم ونخلع قيمة غرس “الفسيلة” كي نحتفل بعيد الشجرة.
لا تحتاج المرأة العربية الى يومها القادم كمنحة من الذكر، فهو ملح على عطشها وسيف عليها، تحتاج المرأة فقط الى ساعة قيلولة بعد نهار مضنٍ وتحتاج الى يوم تمارس فيه حياتها دون ضجر الذكورة.
span style=color: #ff0000;الدستور/span