وزير مالية لا يعرف الملل

وزير مالية لا يعرف الملل

p dir=RTLيصنف عنوان هذا المقال في سياق عمليات الهفهفة الصحفية، ذلك أن وصف شخص ما بأنه لا يعرف الملل، يعد من الأوصاف المحببة الى قلوب الموصوفين. وأنا هنا أقر بأني أهفهف، غير أني أتحدث عن نوع خاص من الملل لا يعرفه وزير المالية الحالي مثلما لم يعرفه وزراء المالية السابقون منذ مطلع التسعينات، ولهذا أرجو اعتبار هفهفتي من النوع المؤسسي العابر للحكومات./p
p dir=RTLيتحدث وزير المالية الحالي عن برنامج وطني للتصحيح مدته خمس سنوات له بعض الآثار الصعبة المؤقتة لكنه يضع البلد على المسار الصحيح./p
p dir=RTLعدم معرفة الملل يتجلى هنا، فهذا الكلام سبق أن قاله كل وزراء المالية منذ أكثر من عقدين، وكان كل واحد منهم يقوله باندفاع وكأنه يقال لأول مرة./p
p dir=RTLغير أن اللافت اليوم هو تركيز الوزير على وصف البرنامج بـالوطني، ولهذا الوصف قصة فيها قدر من الفكاهة المالية التي تختلف عن الفكاهة العادية بأنها لا تسر:/p
p dir=RTLفقد بدأ بلدنا عهده مع صندوق النقد عام 1989 في برنامج مدته عشر سنوات، لم تكن الحكومات تعترف بأنه عبارة عن شروط من الصندوق، وكان هذا الصندوق وقتها يكتم السر فعلاً ولا يكذّب الحكومات. وعند انتهاء البرنامج جرى الاتفاق على ملحق لمدة ثلاث سنوات جديدة، ولكن الصندوق قرر حينها التوقف عن كتم السر وأعلن عن نيته نشر محتوى تعهدات الحكومة./p
p dir=RTLصادف حينها انه كان لدينا رئيس وزراء ذكي، فقام من جهته بالاعلان وبقوة بأنه يختلف عن سابقيه، فهو يملك شجاعة القول أن البرنامج ليس وطنياً وبأنه فعلاً شروط وأن المصلحة الوطنية تقتضي الالتزام بهذه الشروط، وقام فعلاً وسبق الصندوق بالكشف عن البرنامج الذي أكملناه عام 2003 وتم الاعلان عن أن الأردن تخرّج من الصندوق./p
p dir=RTLحينها بدأت مرحلة البرامج الوطنية فعلاً على يد فهلويي الليبرالية الجديدة الذين قادونا الى الوضع الحالي، وبالنتيجة عدنا للالتحاق مجدداً في برامج الصندوق، والطريف أن الصندوق عاد الى التكتم وحفظ سر الحكومات، وهو ما مكّن الوزير من الحديث عن برنامج وطني مكتفياً بالاشارة الى أن الصندوق قام بمراجعة البرنامج./p
p dir=RTLفي الفترة القادمة سنعود الى كلام سمعناه كثيراً عن شد الأحزمة وعن شبكات الحماية وتوجيه الدعم لمستحقيه وعن إصلاح التشوهات وأهمية الاستقرار النقدي وعن النمو المتوازن وسوف تكثر شهادات المؤسسات الدولية وسوف يعلن عن تحسن موقع الأردن في مؤشرات الأداء والادارة المالية والنقدية... الخ./p
p dir=RTLأرجو المعذرة من القارئ الذي قد يلاحظ ان مقالة هذا اليوم أطول بكثير من المعتاد، فأنا هنا حاولت أن أخوض تمريناً في عدم معرفة الملل أسوة بوزير المالية ./p
p dir=RTLspan style=color: #ff0000;العرب اليوم/span/p

أضف تعليقك