ننتظر بشغف نتائج الحملة الوطنية للتشغيل التي يقودها وزير العمل على مؤشرات البطالة ولا نقلل من تأثيرها , لكن السؤال هو الى أي مدى قد تكون مفيدة بين صفوف المتعطلين من المتعلمين ؟.
بالتوازي مع الحملة تنفذ الوزارة حملة مماثلة تستهدف العمالة الوافدة , على فرض أن المستفيدين من الحملة سيشغلون تلقائيا الفراغ الذي سينشأ , ومرة أخرى ننتظر بشغف نتائج هذا الاحلال والأهم ديمومته .
معظم المقبلين على الاستفادة من الحملة هم أصحاب المؤهلات العلمية دون الثانوية العامة ونسبتهم 8ر36% , بينما تقف النسبة العظمى عند حملة الثانوية العامة فأعلى ونسبتهم 7 ر62 % في صفوف إنتظار الدور في ديوان الخدمة المدنية أو بين طلبات التوظيف في القطاع الخاص .
قد ينجح الإحلال في حل مشكلة المتعطلين من الأميين وهي نصف بالمئة ومشكلة من هم أقل من الثانوية العامة ونسبتهم 8ر36 % لكن ماذا عن النسبة العظمى وهي 7ر62 % ؟.
في الاستطلاعات يجيب كثير ممن يشغلون فرص عمل لا تعجبهم بأنهم لا يعملون وهؤلاء غالبا من فئة المتعلمين من الذين شغلوا وظائف مهنية لا تعبر عن طموحهم , لذلك كان معدل البطالة مرتفعا بين حملة الشهادات الجامعية لكن غالبية هذه الفئة لا تزال ترفض العمل المهني وترفض الإنخراط في برامجه التدريبية وتفضل إنتظار وظيفة تتناسب ومؤهلاتهم العلمية بعكس الفئات الاقل تعليما أو غير المتعلمة التي تتشبث بأية فرصة عمل متاحة وتستفيد من برامج تدريبية مدعومة .
الحملة بدأت بعنوان طموح وهو توفر فرص عمل بالجملة , وما على المتعطلين إلا حجز مقاعدهم فيها , ومع ذلك فإن المسافة لا تزال بعيدة للوصول الى حجم قوة العمل الفعلية حتى مع التدخل الحاد في سوق العمل خلافا لألية السوق.
بقي أن الحملة تستهدف قطاع الخدمات بشكل أساسي , وهو القطاع الذي لا يزال يواجه بعزوف من الأردنيين فأكثر من مسح ودراسة خلصت الى أن العمالة الوافدة لا تشكل حاجزاً أمام المتعطلين من الإناث ولا الذين هم دون سن21 سنة ولا الحاصلين على درجة جامعية لأنهم ببساطة لا يقبلون بما يقبل به الوافد
الرأي