نظافة يد الرئيس ليست أمراً ثانوياً
قسم كبير من ناقدي رئيس الوزراء الحالي هم من مستجدي نقاد رؤساء الوزارات, وهم متواجدون في أوساط مختلفة: النواب والسياسيون والإعلاميون والمتظاهرون والمعتصمون وغيرهم, ولا بأس في ذلك بكل الأحوال.
الملاحظ أن غالبية نقاد الرئيس المستجدون والأصلاء يكررون في بداية كل عملية نقد عبارة تقول: "لا نشك في نظافة يد الرئيس" أو "لا نجادل في أمانته" ثم يستأنفون نقدهم بمختلف الأشكال. وبالنسبة لي سأستأنف مقالي هذا معتمداً على هذا التقييم الذي قدمه الآخرون.
إذا كان الإجماع على نظافة يد الرئيس حقيقياً ويعبر عن الحالة الفعلية له, فإن الأمر جدير بالتوقف عنده فعلاً, إذ لم يحدث أن نال أحد زملائه "المعاصرين" مثل هذا الإجماع. وصحيح أن أحداً منهم لم يواجه باتهام واضح, لكن الصحيح أيضاً أنه كان هناك سكوت دائم على هذا الجانب, وقد جرت العادة أن لا يتحدث الناس وخاصة النقاد رسمياً وبشكل معلن لا عن نظافة ولا عن عدم نظافة, ويكتفون بالصمت وترك الأمر للتقديرات الخاصة, ولكن في حالة الرئيس الحالي فالكل يقدم شهادته بوضوح وبصورة علنية, ولا يوجد من يوجه كلامه ولا صمته تجاه الرئيس.
في بلد مثل الأردن, لا تزال قضايا السمعة والصيت تحظى فيه بأهمية كبيرة وتتحكم بمصائر الأشخاص وقدرتهم على القيام بأدوارهم في مراكزهم المختلفة, فإن مسألة مثل الاتفاق على نظافة يد مسؤول كبير قضية مهمة, على الأقل هي تكفي لكي تجعل صنف النقد أو الهجوم الموجه إليه مختلفاً عن صنف النقد أو الهجوم الموجه لغيره, وهذا ما لا ينتبه إليه بعض النقاد... والله أعلم.
العرب اليوم