وثيقة زمزم دعوة للمراجعة

وثيقة زمزم دعوة للمراجعة
الرابط المختصر

تسعى فعاليات اسلامية ونشطاء في الجماعة الاسلامية الى العودة الى الجذور الصافية للحركة الاسلامية , من خلال وثيقة الاصلاح الاجتماعي او ما بات يعرف بوثيقة زمزم نسبة الى مكان الانعقاد , البيان الذي استقبلته على بريدي الشخصي والتوضيحات التي تلت البيان , تقول ان ثمة ريبة تسللت الى وجدان النشطاء من انحيازات سياسية داخل الجماعة والحزب الى السياسة العربية مصحوبة بإغفالة عن الواقع الداخلي , وتحديدا جذور الحركة الدعوية والاجتماعية , تلك الجذور التي اسكنت الجماعة مكانا مرموقا في الوجدان الشعبي الاردني , ومنحتها مكانة متقدمة على باقي التيارات السياسية الاخرى .

وينفي النشطاء الاسلاميون نية الانشقاق السياسي ولا ينفون وقوع الخلاف السياسي حسب الناشط والقيادي المعتدل إرحيل الغرايبة , الذي يعتقد ونحن معه انه يقدم هدية الى الجماعة الاسلامية بتوسيع بيكار نشاطها الاجتماعي والسياسي ايضا في المشهد المحلي , بعد إنحشار الجماعة والحزب في زاوية اضيق من المأمول للجماعة والحزب , إما بحكم التمترس خلف مواقف سياسية قديمة وغير مقبولة في الواقع السياسي الحالي الذي أسقط نظريات المقاطعة والحرد السياسيين او بحكم استيلاء عقل غاضب ومتوتر على سدّة القرار داخل أُطر الجماعة التنظيمية .

الواقع الجديد يُعلي قيمة المشاركة الشاملة والشعبية في صُنع القرار , ويُسقط نظرية الحكم المنفرد او التفرد بالقرار , خاصة في ظل انفتاح شعبي كامل على المشاركة وانتاج النخب المحلية الجديدة في المناطق التي عاشت تهميشا طويلا وكانت ترى في الجماعة والحزب نُخبتها والمجال الحيوي السياسي للتعبير عما بدواخلها , لكن الجماعة والحزب تصر على مخاطبتها بنفس الادوات القديمة .

قيمة المبادرة بالاضافة الى عودتها الى الجذور الصافية , انها تُعيد فتح الباب للجماعة لمراجعة تاريخية لمجمل قراراتها في السنوات السابقة , واسترداد الدور الدعوي والاجتماعي الغائب عن منظور الجماعة اللحظي او الراهن وانشغال العقل الغاضب داخل الجماعة بالشق السياسي الخارجي على حساب اللحظة الراهنة داخليا , فثمة نخبة جديدة تتشكل في المخيمات والمحافظات اماكن النفوذ التاريخية للجماعة تريد ان تُدلي بدلوها في الاحداث الربيعية العربية والمحلية وتريد ان تدخل نادي النخبة السياسية وهي دون مجاملة تستحق ذلك لكن إنغماس الحركة في تفاصيل المشهد العربي المعقد سوريا وفلسطينيا ومصريا حالت دونهم .

رفض الجماعة والحزب لاستقالة الغرايبة كما نشر الزملاء في موقع عمون الاخباري , دليل اضافي على وجود الازمة السياسية وليس إنكارا لها , وإن خففت من حدة تداعيات الخلاف وامكانية وصوله لا سمح الله الى ما هو أعلى , وهي خطوة غير مرغوبة ولا تخدم العملية السياسية او الحالة الحزبية التي لا يخدمها تشظي الحياة الحزبية وتناسلها , ولكنها بالمقابل صدمة داخلية يجب ان تُعيد الدم الى شرايين القلب الاسلامي الذي يعاني من انسداد في الشرايين وتحديدا شرايين الاستقبال .

مبادرة زمزم يجب قراءتها بعمق من الحركة ودون تأويلات متطرفة من خارج الجماعة او دليل على خطأ الجماعة والحزب في قرار المقاطعة وبداية انشقاقات داخلية , ليس لانها ليست كذلك , بل لأن هذه القراءة السريعة والسطحية ستفضي الى تدعيم رأي خاطئ يدعو الى التفرد والاستفراد بتفسير اللحظة لصالح وجهة نظر يشوبها العوار السياسي والفكري . خطوة زمزم في جوهرها حالة نقد ذاتي تمارسه الاحزاب الحية والقابلة للمراجعة والتراجع عن الاخطاء وهي قيمة حميدة يجب تعزيزها لا تأويلها حسب رياح اللحظة او محاولة اقتناص رياح اللحظة وتأخير او تعديل الاستحقاق الاصلاحي .

الدستور